شريط الأخبار

قراءة فنية لافتتاح بطولة من النكبة الى الدولة

قراءة فنية لافتتاح بطولة من النكبة الى الدولة
بال سبورت :  


الخليل- قراءة عبد الفتاح عرار/ بحضور الامير علي نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيس الاتحاد الاردني ورئيس الوزراء د. سلام فياض واللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والعديد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والرياضية، تم افتتاح بطولة فلسطين الدولية من النكبة الى الدولة في نسختها الثانية باللقاء الذي جمع المنتخب الفلسطيني المستضيف والمنتخب الفيتنامي لحساب المجموعة الاولى التي تضم بالاضافة لطرفي المباراة الافتتاحية المنتخب الباكستاني. وانتهى اللقاء بفوز المنتخب الوطني الفلسطيني بهدفين دون رد سجلهما كل من خلدون الحلمان في الشوط الاول وفهد العتال في الشوط الثاني .


التنظيم عشرة على عشرة
لفت انظار الضيوف والحضور الجانب التنظيمي لفعاليات الافتتاح الذي كان مميزا من حيث تنظيم الدخول وضبط الحركة وتسهيل مهام اللجان والذي لا يختلف عما نشاهده في كثير من فعاليات افتتاح بطولات دولية. ولا شك ان خلية النحل المنظمة والتي اثبتت قدراتها التنظيمية ولا شك انها نجحت بامتياز في تخطي اية اختبارات بعد الجهود المميزة للدائرة الفنية التي يديرها الدكتور مازن الخطيب والامانة العامة للاتحاد التي يشغلها عبد المجيد حجة من اجل اثبات احقية الاتحاد الفلسطيني في استضافة بطولة قارية رسمية. فكان هناك نظام خاص لدخول الجماهير واخلائها واعداد موقف حافلات الجماهير بشكل منظم وترتيب دخول الشخصيات ووسائل الاعلام واعداد ممنهج للبروتوكولات المتعارف عليها من حيث دخول الفرق والمؤتمرات الصحافية وتنظيم منصة الشرف وجنبات الملعب لنطمئن على هذا الجانب اذا ما تقدمنا لاستضافة بطولة قارية. كما كان اداء رجال الامن مميزا من حيث التعامل مع الجماهير وتطبيق الانظمة واللوائح معتمدين على البطاقات التي اصدرها الاتحاد لتكتمل منظومة العمل التنظيمي وتجتاز الاختبار بنجاح .


الحضور الجماهيري
نعم حضرت الجماهير الفلسطينية لارض الملعب وقامت بتشجيع منتخبنا الوطني وهتفت للاسرى ورقصت طربا مع هدفي الحلمان والعتال الا ان هذا الحضور لم يصل للدرجة التي تعودنا عليها من الجماهير الفلسطينية عندما يلعب المنتخب الوطني اذ تعودنا ان لا يبقى في المدرجات مكان خال وهذا ما كنا نتمنى ان يكون في افتتاح بطولة احياء ذكرى اليمة على قلب كل فلسطيني بمشاركة دولية وعربية. ولكن لا زالت البطولة في بدايتها ونتمنى ان تكتمل الفرحة بعد تحقيق الوطني لنتائج مميزة واثبات للقدرات التنظيمية واخيرا الحضور الجماهيري الذي يعتبر العامل الاول لتحقيق النجاح وهذه دعوة لكافة الجماهير ولجان الحشود لتكثيف عملها من اجل ان نرى مدرجات ممتلئة بالجماهير الفلسطينية الرائعة التي تعبير فاكهة الملاعب .

التضامن مع الاسرى
لاننا نخوض نضالا على كافة الجوانب ولان نضال الاسرى وصل ذروته مع تزامن احياء شعبنا لذكرى النكبة فقد افتتحت البطولة بشعار التضامن مع الاسرى من خلال الشعارات التي رفعها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ومن خلال ما تطرق اليه دولة رئيس الوزراء في المؤتمر الصحافي وهو الحال في حديث اللواء جبريل الرجوب وكذلك ما بدأ به سمو الامير علي بالحديث عن الاسرى الرياضيين. اما الجماهير فقد هتفت للاسرى ورفعت شعارات باللغتين الانجليزية والعربية مطالبة بالحرية للاسرى. منتخبنا الوطني اهدى فوزه ايضا لاسرانا البواسل بشكل عام كما فعل الحلمان كذلك والعتال معه باهداء كل منهما هدفه لاسرانا خلف القضبان .

الحلمان يسجل في اول ظهور
استطاع نجم اهلي ومهاجمه الاول ان يعبر عن نفسه في اول ظهور له مع المنتخب الوطني عندما احتفل بتسجيل هدفه الاول ليثبت انه قناص مميز وانه يستحق الانضمام للمنتخب الوطني وقد ظهر الحلمان خلال اللقاء بشكل مميز في المنطقة الامامية فهدد المرمى اكثر من مرة وقدم كرتين لابي حبيب على طبق من ذهب ولانها المشاركة الاولى للحلمان فقد بدى متحفظا نوعا ما وحاول الظهور بشكل مغاير عن ادائه مع ناديه وحسب اعتقادي انه لو تخلى عن تحفظه لاستطاع التسجيل في اكثر من مناسبة وخاصة الفرصة الثمينة في الدقيقة 14 من عمر اللقاء وكذلك المواجهة امام المرمى في الدقيقة 39. بكل الاحوال بداية موفقة واختيار صائب للكابتن جمال محمود باضافة مهاجم شاب لصفوف الوطني .

عودة ميمونة لرافت عياد
الفدائي الثائر كما اسميه دائما اداء رجولي وحماس مرتفع وانضباط مميز للمدافع رافت عياد الذي ابتعد لفترة عن صفوف الوطني وكانت عودته بالامس مميزة وبعث الاطمئنان في الخط الخلفي لتكون عودته ميمونة واضافة قوية للخط الخلفي. وما تميز بهر افت في مباراة الافتتاح هو قيادة الخط الخلفي وعدم ترك مساحات مع خط الوسط من خلال الضغط المتواصل واللعب برجولة. في اعتقادي ان دعوة محمود لعياد كانت صائبة .

وجوه جديدة
اشرك الكابتن جمال محمود مجموعة من الوجوه الشابة في مباراة الافتتاح امثال الحلمان الذي تحدثنا عنه وعسيلة والسويركي عبد السلام وامجد زيدان ورامي مسالمة واحمد وريدات وقد حاول جميعهم التعبير عن ذاته في اول مشاركة ولا شك ان جلهم قدموا ما لديهم لاثبات قدراتهم وحاولوا التعبير عن انفسهم باداء يبشر بمستقبل لكل منهم فقد تحرك عسيلة كثيرا في خط الوسط وغابت عنه الخبرة ربما لانه لعب في غير مركزه. اما زيدان فقد قدم شوط اول رائع وشكل خطورة في الميسرة وساهم في صنع الهدف من خلال الجملة التكتيكية بينه وبين مراد اسماعيل والحلمان. وريدات ومع نزوله كاد ان يعبر عن نفسه كما فعل الحلمان لو اندفع نحو كرة حسم ابو صالح العرضية امام المرمى ورغم ان مسالمة نزل في اخر المباراة الا انه ايضا حاول زيارة الشباك ليثبت قدراته الهجومية. على كل الاحول ربما حاول جميعهم الظهور بشكل رائع لكن ولانها المشاركة الاولى فقد اثر ذلك على حالة الانسجام في الملعب وهذا امر طبيعي لمجموعة تنضم حديثا للوطني .

شبير خارج الملعب
رغم ان الحارس الدولي محمد شبير ضمن قائمة المنتخب الوطني المشارك في بطولة النكبة الا انه شوهد بزي المنتخب على المدرجات ولم يتواجد على دكة البدلاء الامر الذي اثار تساؤلات عديدة من الحضور دون معرفة الاسباب الحقيقة لعدم تواجد الحارس شبير على دكة البدلاء او في التشكيلة الاساسية اذ لعب توفيق علي في الحراسة وكان فهد الفاخوري الحرس الاحتياطي .
استعراض مبالغ فيه
مع بداية اللقاء اعتمد منتخبنا على تناقل الكرات بشكل سريع وتدوير الكرة وكان ذلك في وسط الملعب وفي الخط الخلفي وقد يكون اللعب من اللمسة الاولى هو من اساليب اللعب الرائعة اذا انتهى الاستحواذ بتهديد لمرمى المنافس وهذا ما غاب عن عملية الاستحواذ لمنتخبنا مما اضفى نوع من الملل على العرض. فغالبا ما يقوم الفريق بالاستحواذ على الكرة من اجل ايجاد ثغرة في دفعات الفريق المنافس فتنتهي الجملة اما بعرضية او تسديدة او اختراق من العمق لكن ما لاحظناه هو مبالغة في الاستحواذ وقد تكون له ايجابية وحيدة وهي استنزاف الجهد البدني للمنافس فقط .

الجمل التكتيكية
ربما كانت الجملة الاجمل في الدقيقة 19 بين الثلاثي اسماعيل وزيدان وترجمها الحلمان لهدف غير هذه الجملة المدروسة لم يكن هناك جمل تكتيكية تلفت الانتباه ليكون الاداء ارتجالي كل في موقعه وحسب رؤيته في اللحظة التي يمتلك فيها الكرة وقد يعود ذلك لغياب الانسجام بين العناصر المنضمة حديثا للمنتخب وعناصر الخبرة كون المجموعة تلعب مع بعضها لاول مرة .

النزعة الهجومية
النجاعة الهجومية لم تكن بالفاعلية التي كنا نتوقع وقد يعود ذلك لاعتماد الكابتن محمود على الحلمان كمهاجم صريح وابو حبيب كمهاجم حر يركز على التواجد في خط الوسط لتكون طريقة اللعب ضمنيا هي 4-5-1 كون ابو حبيب لاعب خط وسط اكثر من كونه مهاجم وربما لو لعب ابو حبيب كما لعب في كاس التحدي كصانع العاب ومن امامه اثنين من المهاجمين لكان ادائه مختلف خاصة ان ما تميز به جمال محمود من قبل هو جرأته الهجومية في الدورة العربية وكاس التحدي لكن في ورغم انه يلعب على ارضه وبين جمهوره ومع منتخب شاب الا انه تحفظ على الجانب الهجومي مما وضع الجماهير في ترقب بانتظار هدف الاطمئنان. وكان محمود قد رد على سؤال لي خلال المؤتمر الصحافي عقب المباراة بانه عمد لهذا الاسلوب لغموض اوراق المنافس وقد اوافقه الراي في الشوط الاول واختلف معه في الشوط الثاني لان اوراق المنافس اصبحت مكشوفة. واخيرا فان غياب الفاعلية الهجومية ظهر جليا بعدم حصول منتخبنا على ركلات حرة حول الصندوق وايضا قلة الركنيات .


الخط الخلفي
رغم انضمام عياد والسويركي للخط الخلفي الا انه كان منظما مع وجود بعض الهفوات في عملية التفاهم بين عياد والسويركي الذي شاهدناه اكثر من مرة خلف عياد وربما يكون الكابتن جمال محمود قد لاحظ ذلك ووضعه على اجندته للمعالجة كون الثنائي يلعب مع بعضه لاول مرة. اما رائد فارس فقد قدم ادائه المعهود في موقعه وظهر تفاهم بينه وبين ابو صالح وتبادل للمراكز وتقدم اكثر من مرة لتنفيذ العرضيات. اما ابو جزر فهو منضبط في موقعه رغم امتلاكه لقدم يسرى قوية يستطيع التسجيل من خلالها او حتى تنفيذ العرضيات وكنا قد تحدثنا عنه خلال كاس التحدي ان عليه اللعب كظهير عصر كما يقوم بهذا الدور حسام ابو صالح ويساند خط الوسط من الجهة اليسرى وعدم البقاء في موقعه .


التآهل هدفنا
من خلال ما تقدم وبعد هذه القرااءة التي تعبر عن راي شخصي قد يكون صائبا او لا وقد يوافقني الراي البعض ويعارضني البعض الاخر الا انها تبقى رؤيا فنية تندرج تحت مفهوم النقد البناء الذي ينبع من حرصنا على تطور اداء منتخبنا خاصة ان لديه العديد من الاستحقاقات الصعبة وسيواجه منتخبات عتيدة في كاس العرب مثل السعودي والكويتي والاماراتي. نعم هدفنا صدارة المجموعة والتاهل للدور نصف النهائي ومن ثم المباراة النهائية واللقب ونحن على ثقة اننا قادرون على فعل ذلك ليمنحنا اللقب دفعة معنوية قبل المشاركة العربية .

المنتخب الفيتنامي
ضم لاعبين صغار في السن وكما قال المدرب انه منتخب تحت 19 عام من افضل اربع منتخبات في اتحاد جنوب شرق اسيا وقد تاهل للدور الرباعي في البطولة الاسيوية لكن الفريق تنقصه الخبرة وكان هذا واضح اضافة الا انه استنزف مجهوده البدني وكانت تغييرات المدرب جمعيها اضطرارية بسبب الاعياء البدني رغم انهم قدموا كرة سريعة وبدت كمجموعة متفاهمة وخاصة في وسط الملعب اضف الى ذلك ان منتخبنا تفوق في البنية الجسمانية فلم تكن عرضياتهم ذات نجاعة وغابت عنهم الفاعلية الهجومية التي حدت منها القوة البدنية لمدافعي المنتخب الوطني ورغم صغر سنهم اثبتوا انضباطا تكتيكيا وقدموا مباراة قوية تفوق فيه منتخبنا بالعامل البدني والخبرة والاداء الرجولي .

مواضيع قد تهمك