لكل مقام مقال...

أعجبني ما قاله قائد النسور "جبل المكبر" رأفت عياد في حديثه للزميلة "الحياة الجديدة" واضعا أصبعه على الجرح قائلا: أن الأموال الطائلة التي تضخها الاندية دثرت مفهوم الانتماء، وأضاف مؤكدا "انه لا يريد التوشح بزي فريق آخـر لمعرفتي الجيدة أن أهل المكبر سيقفوا مجدداً خلف الفريق، ولن يسمحوا أبداً بانهياره مهما كلف الثمن، كانوا ولا زالوا خلفنا في الضراء قبل السراء، وسيعودوا ليتكاتفوا من أجل رفع راية النادي المقدسي" .

مثل هذه التصريحات لا تصدر ألا عن قائد حقيقي ورياضي ملتزم ومنتمي للجبل والنسور، ويستحق منا التحية والأكبار هو وناديه ، وعلينا أن نقف وقفة جادة لأسباب عزوف الكثير من لاعبينا عن انديتهم التي تربوا فيها واللهاث خلف "الدولارات"، وهو ما أدى لأندثار مفهوم الانتماء الذي تحدث عنه الكابتن رأفت عياد.

الأمير فيصل

كانت القدس تسكنه ولا يسكنها، وكانت تعيش في قلبه ووجدانه وعقله وضميره، وهو الذي قضى في الكويت شهيدا من أجلها، هو كان آمة في رجل، ولد في بغداد وعاش في القدس وارتقى للعلا في الكويت ودفن في المسجد الأقصى.

تمر علينا هذه الايام ذكراه والقدس ليست هي القدس، فالاحتلال فعل فعله في المدينة "وقسمها وجزئها وهودها وآسرلها"، وأضحى لها ما ينوف عن العشرين مرجعية تتغنى بالقدس وتتدفئ على موقدها أعلاميا صباحا مساءا، ويتباكون عليها ويصرخون ويستنكرون ويشجبون ويستغربون وينددون ووو، ونستذكر الفيصل ونقول "في الليلة الظلماء يفتقد البدر".

بعد ان رحل امير القدس فيصل الحسيني عنا ، وبعد ما حل بها وبنا، أليس من الاجدر ان تعلن القدس مدينة منكوبة.

البرج العالي

والشيئ بالشيئ يذكر لا يفوتنا ذكر برج اللقلق العالي، والذي تعد مساحته ثاني اكبر مساحة جغرافية بالبلدة القديمة من القدس بعد المسجد الأقصى، فالبرج تبلغ مساحته قرابة التسعة دونمات، وهو الذي يحلم الاحتلال بمصادرة ارضه وأقامة مستوطنة داخل البلدة القديمة، لكن الراحل فيصل الحسيني وصحبه أفشلوا هذا المخطط قبل عقدين من الزمن حين أقاموا في البرج 39 يوما وليلة، وثبتوا فلسطينية الارض .

في هذه الايام يحتفل البرج بعيد ميلاده العشرين، بجهود المخلصين الشرفاء من أبناء المدينة الذين يحافظون ليل نهار على الارض والمكان، وأضحى البرج خلال العقدين الماضيين "محجا" للقاصي والداني ومزارا لأهل المدينة والزائرين وقبل كل شيئ شوكة في حلق الاحتلال.

النكبة.. النكسة.. "النحسة"

هي عناوين للحزن والذكرى الاليمة، هي النكبة التي هجرت من شعبنا ما هجرت، وهي النكسة التي أكملت ما بدئته النكبة، وهي "النحسة" التي تحاول تغيير معالم القدس وبنيانها ، وهي النحسة حين أضحت القدس بلا ملاعب أو منشآت رياضية، بعد ان حول ملعب المطران وهو الملعب اليتيم بالقدس "لمرآب للسيارات"، أليست نحسة لعينة، حين لا يوجد ملعب بيتي لأندية القدم والسلة في القدس.