الاعلام الرياضي ... الى اين ؟

كتب محمد العباسي/ القدس
"الى كل الذين نذروا انفسهم لخدمة المجتمع الفلسطيني، وضحوا بوقتهم وجهدهم، ومدوا يد العون لي بإضاءة الشموع في عتمة الاعلام الرياضي".
ان هذا الاهداء القصير كتب في الصفحة الاولى لكتاب "قصتي معها" مهدى الى الاعلاميين الذين وقفوا معي وساندوني في عملي الاعلامي، بعيدا عن الانانية فانهم شاركوني النجاح في العمل الاعلامي ومن حقهم ان يتباهوا في ذلك لأنهم تمكنوا من اضاءة الشموع في هذا النفق المعتم وازاحوا كافة العراقيل والعقبات امام هذا العمل الشاق نتيجة الثقة التي منحتهم اياها، بالمقابل فانني اتباهى بهم وبالزوايا الاسبوعية التي كانوا يكتبونها وكنت قد اعطيت الضوء الاخضر لهؤلاء باعطاء الحقيقة للقارىء المحلي وليس شيء غير الحقيقة، فالبطبع النجاح الذي قدمناه للوسط الرياضي على "طبق من ذهب" ليس لي وحدي بالاضافة الى عمل الملاحق الرياضية المتخصصة بالاستحقاقات الرياضية العالمية ونشر الصور الملونة وبهذا الوضع فقد اخرجنا الاعلام الرياضي من نفق العتمة التي كانت تعيش به الصحف المحلية ، لانه اصبح هناك منافسة بين الصحف المحلية فالاخبار كانت تنشر بعد يومين او ثلاثة ، بعد ان تكون قد وصلت الى القارىء الرياضي عبر الاحاديث ولقد قمت بمعاونة هؤلاء الزملاء على تغيير هذا النهج واضافة مناهج واساليب جديدة .
وفي هذا السياق لا بد لي ان اشكر صاحب الجريدة الذي منحني الثقة المطلقة في عملي ومنحني الضوء الاخضر بعدم التدخل في قطع الصفحات الرياضية من اجل الاعلانات علما بأن هذا النهج كان سائدا في الصحف المحلية الاخرى وما زال وان الرقابة الداخلية على المقالات في هذه الصحف ما زالت ظاهرة العيان لارضاء اصحاب المجلة وارضاء اولي الامر فهناك محررون مضى على عملهم في الصحافة الرياضية سنوات طويلة والقارىء الرياضي لم يرى لهم مقالا ولم يسمع اي كلمة في الوضع الرياضي ومحرر اخر يرفض نشر مقال نقد الاحتراف والديون التي على الاندية مع انه نشر مقالا يزيد الفجوة بين الاندية ، ومحرر ثالث يتقاضى بعض الملاليم لتحسين ملامح بعض الاندية والرياضيين واعلام رياضي مهترىء ليس له وجود منذ انتخابه، لم اسمع بأنه قدم شيئا لمنفعة الاعلاميين القدامى، لذلك اعاد هؤلاء الناس الاعلام الرياضي الى النفق المعتم ذاته ولست ادري متى يتخلص الاعلاميين ومجلس الاعلام في بلدنا من عقدة اولي الامر وأنني لا ارى أي زوايا اسبوعية لنقد الوضع الرياضي لأن المحررين لا يقدرون على القيام بنشر هذه المقالات حتى انني علمت ان اولي الامر قد استثنوا اعلاميين من مرافقة المنتخب الوطني الى الخارج وان المحررين يقومون بنشر مقالات انشائية ينتظرون دفتر علامات معلمهم حتى ينالوا الشكر والدرجة العالية، فالى متى سنبقى نراوح مكاننا مع اننا نعيش في عصر رياضة متطورة .
قال الله تعالى في كتابه العزيز : " قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم بالحياة الدنيا وهم يحسبون انفسهم يحسنون صنعا" صدق الله العظيم.