شريط الأخبار

كرة القدم والجماهير العربية

كرة القدم والجماهير العربية
بال سبورت :  

كتب عز الدين بربر/ القدس

تعتبر كرة القدم الاكثر جماهيرية على مستوى العالم ونحن كعرب لا نختلف عن باقي شعوب الارض .. لكن وبما انه لا يوجد منتخب عربي ينافس في المحافل الدولية تجدنا موزعين بتشجعينا لمنتخب هذه الدولة أو تلك .. أو فريق هذا النادي أو ذلك .. وحتى بتعصب شديد فنحزن لخسارتهم ونفرح ونحتفل بفوزهم .. المهم نبقى جميعا بانتظار كأس العالم كل أربع سنين ونترقب أي المنتخبات العربية التي ستتأهل وتلقائيا يكون تشجيعنا لها لحين خروجها فهي بالطبع لن تصل الى مراحل متقدمة ..فلا النفسية مهيأة ولا المعنويات كذلك .. ونشعر بالغبن إذا جاءت مجموعة الدولة العربية المشاركة مع منتخبات قوية ونتحسر لذلك .. وما أن يأتي كأس العالم لا تكاد تسمع صوتا بالمحيط ولكأن الجميع يتسمر أمام التلفاز للمشاهدة ونبقى طوال شهر نحلل ونسمع ونشاهد بكل حواسنا .. وفي ذلك اليوم المنشود والذي سيلعب فيه منتخبنا العربي تجدنا جميعا نجلس امام شاشة التلفاز ونستمع للاستديو التحليلي ودوما يكون احد المحللين من الدولة العربية المشاركة في اللعبة التي نتحرق شوقا لتشجيعها والتفاعل معها ..ويبدأ بسرد طريقة اللعب المتوقعة والتي سيعتمدها المدرب .. طبعا الدفاع مع وجود رأس حربة للضربات المرتدة .. ولكي نمتص اندفاع وخبرة الفريق الاخر .. فنحن وجدنا بهذا العالم كي نتمتص دوما قوة وعنفوان الطرف الاخحر حتى بالحروب نمتص وتستوعب الضربات وخاصة الاولى ونعد أن نرد في اللحظة المناسبة التي لا تأتي أبدا ..ونتوالى بامتصاص الضربات الثانية والثالثة الخ لان الضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة .. علما أننا لو حسبناها من كثر الضربات التي أكلناها في حياتنا المفروض صرنا أقوى شعوب الارض .. ونحن نضرب من الحقبة التركية وحتى زمننا هذا .. فلا بد من أن القوة التي بتنا نملكها مهولة ..المهم ما أن تبدأ اللعبة حتى ترى الجميع مشدودا ويراقب وخصوصا إذا كان فريقنا العربي ما زال متماسكا وندا .. والرائع إذا ما سجل هدف السبق تسمع الصيحات بكل الارجاء .. وأصوات العصافير وأبواق السيارات .. والمفرقعات تضيئ السماء ومع مرور الوقت تجد أن اللعب بدأ ينحسر في منتصف الملعب حسب الخطة المرسومة فالكل يتحول الى الدفاع ويبقى رأس الحربة محاطا من ثلاث مدافعين من الاسماء اللامعة في عالم لكرة القدم .. فتجده ينظر اليهم تارة والى مراقبة الكرة تارة اخرى .. وجميعنا نصبح نشجع حارس المرمى ليستميت بالدفاع من المرمى والمعلق يدعو الله بالستر ويبدأ بتمجيد حارس المرمى على انه لوحده نصف الفريق ..وعن مدى تألقه وعندما يحتدمن الضغط تجدنا جميعا في الوطن العربي وعبر شاشات التلفزة تتعالى صرخاتنا .. اضرب.. "شوووووت" .. اطلعها برا ... وما ان تشتت الكرة حتى نتنفس جميعا الصعداء .. ولان الكرة بعيدة وبالنصف الاخر من الملعب تبدأ صيحاتنا لرأس الحربة المسكين ذاك ..أركض .. أسرع .. مع قناعنا انه لن يملك ان يصنع المستحيل ولكن نحاول أن نرفع من معنوياتنا النفسية .. ونبدأ بتعزية انفسنا هي (أي الكرة ) لو كانت قريبة من قدمه .. وتعود الكرة من جديد .. يحتدم الدفعا .. فتجدنا جميعا نعود للصراخ وتتحرك اقدامنا وحدنا كأننا جزء من اللعب على المستطيل الاخضر ..سواء كنا قد مارسنا اللعبة سابقا ام لا .. تجدنا جميعا نشوووت .. ندافع مع المدافعين حتى يأخذ العب طريقه إلى اللاعبين وبالتالي إلينا .. فتبدأ الاهداف تهل علينا .. وكأننا نحن المنتخب الذي يلعب .. المهم إذا كانت النتيجة ثلاثة اهداف مقابل الهدف اليتيم فهي هزيمة مشرفة وإذا تجاوزتها الى خمسة وأكثر فالمدرب يجب اقالته لانه لا يعرف التدريب ولا يجيد وضع الخطط للاعبيه ..ويصدر قرار فورا باقالته .. ويعين مدرب وطني مكانه .. أي هو كان طالع بيد المدرب شيئ ؟؟ فالضعف كان من جميع الجهات .. وإذا كان يريد أن يغير فهو بحاجة الى تغيير نصف الفريق .. لكن لو رجعنا للبداية فنحن بدأنا مهزومين ما دمنا سنمتص الضربة الاولى وما دمنا سننتظر لنرى ما بجعبة الخصم لنرد .. لنغير ثقافتنا .. نغير نفسياتنا .. نجد أنفسنا أصبحنا أندادا ..وأصبحنا حقا ننتصر .

مواضيع قد تهمك