فلسطين في دورة الألعاب العربية
كتب فهد محمد
لـم يبقى من الزمن سوى أيام ، والمكان العاصمة القطرية، وتنطلق دورة الألعاب العربية " العاب الدوحة 2011 " ، الأنباء القادمة من الدوحة تؤكد الرغبة الجامحة والواثقة بتقديم دورة عربية بمواصفات عالمية، من الناحية الفنية والإدارية ، وتجاوز حاجز الدورات العربية التقليدية السابقة في التنظيم، ووعود المنظمين بإخراج حفل افتتاحي وختامي أسطوري ، يضاهي الاحتفالات الدولية ...
لعل ما يهُمنا ويلج في خاطرنا هنا، المشاركة الفلسطينية التي لم تغب شمسها عن المحافل والدورات العربية، منذ انطلاقها في مدينة الإسكندرية قبل " 58 عاماً "، باستثناء دورة لبنان العام 1979 نظراً لظروف قاهرة، هي تأكيد دوماً على الانتماء الفلسطيني لعمقه العربي ، وتعزيز علاقته بمحيطه وامتداده الجغرافي والتاريخي ، للتعبير عن الهوية العربية والإسلامية لأرض فلسطين ...
وتأتي النسخة الثانية عشرة من البطولة العربية ، كتحدي ورهان جديد للرياضة الفلسطينية ، إذ تعد الدورة من أميز واكبر المشاركات التي يشهدها التاريخ الرياضي الفلسطيني، بعد الإعلان عن حجم البعثة والوفد المرافق والمُقدر بأكثر من 160 رياضي في 16 لعبة رياضية مختلفة ، منها الجماعية والفردية ، للتنافس على حصد الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية ، ورفع العلم الفلسطيني خفاقاً في سماء دوحة العرب، في خطوة تعتبر على قدر من الأهمية ، مفادها أن الرياضة الفلسطينية ، ما زالت حية وصامدة أمام الصعوبات والمعيقات التي تواجهها ، وتواجه أبطالها في كافة الألعاب والأنشطة الرياضية ...
وان مشاركتنا ولأول مرة تتميز "بالعدد والـكـم" ، في تاريخ الدورات العربية ، فالأمنيات الخالصة أن تمتاز أيضا " بالنوع والكيف " وحصد الميداليات ، كحق مشروع وطبيعي في ظل ظروف رياضية يعتبرها الجميع رافعة غير مسبوقة ، يمكننا من خلالها تحقيق شيء يذكر للرياضة الفلسطينية ، رغم افتقارها الكثير من الإمكانيات ، والدعم المتوفر لأغلب البلدان العربية ، المستعدة لفعاليات وأنشطة الدورة منذ شهور وسنين عديدة ...
طموحاتنا ورغبتنا كفلسطينيين كبيرة في تلبية لهفتنا بتحقيق انجاز وولوج منصات التتويج ، وقد تنحصر في بعض الألعاب الفردية مثل التايكوندو والكاراتيه والجودو والمبارزة ، خاصة أن سقف التوقعات قد ينحدر إلي ادني معدلاته، في الألعاب الجماعية، طبقاً لحقائق ووقائع على الأرض ، لها علاقة بخبرات تراكمية ، وانجازات قارية ، واستعدادات جدية مبكرة ، وفي وجود كوكبة من المنتخبات العملاقة في تلك الألعاب ، على الصعيد العربي والآسيوي ، والأفريقي ، وحتى الدولي ...
إلا أن ثقتنا كبيرة ، في خيرة شبابنا المشاركين، بنقش تاريخ رياضي فلسطيني بأحرف من ذهب ، والعودة مرفوعين الرأس بعدد وافر من الميداليات، وان افتقدنا للنفط وكنوز المال للاستعداد والتحضير جيدا للدورة، فلدينا العزيمة والإرادة وقوة الإنسان الفلسطيني وجبروته، التي خلقت من العدم ما يذكر ، وان رجعنا للذاكرة وتحديدا العام 1999 في دورة ألعاب الحسين في الأردن الشقيق، وما حققه فريقنا الوطني " الفدائي " لكرة القدم من برونزية العرب، في أقوى وأصعب العاب الدورة جماعية، وما حصده أبطالنا من ميداليات، على مدار أكثر من نصف قرن تقام فيه الدورات العربية ، لخير دليل على أننا قادرون على منافسة العرب ، وتوشيح صدورنا بالذهب، والذي يتطلب من الجميع التركيز والجهد الوفير ، واحترام المنافسين ، والإيمان بقدرتنا تجاوز حدود المشاركة الشرفية للمنافسة .
مع دعوتنا لأبناء الجالية الفلسطينية في دولة قطر الشقيق، مساندة كافة منتخباتنا الوطنية ، والشد من أزرها والوقوف خلفها ، في مختلف الألعاب الجماعية والفردية .