كتب بدر مكي / القدس

كلما ادخل جامعة بير زيت.. اتذكر الحرم القديم في بلدة بيرزيت في العام 82، في تلك الفترة حصل منتخب الجامعة الذي كنت عضوا فيه على بطولة الجامعات بعد فوزنا بالنهائي على معهد المعلمين برام الله، وكنا فزنا على جامعة النجاح على ارضها.. كان المنتخب يضم نجوم الكرة الفلسطينية في العديد من الاندية ومن بينهم ماجد البلبيسي، سليم رزق الله، نديم بنورة، صلاح عليان، خليل سعيد، فارس ابو معمر وصلاح وعباس.

ا لمفارقة.. انني درست في الحرم القديم من تلك البلدة.. ومن الجامعة التي كانت عنوانا للحركة الوطنية.. في تلك الفترة كانت الوحدة الوطنية.. رأس مالنا الطهور.. واقامت الجامعة حفل التخرج في الحرم الجامعي الجديد.. وكانت كلية العلوم الجديد (عظم).. ولم يكتمل المبنى بعد.. واليوم.. جامعة بير زيت تضم بين ثناياها معظم الكليات.. بعد ان كان عددها قليلا.. والطلاب اقل من ثمانمائة طالب.. وكنا نعرف بعضنا البعض.

وها هو الفصل الصيفي.. يلفظ انفاسه.. وقد كان الفصل الدراسي من ثلاثة لقاءات اسبوعية وعلى مدار خمسة اسابيع.. بحثنا في العديد من المواضيع.. تعلمت الكثير.. استاذنا الفاضل.. شد الرحال بنا نحو قرار محكمة العدل الدولية بخصوص الجدار اللعين.. كما زارنا العديد من الضيوف.. الذين تحدثوا عن مواضيع مختلفة.. ولعل اهمهم البروفيسور الفلسطيني الذائع الصيت رشيد الخالدي.. الذي نفتخر به.. ونفتخر بالجامعة التي تكرم رواد شعبنا.. ابو لغد وادوارد سعيد وعشرات غيرهم.

نعم.. العلم يبني بيوتا لا عماد لها.. فما بالكم في فلسطين.. يجب التركيز على وحدتنا الوطنية.. وايجاد قاسم مشترك في مطالبنا العادلة.. متمسكين بالثوابت.. وليس بالحد الادنى منها..

احيانا اقول.. يا ليت الكورس الصيفي لم ينته.. ولكن كل منا لديه التزام.. وتزامن هذا الكورس مع امتحان التوجيهي.. ولا ادري اذا كان واضعو اسئلة التوجيهي يعلمون.. ان اولياء الامور يعانون من ضغط شديد خلال فترة الامتحانات.. وما يحصل من ظلم على ابنائنا الطلبة في عديد المواضيع انما تتحمله منظومة متكاملة (الوزارة، استاذ المادة، الطالب، ولي الامر).. ويبدو ان استعراض العضلات من الوزارة ومن يدور في فلكها.. يؤشر اننا ما زلنا نفتقد البوصلة نحو تعليم يليق بشعب يتوق للحرية.. وكأننا في واد.. وهم في واد آخر.