شريط الأخبار

عرار يقرأ مباراتنا اما أفغانستان: تأهلنا بتعادل لم نكن نتوقعه، غاب الانسجام والجمل التكتيكية

عرار يقرأ مباراتنا اما أفغانستان: تأهلنا بتعادل لم نكن نتوقعه، غاب الانسجام والجمل التكتيكية
بال سبورت :  

الخليل- قراءة عبد الفتاح عرار/ لا شك ان نشوة الفرح بالتاهل سيطرت على جماهيرنا التي احتشدت لمؤزارة الوطني في لقاء العودة امام المنتخب الافغاني ضمن تصفيات الادوار التمهيدية لكأس العالم لكن هذه الفرحة انتابها شعور بالقلق على حظوظ المنتخب بالتاهل لدوري المجموعات والذي يتطلب اجتياز تايلند في مجموع مباراتي الذهاب والاياب، بعد الاداء غير المقنع لمنتخبنا في اول لقاء رسمي على ارضه وامام جماهيره التي كانت تمني النفس بان يقدم الوطني اداءا رائعا خاصة بعد ان حقق الفوز في لقاء الذهاب. لكن اللقاء لم يكن عند حد التوقعات بل على العكس تماما جاء دون المستوى المتوقع والمطلوب، وهنا لابد من اخذ اللقاء على محمل من الجد وخاصة ان املنا بالمنتخب كبير ولدينا الثقة بفرسانه للعودة وتحقيق الاماني وما حديثنا هنا سوى للاشارة لبعض النقاط الهامة والحساسة التي علينا معالجتها قبل لقائنا القادم واثبات ان ما جرى في هذه المباراة لا يتعدي كونه كبوة جواد. ومن منطلق حرصنا الكامل على منتخبنا ورغبتنا الجامحة بان لا ينتهي هذا الموسم الا بتاهلنا لدوري المجموعات فلا بد من وضع النقاط على الحروف وتفنيد مجريات اللقاء من باب النقد البناء لان هذا المنتخب هو عشقنا الاول وما نتمناه من فرسانه هو رسم البسمة على شفاه جماهيرهم العاشقة التي تقف خلفه في السراء والضراء دون كلل او ملل. ومن هنا نتمنى من اصحاب الشان اعتبار انتقادنا حرصا على مصلحة المنتخب لانها مصلحة مشتركة وخاصة اننا على اعتاب مرحلة جديدة سيكون لها شان في رسم خارطة مستقبل كرة القدم الفلسطينية.


مبروك التاهل
قبل المضي قدما في تحليل مجريات المباراة لا بد من تقديم المباركة لفرسان الوطني وجهازه الفني والاداري ولرئيس الاتحاد ومجلس ادارته ولدولة رئيس الوزراء والقيادة السياسية والاسرة الكروية والرياضية والجماهير الفلسطينية على الانتقال للدور الثاني بعد الفوز بمجموع اللقائين على المنتخب الافغاني املين ان يتواصل الانجاز باجتياز الدور الثاني والوصول لدوري المجموعات الذي يعتبر انجازا طبيعيا مع الحراك الكروي المشهود هنا والاهتمام غير المسبوق بكرة القدم والمنتخبات الوطنية وباللاعب الفلسطيني.


تعادل لم ننتظره
ذهبنا لمشاهدة اللقاء ولم نكن نضع في حسابتنا ان نخرج بغير الفوز في هذه المباراة رغم ايماننا بان لا مستحيل في كرة القدم. ولكن المنتخب الذي حقق الفوز خارج ارضه وبهدفين نظيفين واضاعة ركلة جزاء وشلال من الفرص هناك، كان متوقعا منه ان يحقق فوزا مقنعا في اول لقاء رسمي على ارضه جاء في تصفيات كاس العالم أي ان اللقاء كان متابع من الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الاسيوي وفيض من وسائل الاعلام الدولية التي كنا نتمنى ان تكون شاهدة على انتصار تاريخي والاحتفال باداء يليق بقيمة اللقاء للشعب الفلسطيني رغم انه ضمن التصفيات التمهيدية لكن اهمية اللقاء كونه يقام في القدس لاول مرة جعلته يحظى باهتمام وسائل الاعلام العالمية.


التشكيلة
بالرغم من كامل ثقتنا بكافة فرسان الوطني الا ان هناك تمايز في بعض الاحيان بين اللاعبين وخاصة في بعض المواقع وربما كانت مباراة الذهاب فرصة للوقوف على جاهزية اللاعبين واختيار التشكيل المناسب ورغم انني كنت من المصوتين بان الصيداوي افضل حارس مرمى في دوري القدس للمحترفين الا انه وبناء على نتيجة وتقرير المباراة الاخيرة فان محمد شبير كان قد قدم اداء رائعا في تلك المباراة وعليه فان مشاركته في اللقاء الثاني كانت ستكون طبيعية الا اذا كان يعاني من اصابة وتم استبداله بالحارس الصيداوي. اختيار رباعي الدفاع كان منطقي للاسباب التي اسلفت لانه هذا الخط لعب هناك باستثناء البهداري واضافة البهداري اليه يعتبر اضافة، اما بخصوص خط الوسط فايضا وجود العمور ووادي وابو حماد وابو بلال والعبيد ايضا كان في مكانه غير ان هذا الخماسي كان ومن وجهة نظري الشخصية ان يكون فقط اربعة منهم حسب الاماكن لانني كنت ارغب في ان يلعب منتخبنا بمهاجمين اثنين وليس بمهاجم واحد وخاصة اننا نلعب على ارضنا وبين جماهيرنا ودخلنا المباراة بافضلية الانتصار الخارجي والفوز في هذه المباراة كان مطلبا جماهيريا. لكنني تفاجئت بطريقة اللعب بمهاجم صريح وحيد وهو عليان رغم وجود ابو بلال والعمور في الملعب. وكنت قد اشرت الى انني ارغب برؤية كشكش وعتال او ابو غرقود بجانب عليان، كما لاحظنا خلال التشكيل وجود سليمان العبيد في وسط الملعب رغم انه لاعب يجيد اللعب على الاطراف والحال نفسه بالنسبة للبديل اشرف نعمان الذي لعب في الجهة اليسرى من وسط الملعب وهو قلما او نادرا ما يلعب في هذه المنطقة. فيما ان الاعتماد على عاطف ابو بلال في ميسرة الوسط قلل من فاعلية هذا اللاعب الذي ربما لو لعب خلف المهاجمين كان سيؤدي بشكل افضل.


غياب الانسجام والجمل التكتيكية
من خلال ما تقدم بالحديث عن التشكيل ومراكز اللاعبين لاحظنا غياب الانسجام بين اللاعبين الذي ارجح غيابه بشكل اساسي لقلة اللقاءات الودية لان الانسجام يتم التخطيط له في التدريب ويتحقق اثناء المباريات ولتحقيق نتائج في المباريات الرسمية فان الوصول لحالة الانسجام يتم من خلال المباريات الودية.

ورغم ان بداية المباراة كانت قوية وبادر منتخبنا بالهجوم عن طريق العمور وعليان وابو بلال وابو حماد الا انه سرعان ما تراجع الاداء واضمحل الانسجام ولم نشاهد اية جمل تكتيكية واضحة تظهر خطة واضحة للعب من خلال الحركة بدون كرة او تبادل المراكز او حتى العرضيات التي اختفت كليا سوى بعض التمريرات التي جاءت لظروف المباراة وبناء على حركة الفريق المنافس لتطغى على اللقاء ظاهرة الاداء التقليدي الذي ادخل نوع من الملل للمتتبعين والجماهير ليستمر هذا النهج طوال مدة المباراة وخاصة في الفترة ما بعد تسجيل هدف السبق.


المبالغة في الاحتفاظ بالكرة
من السلبيات التي ظهر بها منتخبنا ايضا في هذه المباراة هو احتفاظ عدد من اللاعبين المبالغ فيه بالكرة والاعتماد على المراوغة والمهارات الفردية والابتعاد عن الاداء الجماعي مما مكن المنافس من قطع الكرة في كثير من الاحيان وخاصة في المنطقة الامامية مما ادى لغياب العرضيات والتسديدات المتقنة باتجاه مرمى الفريق المنافس رغم ان حالة المنتخب الجسدية بعد رحلة العودة الشاقة كانت تتطلب تمريرا سريعا للكرة لتخفيف المجهود البدني على اللاعبين في هذه الحالة.


عشوائية الاداء
بكل تاكيد عندما لا يكون الفريق في يومه فان العديد من السلبيات تطغى على ادائه واقول هذا من خلال ما شاهدت على ارض الملعب ومن خلال ما تحدث لي به العديد من ممثلي وكالات الانباء وخاصة الاجنبية منها والذين كان لهم راي متقارب مع العديد من الاراء وخاصة عندما كنا نرى تشتيت الكرة دون مبرر والكرات العالية او حتى الكرات الطويلة من المدافعين والتي لم يكن المغزى منها اللعب خلف المدافعين بقدر ما هو تشتيت للكرة جراء حالة الارتباك التي ظهر بها اللاعبون وغياب التركيز مما جعل غالبية الكرات عشوائية دون عنوان. وكان كل لاعب يجتهد من جراء نفسه في نقل الكرات التي الت في النهاية للفريق المنافس وهذا التشتيت اوجد فراغات بين الخطوط ومنح الضيوف مساحات مريحة للحركة.


التحفظ الدفاعي   المبالغ فيه
ربما الدليل على تراجع خط دفاعنا للخلف وعدم الضغط للامام هو قلة التسللات او حتى انعدامها على الفريق المنافس وهذا عن غير العادة وخاصة على سبيل المثال حسام ابو صالح الذي تعودنا منه الاندفاع من الميمنة وتنفيذ العرضيات المتقنة في حين كان يندفع للامام كل من البهداري وجعرون في الركنيات والضربات الحرة لكن عند العودة يعودان للعمق الدفاعي العميق ولم نشاهد أي تقدم من الجهة اليسرى لروبيرتو بشارة وبقي متقوقعا في الجهة اليسرى من الملعب. ولا شك ان عودة الدفاع للخلف بهذه الطريقة يباعد المسافة بين الخطوط غير ان ذلك لم يظهر لان التعليمات للاعبي خط الوسط كانت كما بدى على الارتداد للخلف واغلاق اية ثغرات قد يحاول المنافس ايجادها وجراء ذلك لم يستطع فريقنا القيام بواجباته الهجومية وقد اتذكر لحظة في المباراة وكانت تحديدا في الدقيقة 64 عندما كان العبيد وعليان في منطقة المنافس لوحدهما بين سبعة مدافعين في حين ان بقية لاعبينا كانوا يقومون بواجباتهم الدفاعية وربما كان ذلك لضمان التاهل الذي ومن وجهة نظري كان ايضا سياتي من خلال الاندفاع الجماعي للامام.


المنتخب الافغاني
لم نرى المنتخب الافغاني يقدم اداءا رائعا يظهر على انه فريق متمرس بل ورغم انه لم يكن لديه ما يخسره الا انه بدى لا يريد ان يتلقى هزيمة كبيرة وركز على منطقته الخلفية الا بعض التسديدات الخجولة من هنا وهناك التي لم تشكل اية خطورة على مرمى الصيداوي باستثناء الكرة التي سجلوا منها الهدف بعد ارتباك في خط دفاع منتخبنا. وبعد تسجيلهم للهدف والاحتفال به وكانه هدف التاهل تحرر الفريق بعض الشيء من تحفظه وطمع في اضافة هدف اخر وعندما لم يتسنى له ذلك اجرى المدرب تغييرين للحفاظ على التعادل ,وكان له ذلك في حين وبعد تلقي مرمانا هدف التعادل واصل منتخبنا اداءه غير المقنع ولم تفلح التغييرات التي اجراها بزاز في استعادة التقدم رغم رغم صد العارضة لكرة اشرف نعمان اليسارية. وكان هدف التعادل قد اعطى اللاعبين الافغانيين الثقة كونهم عجزوا عن التسجيل في مباراتهم البيتية واستطاعوا التسجيل هنا وربما لو امتلكوا مهاجما مميزا لكانت لهم كلمة اخرى ناهيك عن تصدي البهداري لبعض محاولات الاختراق الافغانية.


اخطاء اخرى
ربما شاهدنا اثناء المباراة بعض الاخطاء التي لم نكن نود ان نراها مثل الخطأ الذي تكرر مرتين عند حصول منتخبنا على ركلة حرة وتكتل اكثر من لاعب عند الكرة لمحاولة تنفيذها والاشارة للمدير الفني لتحديد منفذ الكرة وهذا لا يمكن ان يحدث اطلاقا اذ ان الفريق يكون عادة لدية تعليمات واضحة عند حصوله على الركلات الحرة بمن ينفذ الكرة حسب موقعها بل وفي الاصل يجب ان يكون هناك خطة لتنفيذ الركلات فكل من العمور وعليان ووادي وابو بلال كان يطلب علنا من المدير الفني تحديد منفذ الركلة وفي كل مرة كان ينفذ لاعب مختلف. لن اقف عند هذا السلوك بل ساتابع ملاحظتي بوجود عصبية زائدة من البعض عند عدم وصول الكرة اليه واطلاق الصيحات على الزميل او ربما اظهار الغضب ببعض الحركات التي تعبر عن عدم الرضا مما يبث العصبية ويجعلها تغطى على اداء اللاعب الذي صاح وزميله الذي كان الصياح عليه. الخطأ التالي كان بادخال مهاجم عندما كانت المباراة تلفظ انفاسها الاخيرة بدل لاعب خط وسط وما كان ذلك سوى مساعدة المنافس على اضاعة الوقت الذي عمدوا لاضاعته بعد اقتناعهم بالنتيجة من جهة وان دخول المهاجم ابو غرقود كان يجب ان يكون في وقت مبكر وكان دخوله في هذا الوقت القليل المتبقي لن يمنحه الفرصة في اضافة شيء جديد بنسبة كبيرة وهو ما حدث.


لقاء للنسيان
على اية حال نحن نتحدث عن هذا اللقاء فقط لتفادي ما وقعنا به في اللقاءات القادمة وما هذا اللقاء الا للنسيان لانه ورغم الاداء الباهت الا اننا استطعنا الاستفادة مما حققناه خارج ارضنا والتاهل وما علينا الان الا دراسة الثغرات وملاحظتها ووضع الحلول لها قبل ان تكون نتائجها كارثية في حال تكررت ولم نجد لها الحلول المناسبة. نعم لقاء نتعلم منه العبر ومن ثم علينا نسيانه والبدء من جديد في الاعداد الصحيح لما هو قادم والذي يعتبر اصعب مما مضى لكي يستمر الامل وتتواصل الجهود لتخطي الدور الثاني لاننا قادرون على ذلك ولدينا الامكانيات التي تساعدنا في تحقيقه وخاصة ايضا ان جميع ما سبق ذكره يعتبر بديهيا ومن السهل تخطيه ولم يكن له تاثير على فرص التاهل.


روبيرتو بشارة
وانا اتحدث عن هذا اللاعب في هذه المباراة تحديدا لانني لم اشاهده في المباراة السابقة لكن امورا بدت واضحة للجميع ان هذا اللاعب ثقيل وعملية دورانه صعبه ويلجأ للتشتيت في غالبية الاحيان ووجوده في صفوف المنتخب لم يشكل اية اضافة جديدة على مستوى هذا اللقاء بل على العكس تماما كانت منطقته سهلة الاختراق رغم انه لم يبذل ذلك الجهد كونه بقي متاخرا ولم يحاول التقدم مما اضعف جبهتنا الهجومية من الجانب الايسر وساعد المنافس على استرداد الكرة بسهولة جراء الكرات العشوائية والمبالغة في الاعتماد على مبدأ الامان وعدم تسليم الكرة بشكل سلس والبطئ في الحركة والتمرير واحيانا العصبية التي نتج عنها التحدث للاعب المنافس او محاولة الاحتكاك به.


كشكش وحجازي
من نجوم الوطني دون ادنى شك كبقية الفرسان ولن اسال عن السبب ولن اذكر ما ترامى لاسماعنا وما تناقله رجال الاعلام في منطقتهم او ما كما قيل لي ذكر على قناة الجزيرة اثناء بث المباراة، وان ما يهمني هنا انه كان من الممكن ان يتواجد هذان النجمان مع الفريق وخاصة كشكش في ظل اصابة العتال وحجازي جراء الارهاق الذي ظهر على بشارة وهذه مهمة عادة ما يتكفل بها الجهاز الفني والاداري عبر اتخاذ الاحتياطات لعدم حدوث اية ارباكات في القائمة المعتمدة من الاتحاد الاسيوي ولم يكن ذلك بالشيء الصعب وانما المستغرب كان رؤيتهما بملابسهما غير الرياضية في المدرجات رغم انهما كانا مع المنتخب في طاجيكستان. وانا مع معاقبة أي مخالف ان وجدت مخالفة ولكن من السهل على الجهاز الفني خلق علاقة حميمة بين اللاعبين وبين الجهاز الفني واللاعبين واعتقد ان الكابتن موسى بزاز يدرك هذه الظاهرة وعالجها في اكثر من مناسبة فلماذا لم تتم معالجتها هذه المرة قبل اللقاء.
وادي والعمور
قد يكونان نجمي اللقاء واكثر اللاعبين ظهورا وحركة واللعب بحرارة واستطاع وادي ان يسجل هدفا جميلا وكان امامه فرصة لتسجيل هدف اخر وقام بواجباته كلاعب وسط مدافع على اكمل وجه، اما العمور فقد كان يتحرك بسرعة ودقة ويلعب برجولة فائقة وكانت له كرة ارتطمت بالقائم واكثر من مرة استطاع التوغل من الميمنة ومرر العديد من الكرات العرضية من الميمنة وقام بواجبه الدفاعي باسناد حسام ابو صالح في حالة الهجو المرتدة. وقد ظهر البهداري بشكل مرض نوعا وعابه نقص اللياقة البدنية كونه لم ينضم للفريق في معسكر الاردن وجاء قبل يومين من اللقاء واعتقد ان مشاركته كان فيها نوع من الجازفة ولولا انه لاعب كبير لديه الخبرة الكافية لما استطاع الظهور بهذا الشكل وان لم يكن ذلك المستوى الحقيقي للبهداري الذي نعرفه. لاعب اخر تميز مع بداية المباراة وحتى نهاية الشوط الاول وهو خضر ابو حماد الذي ينفذ التعليمات بحذافيرها وسنحت له فرصتين للتسجيل وتوغل من الميسرة متخطيا اكثر لاعب في اكثر من مناسبة كان اداءه تراجع في الشوط الثاني مما ادى لاستبداله بالمايسترو مراد اسماعيل.

واذا ما تناولت بعض اللاعبين الاخرين فانني اعرج على اللاعب جعرون الذي حاول ان يتفادى الاخطاء بشكل اساسي وقدم مباراة عادية او تقليدية مع انني كنت اتوقع منه المزيد نظرا لقامته وبنيته لكن وبكل الاحوال فقد لعب دون ان يخطئ ودوره الايجابي في تعزيز منطقة الوسط كان محدودا للغاية. اشرف نعمان الذي نزل بديلا لعاطف ابو بلال وان عانده الحظ في التسجيل الا انه بدى مرهقا وكان يركض وكانه في تدريب وقد يكون قد تاثر لانه لعب في كوسط ايسر وهو عادة يلعب كمهاجم او خلف المهاجمين او يفضل اللعب في المنطقة اليمنى لكن الاداء بشكل عام لم يكن اداء النجم اشرف نعمان والذي حاول الاختراق معتمدا على مهارته الفردية ولم ينجح وبالغ في اكثر من مرة بالاحتفاظ بالكرة لتؤول في النهاية للمنافس. هناك ايضا النشط سليمان العبيد الذي لا يهدأ ولا يمل ولا يكل لكن الانتاج كان دون المستوى رغم الحركة الدؤوبة وربما موقعه في منتصف الملعب اثر على ادائه كونه عادة ما يلعب على الاطراف.


الجماهير اجمل ما في المباراة
هي الفاكهة دائما وهي ما يجب ان تدفعنا لتحقيق نتائج مرضية لانها تتابع المنتخبات في جميع المباريات وتسجل حضورا مميزا من لقاء لاخر ورغم ان منتخبنا قد فاز في مباراته الخارجية الا ان الجماهير زحفت بكثافة من اقصى شمال المحافظات الى عمق الجنوب وقد بدات بالتفاعل مع المباراة منذ بدايتها واشتد التفاعل مع تسجيل وادي لهدف السبق واستمر ذلك مع سير المباراة الا ان الاداء الفاهي قلل من حماس الجماهير مع انعدام الفرص وعدم وجود جمالية على الاداء وغياب الانسجام وظهر عدم الرضا على كل من تابع المباراة وغيور على المنتخب الوطني ورغم انخفاض نسق الاداء وعدم قناعة الجماهير بالعرض الا انها عادت لترفع اصواتها مشجعة لدفع المنتخب على تغيير اداءه لكن هذه النداءات والاصوات لم تات اكلها وبقي الاداء ضعيفا وسط حالة من الاستغراب طغت على الجماهير كونها توقعت اداءا مختلفا وخاصة ان المنتخب يضم كوكبة من النجوم والاسماء اللامعة على صعيد الكرة الفلسطينية. ما نثمنه لهذه الجماهير ايضا انها ورغم عدم رضاها عن العرض الذي قدمه الوطني الا انها كانت فرحة بالتاهل وحيت فرسان الوطن كما قامت بتحية الفريق الضيف بطريقة حضارية رائعة وهتفت بالتزام وشجعت بطريقة منظمة لفتت انتباه الصحافة الاجنبية على وجه التحديد التي نشرت على مواقعها وصفحاتها اكثر من صورة رائعة لهذه الجماهير.


الكابتن موسى بزاز
لا شك اننا نهئ انفسنا ونهئك وبقية الجهاز الفني والاداري على التاهل ونتمنى ان نجتاز الدور القادم ونذهب بعيدا في التصفيات وان تكون هذه المباراة فرصة لمعالجة الاخطاء قبل الدخول في المنافسات الاكثر صعوبة على اعتبار ان حالة عدم الرضا هذه اكتنفت جميع الجماهير والمتتبعين للمنتخب والنقاد وحتى بعض ممثلي وسائل الاعلام الاجنبية الذين انتقدوا اداء المنتخب في اول ظهور رسمي له على ارضه بعكس اللقاءات الودية السابقة وليس تفنيدنا لما حدث في هذه المباراة انتقاصا من شان الجهاز الفني او اللاعبين لاننا نساندهم بكل ما اوتينا من قوة وانما ياتي ضمن مفهوم الحرص ولن ننسى ان هذا المنتخب وبقيادة الجهاز الفني الحالي قد تاهل قبل فترة نهائيات كاس التحدي لاول مرة وهذا انجاز يحسب لكم وللاعبين وما نتمناه ان نرى منتخبا قويا يشرف حالة الحركة الممنهجة التي فرضها رئيس الاتحاد واصبحت واقعا محليا وعربيا اسيويا ودوليا واذا لاحظت انه ليس من السهل ان تجد مباراة في الادوار التمهيدية تشهد هذا الحشد الاعلامي غير المسبوق الذي نتمنى ان يشاهدوا منتخبا مقنعا وجماهير تشعر بالرضا عن منتخبها ما لم يكن بمباراة افغانستان الاخيرة ولا زالت الفرصة قائمة للتعويض وتحقيق طموح الجماهير ولا تنسى اننا اخذنا بعين الاعتبار الارهاق الذي لحق باللاعبين جراء السفر لكن المنافس ايضا خاض رحلة شاقة وقد يكون هناك العديد من الملاحظات التي ظهرت في تقريرنا حول السلبيات التي لا تحتاج لوقت طويل لمعالجتها املين ان نحتفل سوية بالانتقال لدوري المجموعات ونشاهد اداءا مقنعا كما امام الامارات والصين وغيرها من اللقاءات.


رغم كل ذلك
رغم كل ما ذكرناه وكل ما تحدثنا عنه من باب النقد البناء الا ان العرس الوطني الرسمي الاول انتهى بفرحة التاهل ولا زلنا نثق بفرسان الوطني والجهاز الفني وعلى ثقة تامة بان العودة قريبة من خلال ما هو قادم بعد مراجعة الحسابات من جديد ولن ننسى ايضا انه ورغم الاداء المنتقد الا ان سوء الحظ لعب جانبا من خلال الفرص الثمينة التي ضاعت خلال المباراة من العمور ونعمان وعليان وكانت فرصة واحدة من هذه الفرص كفيلة باستعادة التوازن للفريق. على كل الاحوال نحن نهيب بلاعبينا والجهاز الفني بان يراجعوا شريط المباراة بتمعن ومشاهدة المباراة اكثر من مرة وتقييم الذات بشكل جدي من اجل عدم تكرار احداث المباراة ولتنطوي هذه المباراة تحت مبدأ رب ضارة نافعة حدثت مبكرا ونحن لنا افضلية لم تجعل هذا التراجع يؤثر على فرص تاهلنا وانما لنبدأ مسلسل علاج لهذه الاخطاء والهفوات لاننا نمتلك الوقت قبل اللقاء القادم وما يليه والحافز هنا عمق الانتماء للمنتخب وللوطن وهذا ما لا يستطيع احد ان يشكك بعدم وجوده لدى لاعبينا بل هم على قدر عال من المسؤولية املين ان تكون هذه المباراة مجرد كبوة جواد نستخلص منها العبر ونعود اقوى وموعدنا الاحتفال بالفرحة الحقيقية عندما نصل لدوري المجموعات نفرح الجماهير ونصالحها في لقاء الاياب امام تايلند وانتم لها ولن تتوانوا عن تقديم كل ما لديكم لتحقيق هذه الامنية.

مواضيع قد تهمك