شريط الأخبار

ما بين فلسطين ومونديال البرازيل

ما بين فلسطين ومونديال البرازيل
بال سبورت :  

كتب فهد محمد

دخل منتخبنا الوطني الفلسطيني سباق التصفيات التمهيدية، المؤهلة لكأس العالم بفوز مستحق على نظيره الأفغاني بهدفين دون مقابل، ليقطع بذلك الفدائي شوطا ً كبيراً نحو التأهل للدور الثاني ، بانتظار مباراة الرد يوم الأحد على إستاد الشهيد فيصل الحسيني، وقد يكون مشوار التصفيات الأسيوية صعب ومليء بالعثرات والتحديات، ويحتاج للنفس الطويل في القارة الأكبر والأقدم على مستوى العالم ، وفي ظل منافسة منتخبات من العيار الثقيل، وصاحبة باع طويل مع عالم كرة القدم ، على صعيد المنتخبات والأندية والمشاركات الخارجية ...

مشوار وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة نحو تحقيق الهدف والمأمول من المشاركة في التصفيات ، ولعلها تكون أول مشاركة في تصفيات كأس العالم، في عهد اتحاد كروي جديد ، قدم لمسات واضحة وملحوظة على صعيد البنية الرياضية ، وانتظام المسابقات المحلية، وإدخالنا في عالم الاحتراف، واعتماد ملعب بيتي لجميع منتخباتنا الوطنية، لتكن عامل مساعد ايجابي في مشاركتنا التصفوية ، التي طالما طالبنا أن تلعب مبارياتنا على أرضنا وبين جماهيرنا ، حتى تعطي الدافع والحماس لتحقيق النتائج المرجوة ، في ظل ظروف وإمكانيات أفضل بكثير من ذي قبل حيث التجمع وإقامة المعسكرات الخارجية ، وتوفير سبل الراحة والثبات على المستوى التدريبي والإداري ، وانتظام مسابقة الدوري التي فرزت لنا العديد من الوجوه الجديدة ، واللاعبين المميزين ...

ولذا لا بد من تضافر كل الجهود وعلى كافة المستويات الرسمية والشعبية ، لإنجاح ومباركة مسيرة الوطني في مبارياته البيتية والخارجية ، ورفع شعار كلنا خلف الفدائي من اجل الانتصار والنجاح ، فكل انتصار نحققه في التصفيات سيكون من صالحنا ورصيدنا ، ويغرس فينا الثقة والقدرة على المنافسة والإيمان بقدرتنا على مجاراة المنتخبات الأخرى، فالمشاركة من اجل رفع العلم وسماع النشيد الوطني أمسى من الماضي ، وعلينا التحلي بثقتنا بأنفسنا ... ونبتعد عن الغرور وآفة التعالي ، وندرك تماما أن كرة القدم لن تعطي إلا من يعطيها في الملعب بالأداء والإمتاع والتركيز والمقاتلة من اجل الفوز والحفاظ على روح الفريق ...

فالمسافة الجغرافية القابعة بين فلسطين التاريخية ودولة السامبا البرازيلية التي تبعدنا آلاف الأميال ، تحتاج إلى اجتياز حدود وبحار وانهار، ومواصلة الليل بالنهار لتحط رحالك ، وهذا ما ينطبق على مشوار التصفيات لعل الوصول للمونديال صعب المنال ، في الوقت الراهن ، وقد يقول البعض انه ضرب من ضروب الخيال والأوهام، لان كثير من الدول والتي تعتبر أكثر تقدماً وتطوراً منا كروياً ومادياً ومعنوياً لم تذق طعم الوصول للنهائيات بعد ، ولكن كثير من المنتخبات والدول التي لم تكن مذكورة في عالم كرة القدم أو غابت لعقود طويلة عن المنافسة، تجاوزت تلك القاعدة ، وكانت لها تجارب مفيدة وجيدة بالوصول للمونديال من أبرزها ، كوريا الشمالية العام 2010 وترينداد وتوباغوا العام 2006 وجمايكا العام 1998 والكثير، لعلي هنا استذكر ما سمعته في احد الأفلام الوثائقية الرياضية المترجمة مع مدرب منتخب كوريا الشمالية "كيم جونغ هيو" بعد التأهل لكأس العالم عندما قال: أمنا بحظوظنا من البداية وبكثير من العمل وقليل من الحظ ، استطعنا الوصول للنهائيات وعبر مجموعة قد تكون الأصعب لأنها تضم منتخبات متمرسة وعريقة وسبق لها الوصول لكأس العالم أكثر من مرة ، ولكن نحنوا نلعب كرة القدم ليس من باب المتعة والتسلية ، وإنما لنا أهداف اكبر وأعمق من ذلك ، ولدينا رسائل عديدة علينا إيصالها للعالم ، ولعل كرة قدم توصل تلك الرسائل ، وهذا ما شجعنا للوصول " ..

وهنا بيت القصيد ، والمشابهة بيننا وبينهم ، وان اختلفت الظروف والمعطيات والنوايا ، إلا أن الهدف واحد أننا نمارس الرياضة و نلعب كرة القدم لتحقيق أهداف وغايات وطنية وسياسية ، لعلها تعطينا الدافع والروح والفدائية ، لتقديم أفضل ما عندنا ، لننافس بقوة ، وان خرجنا يكون بشرف .

مواضيع قد تهمك