شريط الأخبار

درس قاس على ملعب الحسيني

درس قاس على ملعب الحسيني
بال سبورت :  

كتب : فهد محمد

أن تلعب بفرصتي التعادل أو الفوز في تصفيات رسمية ومباراة دولية على أرضك وبين جماهيرك فرصة ثمينة نادرة قد لا تتكرر كثيراً في مناسبات عديدة ولكن أن تهدرها ولا تستغلها يستوجب وقفة وعلامات استفهام كبيرة ؟ نتمنى من خبرائنا الفنيين والمحللين أن يفسروها لأنهم اقدر منا على ذلك ...

ولكن الظاهر لنا على الأقل بعد مشاهداتنا لمباريات الأولمبي في المنامة ورام الله أننا بالغنا كثيراً وكثيراً في فرحتنا بفوزنا على الاولمبي البحريني على أرضه وبعد تسجلينا الهدف الأول على أرضنا ، وكأننا ضمنا وطوينا صفحة المنتخب البحريني وأصبحنا في دوري المجموعات المؤهلة لاولمبياد لندن 2012 ، ونسينا لبرهة أن المباراة مدتها تسعين دقيقة ووقت بدل ضائع وأخذنا ننسج خيوط أحلامنا المستقبلية ونخطط لما بعد المباراة ، ومن سنقابل في دوري المجموعات كوريا الجنوبية أم اليابان ، لنفاجئ ونصعق بعدها أننا خارج الحسابات مودعين التصفيات بحسرة وألــم ...

رغم أننا في كثير من جزيئات اللقاء كنا الأفضل والأقرب لتسجيل أكثر من هدف خاصة الشوط الأول من المباراة ، التي بدا فيه لاعبي الاولمبي أكثر انسجاماً ويقظة وقدرة على التنظيم ، وتبادل الأدوار ، ليتغير الحال رأساً على عقب بعد تسجيلنا للهدف الأول الذي عبر فيه اللاعبين عن فرحة هستيرية غير مسبوقة ، معتبرين أننا انهينا المهمة وحسمنا أمرنا من التأهل ، الذي أصبح في جعبتنا وواقع فرضه أقدام لاعبينا ، دون النظر إلى شوط ثان افتقدنا فيه البوصلة وأصبحنا كالطائر بلا جناح ، تاه فيه الفريق وفككت خطوطه ، وغلبت الفردية والاستعراض على أداؤه ، وغابت الجماعية والتغطية والرقابة اللصيقة ، لنسقط سقوط مدو لم يكن في حسبان اللاعبين والمدرب بعد أن رمى بكل نجومه وأوراقه الرابحة مع بداية اللقاء على أمل الحسم ، وترك دكته الاحتياطية ضعيفة تعاني بدون نجوم ومواهب قد يستعين بهم خلال التسعين دقيقة في حالة حدوث خلل في تركيبة اللاعبين وهذا ما حدث دون أن تسعفنا التغييرات في إدراك الخطورة ، لأنها كانت خارج نطاق الحدث و المستوى المطلوب ، لنفقد بذلك فرصة تاريخية مواتية بعد أن كنا قاب قوسين أو أدنى من التأهل وتحقيق الحلم التاريخي للدخول من الباب الواسع للقارة الأسيوية الصفراء ، واستضافة ملاعبنا لثلاث لقاءات بيتية قادمة ، ليرى العالم عظمة شعبنا وهموم رياضينا ، ولكن قدر الله وما شاء فعل ...

ليبقى درس الخروج والخسارة من التصفيات بطريقة تراجيدية وسيناريو قاسي مؤلم علينا التعلم منه الكثير مستقبلاً ، فكل شيء زاد عن حده انقلب ضده ، وهنا يستذكرني تصريح لمدرب فريق برشلونة جوسيبغوارديولا قبل مباراة الإياب مع غريمه التقليدي ريال مدريد بعد الفوز عليه بهدفين في دوري الأبطال قال " أننا كسبنا خارج أرضنا ولكن لم نصل للدور النهائي بعد أمامنا فرصتين وتسعين دقيقة علينا الحذر واللعب بروح المجموعة والفريق ، التهاون والخطأ غير مسموح أمام لاعبي الريال حتى الدقائق الأخيرة لنحقق حلمنا والفرحة لجماهيرنا في الكامب نو " وكان له ما أراد قولاً وفعلاً ، متفادياً أي مفاجئات أو أخطاء ...

ولن أسجل على نفسي سذاجة بمقارنة فريقنا الاولمبي الحديث ، صاحب الخبرة القليلة بلاعبي برشلونة الكبار أصحاب الصولات والجولات ، ولكنها بالطبع دروس ومواعظ قيمة ، لعل نستفيد منه جميعا في قادم المناسبات ، وخاصة منتخبنا الوطني الأول المقبل على التصفيات الأسيوية المؤهلة لكأس العالم .

مواضيع قد تهمك