كتب بدر مكي

خسر هلال العاصمة لقب بطولة النكبة أمام تشيفل الهنغاري, ولكنه سلب القلوب ليس للأداء والأخلاق فحسب, بل لأنه يمثل المدينة الأغلى على قلوب الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم , تلك المدينة التي تتعرض يوميا للمزيد من النكبات من قبل المحتل .. وقد ذهب اللقب لفريق جاء ليتضامن مع قضيتنا العادلة في يوم نكبتنا .. يوم إقامة دولة الكيان .. وقد حققت البطولة جل أهدافها الحضارية و الإنسانية و الاجتماعية .. لان النجاح انعكس على ضيوفنا من خلال تواجدهم في الواقع الفلسطيني المعاش .. في هذه الأرض التي عليها فعلا ما يستحق الحياة .. الهلال ومن معه من فرقنا المحلية .. يؤكدون على الجذور و الهوية الوطنية .. وقد ساهموا في إحياء الذاكرة التي تؤرخ .. لوجودنا منذ الأزل على ارض كنعان .

وبالأمس القريب .. كان اتحاد أبناء سخنين يضرب بقوة في دوري "الداخل" ... ويحقق الفوز على فريق طارئ في ارض القدس .. يسمى بيتار .. وسط جمهور غفير هتف للأرض و القدس و فلسطين ... وقد تزين بالعلم الفلسطيني .. ذاك الملعب في سخنين (الدوحة) .. تلك المدينة التي قدمت استحقاقها عن طيب خاطر ... مع أخواتها ام الفحم وعرابة البطوف ودير حنا ... في يوم الأرض الخالد ... وقبل ذلك وبعده ... هي سخنين .. فلسطينيون هناك ... حتى النخاع ... تركع البطولة و التضحية هناك .. خجلا ... وبل وعرفانا بأن هذه الكلمات .. أخذت تتعزز في كل بقعة من مدننا وقرانا ومخيماتنا .. وعلى ارض سخنين ما يستحق الحياة ..

وشتان بين النادي المتجذر في القدس (الهلال) .. الذي يقدم نموذجا رائعا في الوطنية و الانتماء و الوفاء للأرض .. واخر طارئ في تلك المدينة (بيتار) وقد جاء في غفلة من التاريخ .. يمارس أبشع مظاهر العنصرية و الحقد الأعمى .. سيذهب في يوم ما .. إلى غير رجعة ..!!

سخنين توأم القدس .. يوم فوز سخنين .. يوم لنا جميعا .. في حي البستان .. واد قدوم .. العيسوية .. جبل الزيتون و المكبر .. وصور باهر .. وأم طوبا .. و الشيخ جراح .. و البلدة القديمة .. نعم ف.. فرحنا لفرحكم .. والقاسم المشترك بيننا في التاريخ و الجغرافيا .. يتعزز يوميا .. وستبقى البوصلة متجهة دوما صوب القدس .. وما ادراك ما القدس .. يوم الحج الأكبر .. سنكون هناك .. وقد رفرف علم فلسطين فوق المآذن و الكنائس و الأسوار .. وفي ذكرى استشهاد الفيصل .. نؤكد أننا قد اشترينا .. كل الزمان .. في القدس.