كتب بدر مكي/ القدس

في الأول من حزيران المقبل تجرى انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، حيث يتنافس على منصب الرئاسة في الفيفا الرئيس الحالي جوزيف بلاتر (75عاما) صاحب الشخصية الكاريزمية .. ورئيس الاتحاد الاسيوي القطري محمد بن همام (62عاما) الهادئ الطباع ، ويلزم للحصول على المنصب ثلثا عدد أعضاء الدول المنضوية للفيفا والبالغ 208 دول، واذا تعذر على أي من المرشحين الحصول على هذه النسبة ، يصار الى اعادة الاقتراع وبالاغلبية البسيطة يحسم موضوع الرئاسة .

وكان بلاتر تولى رئاسة الفيفا في العام 1998 ، وستكون الفترة الرابعة له، اذا ما فاز في الانتخابات الحالية، والرئيس التاسع للفيفا منذ تأسيسها عام 1904 ، في حين ان بن همام يتولى رئاسة الاتحاد الاسيوي منذ 2002 ، وسيكون الرئيس الاول من اسيا في حال فاز بإنتخابات رئاسة الفيفا ، التي كان رؤساؤها السابقون باستثناء البرازيلي جوا هافيلانغ من اوروبا .

وتقسم الدول في إطار الفيفا الى : اوروبا (53 دولة) ، اسيا (46) ، افريقيا (53) الكونكاكاف (دول امريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (35) الكونميبول (امريكا الجنوبية (10) اوقيانوسيا (11) حيث يبلغ عددها (208 دول) ولكل دولة صوت واحد .. ولا فرق بين دولة مؤسسة أو فازت بكأس العالم أو دولة صغيرة أو كبيرة أو عريقة .. فالكل متساو في التصويت .

والفيفا ينظم ويشرف على العديد من البطولات واهمها كأس العالم ، والعاب كرة القدم الاولمبية ، وبطولة تحت 17 ، وتحت 20 ، كأس العالم للقارات ، كأس العالم للأندية ، كأس العالم للسيدات ، تحت 17 ، تحت 20 وبطولة الشواطئ وداخل الصالات .

وبالعودة الى المتنافسين فإن بلاتر يؤمن بالاستقرار والتطوير وبالطابع الانساني للعبة، اي عدم استخدام التقنية في اللعبة ، في حين ان بن همام يؤمن بالشفافية والتقنية (مراقبة خط المرمى تقنياً) ، اضافة للتغيير حيث سيسعى فيما اذا فاز بزيادة عدد اعضاء اللجنة التنفيذية في الفيفا الى 40 عضواً من 24 ، في محاولة لضرب البيروقراطية التي تسير عليها الفيفا كما يقول ، وهو كذلك يتهم بلاتر بالتفرد في اتخاذ القرارات ، ولكن تصريحاته الحادة احياناً ستسهم في انكفاء الاصوات عنه ، وخاصةً فيما يتعلق بالكويت التي لن تصوت له .

وقد اعلنت العديد من القارات وقوفها الى جانب بلاتر وخاصة اوروبا وافريقيا وامريكا الجنوبية ، وبعض من دول اسيا ، فيما اعلنت بعض الدول العربية وقوفها الى جانب القطري بن همام .

وفلسطينيا .. اعتقد ان القلب مع بن همام .. والعقل سيكون مع بلاتر ، الذي زار فلسطين ثلاث مرات بصفته رئيساً للفيفا اولها عام 1999، حين قابل الشهيد ياسر عرفات ، وبعدها زار فلسطين مرتين، اخرها عندما شارك شخصياً في افتتاح بطولة النكبة الثالثة والستين في يوم النكبة .. ومشاركته تلك .. لها من الدلالة والرسالة السياسية ما لها . وقدم دعماً غير محدود للرياضة الفلسطينة ..وخاصةً انشاء ملعب الشهيد فيصل الحسيني بالقدس قبل ثلاث سنوات ، إضافةً الى وضعه حجر الأساس للأكاديمية الرياضية ومقر اتحاد الكرة بالقدس وانشاء وتعشيب ملعب في طولكرم واخر بالفارعة .. اذن .. بلاتر وقف معنا في (الباع والذراع).. ولزاماً علينا ان نقف الى جانبه في التصويت .. رغم ان بن همام ابن جلدتنا .. ومناصر حقيقي لقضية شعبنا .. ولكن .. اذا كان الاحراج هو سيد الموقف ، فحريٌ بنا .. ان نمتنع عن التصويت وان نضع ورقة بيضاء في الصندوق .. وذلك اضعف الايمان .. كما اعلنت انكلترا .. التي لها مآخذ على بلاتر .

واعتقادي .. ان بلاتر اذا لم يفز بالجولة الأولى وهذا غير متوقع .. أي يحوز على نسبة الثلثين في الجولة الأولى ، فسينال في تصويت الاعادة على المنصب .

ان الفائز في انتخابات الفيفا .. بالتأكيد ستكون فلسطين ..لان كلاهما اصدقاء لشعبنا فمواقف كلاهما مساندة ومعاضدة لقضايا شعبنا .. سنبارك للفائز .. والخاسر لن يكون بعيدا عنا .