البيرة- دائرة الاعلام بالاتحاد- عادت الفرحة لتكلل جهود المنتخب الاولمبي الفلسطيني، فبعد ان سلمنا جميعا بالامر الواقع المتمثل بخروج منتخبنا الأولمبي من التصفيات التمهيدية لاولمبياد لندن 2012، جاءت البشرى عابرة للقارات من الاتحاد الاسيوي لكرة القدم، الذي اكتشف تلاعب المنتخب التايلندي وخرقه للوائح الاتحاد وذلك بعد اقحامه لاعبا ً اكبر من السن القانوني، ليعتبر الاولمبي الفلسطيني متأهلا اداريا، وينتظر مواجهة الأولمبي البحريني ذهابا ً وإيابا ً في لقاءين حاسمين و المضي قدماً نحو حلم لندن 2012.

وكما كانت أصداء التأهل مفرحة لجماهيرنا الفلسطينية ، فذات الوقع والفرحة اجتاحت صفوف الجهاز الفني ولاعبي الاولمبي الفلسطيني.

وفي لقاء خاص بدائرة الإعلام بالإتحاد أكد المدير الفني للمنتخب الاولمبي مختار التليلي على ان هذا التأهل يعتبر فوز مستحق لمنتخبنا، وأن الكرة اهداف وهي التي ترشح المنتخب الفائز وليس الفوز بطريقة غير اخلاقية كما فعل المنتخب التايلندي، وهذا حق لنا وقد انصفنا الله.

الأولمبي امام تحد كبير

وقال التليلي بأن المنتخب الاولمبي امامه تحد كبير لاثبات حضوره على المستوى الآسيوي وهذا بحاجة إلى المزيد من الجهد والعطاء وعلى جميع المعنيين مواصلة هذا النجاح مشيرا ً الى أن المنتخب الأولمبي سيواجه شقيقه الأولمبي اللبناني في 14 آيار الجاري ضمن بطولة فلسطين على استاد صيدا بلبنان قبل أن يعود للوطن لإقامة عدد من المباريات الودية والمعسكرات الداخلية والخارجية، حيث ستكون أولى هذه المعسكرات على ملعب الشهيد فيصل الحسيني مع ضرورة قيام بعض التمارين على استاد اريحا وذلك لمواكبة المناخ وارضية الملعب في البحرين، مؤكدا ً أن اللواء جبريل الرجوب رئيس الإتحاد قدم دعمه الكامل بتوفير كافة الاجواء الملائمة للمنتخب ليحقق الانجاز المرجو منه، اضافة الى موافقة الرجوب على اقامة معسكر خارجي للمنتخب في احد الدول الخليجية مع تنظيم مباراتين وديتين هناك، و يأتي ذلك حتى يتوفر للاولمبي الفلسطيني فرصة الاحتكاك والمعرفة عن قرب اسلوب الكرة الخليجية من الناحية الفنية والبدنية استعدادا للحسم مع البحرين باذن الله.

تطور ملموس

كما ذكر التليلي بأن تجربة الاولمبي الفلسطيني تنضج يوما بعد يوم، ومن مباراة الى اخرى، فجولة تايلند كانت محطة لاستخلاص العبر وتلافي الاخطاء التي وقع بها الأولمبي الفلسطيني سابقاً، مشيرا ً إلى أن مرحلة السفر المرهقة إلى تايلند والتي امتدت لاكثر من 37 ساعة طيران وانتظار في المطارات استنزفت جهد منتخبنا قبل لقاء الذهاب، مضيفاً أن انقطاعه عن تدريب المنتخب بشكل مباشر قبل لقاء الإياب نتيجة عدم تمكنه من التوجه إلى رام الله بسبب تأخر تأشيرة الدخول أدى إلى عدم وجود الثقة الكاملة عند اللاعبين، فوجود المدرب الى جانب لاعبيه في المباراة يعطيهم الثقة اللازمة والتحفيز المطلوب لبذل اقصى الجهد لهكذا استحقاق دولي.

واشار التليلي إلى أن التأهل إلى نهائيات دورة الالعاب الاولمبية في لندن 2012 سيكون انجاز عظيم في تاريخ فلسطين مضيفا ً أن الوصول الى دوري المجموعات سيشكل اشعاعا ً كبيرا ً ليس فقط من ناحية رياضية بل من الناحية السياسية ايضا، وسيكون دلالة على تطور مستوى الكرة في فلسطين.

الباب مفتوح لكافة اللاعبين

وختم التليلي حديثه بأن ذلك لا يأتي من فراغ بل نتيجة اسس علمية واستراتيجية وفنية مسيرة من طرف الاتحاد، شاكرا ً اللواء الرجوب الذي وقف مع الأولمبي في احلك الظروف وقام بتكريمه حتى قبل ان ينصفه الاتحاد الاسيوي، مما ترك عظيم الاثر في نفوس اللاعبين والادارة الفنية للمنتخب، وقام بترجمة ذلك على ارض الواقع من خلال توفير كل الامكانيات والظروف المثالية لاستحقاق البحرين القادم كما اوضحت سابقا.

يذكر أن التليلي سيقوم باستدعاء 35 لاعبا من الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات، تحضيراً لاختيار التشكيلة النهائية القادرة على رفع شارة فلسطين وفقا لقواعد بدنية وفنية، مؤكدا ً أن باب الإلتحاق بالمنتخب مفتوح لأي لاعب فلسطيني أينما كان.

الفرحة تغمر قلوب اللاعبين

من جهة اخرى اجمع نجوم منتخبنا الاولمبي على ان الفرحة بالتأهل حتى لو كانت متأخرة فهي قد غمرت الجميع بالسعادة، لأن الترشح للدور القادم كان قاب قوسين او ادنى من اقدامهم في ملعب الشهيد فيصل الحسيني بالرام لولا ركلات الترجيح "ضربات الحظ " التي وقفت في وجه لاعبي المنتخب، مذكرين أنه على الجميع بذل المزيد من الجهد لتأكيد هذا التأهل والتغلب على البحرين في المباراة القادمة.

نشكر اللواء

فقد اشاد مصطفى ابو كويك كابتن و ضابط إيقاع المنتخب الأولمبي بدور الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إضافة إلى اللجنة الاولمبية ممثلة باللواء جبريل الرجوب الذي وقف الى جانب المنتخب في الخسارة والفوز مكرماً كادر المنتخب على الجهد المبذول موجها ً باسم كافة اللاعبين تحياته للجمهور الفلسطيني الوفي الذي اَزر المنتخب والتف حوله في مباراة تايلند.

من جهته وعد نديم البرغوثي قلعة دفاع الأولمبي الجمهور الفلسطيني بالقتال على ارض الملعب حتى الرمق الأخير لرسم الفرحة والبسمة على وجوه ابناء الشعب الفلسطيني، داعياً كل شرائح ومكونات المجتمع الزحف لملعب فيصل خاصة في مباراة الإياب التي ستقام في 23 حزيران القادم لمؤازرة اللاعبين والوقوف خلفهم، مذكرا ً بأن المشاركة في اولمبياد لندن 2012 هو هدف وليس مجرد مشاركة رمزية، وهذه استراتيجية جميع اللاعبيين والادارة في المرحلة القادمة.

الإصرار على صنع الإنجاز

بدوره اكد اللاعب احمد معياري نجم خط الوسط ان المنتخب الأولمبي قادر على تحقيق الانجاز واعلاء راية فلسطين في المحافل الدولية، مشيرا ً أن المهمة ليست سهلة ولكنها ليست بالمستحيلة لفريق شاب يملأه الاصرار والرغبة بالفوز، وان المشاركة في مثل هذا الحدث العالمي سيشكل قفزة نوعية كبيرة للرياضة الفلسطينية.

فيما قال معاذ مصطفى أحد مهاجمي الأولمبي الفلسطيني البارزين إن المباراة السابقة امام تايلند كان لها عظيم الاثر في تجربتنا الرياضية فاليوم لدى اللاعبين التجربة التي يمكن الإستفادة منها وتطبيقها على ارضية الملعب، مؤكدا ً أنه على جميع اللاعبين التحلي بروح المسؤولية ومواصلة التدريب للارتقاء بالمستوى الفني والبدني الذي بدوره ينعكس ايجابيا على نتائج المنتخب المستقبلية.

يذكر أن الأولمبي الفلسطيني سيواجه شقيقه الأولمبي البحريني ذهابا ً بتاريخ 19 حزيران القادم في المنامة فيما يكون لقاء الإياب في 23 من نفس الشهر على استاد الشهيد فيصل الحسيني بالرام.