شريط الأخبار

الكرة المصرية على المحك

الكرة المصرية على المحك
بال سبورت :  

بقلم : فهد محمد

احتدم الجدال وثار الخلاف أروقة الدولة المصرية ، بأصعدة عدة سياسية واقتصادية واجتماعية ، والجزء الأكبر منها رياضياً بعد أعمال الشغب والأحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة كرة القدم ، بين فريقي الزمالك المصري والأفريقي التونسي في البطولة الأفريقية أبطال الدوري ، بعد اجتياح وغزوة استاد القاهرة من قبل عدد مهول من الجماهير ، وإحداث اشتباك مع لاعبي الأفريقي وحكام المباراة من جانب ، وتحطيم والعبث بمرفقات الإستاد وجانباته ، مؤكداً بما لايدعى مجالا للشك الفراغ الأمني الحاصل في ارض الكنانة ...

مما وضع أركان الحكومة المصرية ، والمجلس العسكري الأعلى ، والمنظومة الرياضية في إحراج ، والتي بدورها الحكيم سارعت بتقديم الاعتذار والاعتراف بالخطأ ، ومحاولة تطويق الأحداث حتى لا تخرج عن السيطرة ، ملاقياً آذاناً صاغية وتقبلاً مشهوداً به من أبناء تونس الخضراء ومفجري الثورات العربية المعاصرة ...

لتقلي تلك الأحداث ظلالها على إمكانية إقامة مباريات الدوري المصري الممتاز من عدمه ، مع أصوات مطالبة بإلغائه ، حتى يتم ترتيب الوضع الأمني وإجراء الانتخابات ، لقطع الطريق على مثيري الفتن والقلائل ومحاولة إثارة البلبلة في المجتمع المصري ، وخاصة بعد نجاح الثورة ، وهذا توجه الساسة ممثلا برئيس مجلس الوزراء وحكومته ، الذي أعلن مبدئياً إمكانية إلغاء مباريات الدوري ، والتي كان مقرر استئنافها في الثالث عشر من الشهر الجاري ...

وأخرى مطالبة بضرورة استئناف مباريات الدوري ، معللة بكارثة توقفها على الحياة الكروية في مصر وتابعاتها الاقتصادية والمعيشية على اللاعب والمدرب والجماهير والفرق الرياضية والمواطن المعتاش من وراء استمرار نشاط القطاع الرياضي ، والتي أكدت تقارير ما نسبته أربعة ملايين مصري قد يفقدون قوتهم اليومي جراء توقف الدوري ، ناهيك عن التأثير السلبي العائد على المنتخبات الوطنية في الاستحقاقات القادمة ، وخاصة المنتخب الأول التي تضاءلت حظوظه بالمنافسة على التأهل لبطولة الأمم الأفريقية 2012 في الغابون وغينيا الاستوائية ، وتهديد عدد من لاعبي الأندية ومدربيهم ترك الأندية في حال توقف الدوري ، كنتيجة حتمية لإفلاس الأندية وعدم المقدرة على تسديد المستحقات المالية لأصحابها في حال التوقف ، مما يعني هبوط مستوى الأندية وبالتالي تدني مستوى الكرة المصرية ومنتخباتها الوطنية في المشاركات الخارجية والدولية ، وفقدان دورها الريادي في القارة الافريقية ...

واضعاً الكرة المصرية على المحك ومفترق طرق ، بين معارض لعودة النشاط الرياضي وله مايبرره ، وآخر مؤيد وله من الأسباب الكثيرة والكفيلة باستمرارية عجلة الدوري والدوران بها لبر الأمان مقترحاً تكثيف التواجد الأمني خلال المباريات ، وعودة الشرطة وفرض هيبتها ، لمنع الاحتكاك تفادياً لوقوع مصادمات وأعمال شغب ، أو اللعب بدون جمهور لفترة محددة ، أو لعب المباريات على الملاعب التابعة للقوات المسلحة ...

وبين هذا وذاك فلا بد من معالجة ضرورية وفورية ، من قبل أصحاب القرار والمسؤولين عن الرياضة المصرية ، حتى لا تنزلق لخلافات قد تؤدي بها إلى الوراء والهاوية ، خاصة أن الكرة المصرية لها متعتها الخاصة ، ومحبين ومشجعين من كل أقطار الدول العربية ، وكانت سبباً في إسعاد الشعب المصري والشعوب العربية ، الذي يتمنون إذابة الخلاف ورجوع الكرة المصرية ، كسابق عهدها واتون قوتها على الصعيد العربي والأفريقي والدولي .

مواضيع قد تهمك