كتب ناصر العباسي / القدس

عادت عجلة دوري القدس للمحترفين للدوران من جديد بعد توقف قصري نتيجة مشاركة منتخبنا الوطني للكرة في تصفيات كأس التحدي والتي أقيمت في جمهورية مينمار ، وتوجت تلك المشاركة بتأهل فرسان الوطن الى نهائيات بطولة التحدي والتي ستقام العام المقبل في احدى الدول الثمانية المتأهلة .

وينتظر الشارع الرياضي بشغف كبير لقاءات دوري القدس للمحترفين إنطلاقاً من الجولة الخامسة عشرة والتي ستشهد صراعاً كبيراً بين الفرق بعد فترة التوقف التي شهدتها الملاعب قرابة ال 40 يوماً حيث قامت العديد من الفرق بمحاولات لإعادة ترتيب أوراقها الداخلية من جديد ومعالجة أخطاءها الفنية والإدارية ، فيما واصلت فرق القمة بالإنتظام بالتدريبات شبه اليومية ، والمشاركة في البطولات التنشيطية المحلية مثل بطولة "حق العودة" في نابلس ، وبطولة "نعم للوحده لا للإنقسام" بمدينة الخليل ، في حين ابتعد البعض عن خوض اللقاءات التجريبية خوفاً من النتائج السلبية .

وهذا الجانب من المتوقع أن يؤثر مجدداً على المستوى الفني لبعض المباريات لأن التوقف خلال مرحلة المنافسات يحتاج الى لقاءات تجريبية قوية من أجل إبقاء اللاعبين في أجواء قريبة من المنافسات الحقيقية ، وليس الإكتفاء بالتدريبات الإعتيادية أو خوض لقاء او لقاءين طيلة تلك الفترة الماضية ، وهذا الشيئ يعتمد على خطة الإعداد التدريبي لكل جهاز فني لفرق المحترفين خلال فترة المنافسات التي عادة ما تشهد فترات توقف لأسباب متعددة لعل أهمها إستحقاقات رسمية للمنتخبات الوطنية .

لذلك فإن التوقع السائد أن تشهد جولة الأسبوع الحالي أو الأسابيع القادمة إنخفاض في مستوى بعض الفرق ، وهذا ما لا نتمناه لأن الشارع الرياضي متشوق لمشاهدة عروضاً قوية على غرار بعض اللقاءات التي شهدتها الجولات السابقة ، ومن المتوقع أن نرى العكس تماماً عند البعض بعد تقديم مستوى أفضل من السابق خاصة في الجانب البدني أو الفني نتيجة ظهورها بمستوى متواضع في الجولات الماضية ولم تحقق نتائج مرضية .

وليس بعيدا عن هذا الموضوع فإن مجهود إتحاد الكرة يجب أن ينصب خلال الفترة القادمة على إنتظام مباريات دوري المحترفين من أجل مواصلة تطوير مستوى اللاعب الفلسطيني ، والإنتهاء منه خلال شهر أيار القادم ، وبالتالي الإستفاده التي ستعود على بعض اللاعبين المشاركين مع المنتخب الوطني خاصة أن منتخبنا ينظره مهمة رسمية وهي تصفيات آسيا المؤهلة الى كأس العالم 2014م بعد أن أوقعتنا القرعة مع منتخب أفغانستان في التاسع والعشرين من حزيران القادم ، وقد يسبقها تنظيم بطولة في ذكرى "النكبة الفلسطينية" في الثالث عشر من أيار القادم بمشاركة بعض منتخبات الدول العربية أو الآسيوية .

لذلك فإن المطلوب من الجهاز الفني للمنتخب الوطني مواصلة متابعة لقاءات الدوري بعناية كبيرة من أجل الوقوف على مستوى اللاعبين الذين شاركوا في تصفيات التحدي الأخيرة ، إضافة الى إمكانية إكتشاف مواهب جديدة جديرة بتمثيل الوطن حتى نستطيع الإستعانة بقدراته في ظروف مختلفة من المشاركات القادمة .

وأخيرا ما نتمناه مشاهدة لقاءات من دوري المحترفين ترتقي للمستوى المأمول وفي أجواء تسودها الروح الرياضية العالية لأن الهدف يبقى تطوير الكرة المحلية ويالتالي تطوير مستوى منتخباتنا الوطنية الفلسطينية وللحديث بقية ... .