شريط الأخبار

يا زهرة في الهلال..!؟

يا زهرة في الهلال..!؟
بال سبورت :  

عريب النشاشيبي/ القدس

ربما كنت واحداً من أولئك الذين عاصروا الماضي بالحاضر وشهدوا تلك التقلبات الرياضية التي حدثت بدءاً برابطة الاندية ( بقيادة الشهيد ماجد اسعد ) مروراً بالجمعية وارثوذكسي القدس ونادي الهومنتمن وانتهاء بنادي القدس، ولعلي أعيش تلك الذكريات عندما كنت "اتسكع" على الطريق محاولاً أن أجد لي مكاناً بين هؤلاء الصفوة من الرياضيين، طمعاً في رزق اتلقط منه قوتي اليومي، وان تعسرت معي السبل وقتها نظراً للكوكبة الكبيرة الجميلة التي كانت تزين الساحة الرياضية، الا أن رجل الرجال ريمون زبانة ما لبث أن وضع قدماي على طريق البداية، بداية عهدي وحبي لكرة الطاولة فعشت معها الايام والليالي محاولاً أن استفيد من كل اولئك الذين حضروا للجمعية من لاعبين اجانب ومدربين وحتى عرب معروفين، وتطور بي الامر لمواصلة الفهم المدروس بعلم كرة الطاولة عن طريق الجمعية وعلاقاتها الممتدة مع الجميع في الداخل والخارج، الى أن التقيت بذلك الشبل المغمور، صغير الحجم، كبير الفهم والادراك، أخذنا بيده ليبدأ مشواره مع كرة الطاولة هناك في الجمعية، بدأ صيته يكبر، واسمه يلمع، وانجازاته تتواصل، فأضحى واحداً من اعمدة الفريق، وأتذكر جيداً عندما ناشدني أن أمنحه الحرية للخروج الى نادي اخر يفتح له باب الاحتكاك أكثر، فكان الهلال سباقاً لانتزاع هذا النجم ليبدأ مشوار البطولة وما أكثرها للقدس بقيادة فؤاد المغربي.

وامتدت الحكاية لان يكون سفير القدس في البطولات في زمن الامجاد والتضحيات بدءا من الانتفاضة الأولى، حيث كان الوحيد الذي يسافر للمحافظات بهدف اثبات الهوية وفرز لقب يحمله بكبرياء الجندي الفدائي في المعركة، وكم كانت سعادته كبيرة عندما يخطف جائزة، أو بطولة وسط هيبة وعنفوان عيبال العملاق، وكوكبة رضوان الشريف المدمرة ، فكان التنافس ضد فؤاد، وعلى فؤاد دائماً ما يدفعه للقتال حتى آخر رمق.

وقبل أيام معدودات فاجأني خبر باستقالة فؤاد من تدريب الهلال، أخذتني الرجفة على الماضي، والحاضر معاً، فأي نادي في القدس تحديداً يتشرف بضمه، وأي نادي في القدس خصوصاً يسعى خلفه، لكن الجميع يتحد ويتوحد في مبدأ أن فؤاد لا يمكن أن نسمح له بترك الهلال خصوصاً، أو يبتعد عن تلك المنافسة في تدريب الصغار، ولا أن تأخذ منه الايام هيبة البطل، والمدرب، لاننا نعيش في القدس على همسات ورنات وايقاع فؤاد وحسه العالي ووطنيته عندما تحتاج القدس لمن يمثلها في الخارج.

ولعل في الهلال الكثيرون ممن يعشقون تلك الامجاد ولا يسمحون لاي كان في ترك فؤاد يخرج دون أن تكون اشارات الاعتزال مثلاً هي العنوان، ومن مبدأ الصداقة والحب لهذا الانسان الرياضي الغيور وامتداد عمري مع الهلال في مكاني كمدرب وانسان غيور أناشد القائمين على الهلال باعادة الامور الى نصابها وبث الروح من جديد في جسد القدس المتمثل بفؤاد المغربي.

مواضيع قد تهمك