شريط الأخبار

.. رغم انف الاحتلال

.. رغم انف الاحتلال
بال سبورت :  

كتب بدر مكي

تقول الحقائق التاريخية على الأرض , أن أول فريق كروي في فلسطين قد تأسس في مدرسة الروضة بالقدس عام 1908 , وسرعان ما تأسس اتحاد الكرة الفلسطيني في العام 1928 بمدينة القدس , وانضم بعدها بعام إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم , ومرر هذه المعلومات أو النزر اليسير منها المواقع الالكترونية وبعض الكتابات التي أرخت لتلك الفترة .. وهذا يتطلب منا تأريخ الحركة الرياضية الفلسطينية برمتها , وليس على صعيد لعبة كرة القدم فحسب , ولذا علينا كرياضيين وليس كإعلاميين فقط أن نتداعى لأرشفة رياضتنا وحفظها من الزوال .. أو القيل والقال .. ويرصد تاريخ القرن الماضي .. إننا لعبنا في التصفيات التمهيدية لكأس العالم 1934 , والتي أقيمت في ايطاليا , حيث تقابلنا والشقيقة مصر ذهابا بالقدس وخسرنا ( 41 ) وإيابا بالقاهرة وخسرنا (71 ) , كما شاركنا في التصفيات التمهيدية لكأس العالم 1938 , وخسرنا في القدس من اليونان (21) كما خسرنا في أثينا (1 ) .

والحقيقة تقال .. إن عددا من اللاعبين الفلسطينيين أمام مصر , كانوا من اليهود .. ويعزى ذلك .. إن اليهود الذين كانوا يعيشون في تلك الفترة .. هم فلسطينيون حتى النخاع .. لان دولة الكيان لم تولد بعد .. وكانوا يعيشون بين ظهرانينا أسوة بغيرهم من المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين .. وقد حاول الكيان العبري أن يزيف التاريخ بالقول بان منتخب إسرائيل هو الذي شارك في تصفيات عام 1934 , وقد تأكد للجميع كما تأكد للاتحاد الدولي أن هذه المحاولات إنما لطمس تاريخ شعبنا وإقصائه وشطبه من سجلات التاريخ , حيث حاولوا منذ بدء الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتأسيسهم لأول مستعمرة عام 1882 . الادعاء أن هذه الأرض بلا شعب , ولذا قاموا بعمليات تهجير لأبناء شعبنا عبر عشرات المذابح التي اقترفوها , وفي نفس الوقت تشجيع اليهود في أوروبا للهجرة إلى فلسطين بشتى الطرق .

وفي عشرينات القرن الماضي .. بدأت الأندية الفلسطينية تظهر على السطح .. وكان هناك .. الدجاني ..الارثودكسي , إسلامي يافا .. ومن بعد اطل إلى النور نادي غزة الرياضي وشباب الخليل والاتحاد والموظفين وسلوان .. وشاركت فرقنا الرياضية في العديد من الدورات في كمبوديا , والإسكندرية , والقاهرة , سواء على الصعيد الأسيوي أو الدورات العربية أو المتوسطية , وصولا إلى دخول السلطة الوطنية وعودة فلسطين للفيفا عام 1998 , ورفع علم فلسطين في اولمبياد أتلانتا عام 1996 .

هذا التاريخ الفلسطيني .. الذي يؤكد عمق شعبنا في جذور الأرض .. والتي فيها ما يستحق الحياة .. لأنها لنا وحدنا .. ولذا فانه تهمنا نتيجة اليوم .. والتسجيل مطلوب .. للتأهل والتجول على لاعبي الضيوف في منطقتنا الخلفية ممنوع .. والنتيجة الأهم .. هي اللقاء بحد ذاته ..وإقامته على أرضنا بالقدس والفوز لنا قبل صافرة البداية .. لان اللقاء يجري برسم التصفيات الاولمبية لأول مرة على أرضنا منذ عدة عقود .. ولذا فان تحقيق الفوز وإجراء اللقاء في ملعبنا البيتي .. سيجعل من عيدنا .. عيدين ..

ونستذكر اليوم ..شهدائنا البررة ..الذين عبدوا الطريق نحو حرية شعبنا .. وفي مقدمتهم ابو عمار والشيخ احمد ياسين وفتحي الشقاقي وعمر القاسم وأبو علي مصطفى وجيفارا غزة ودلال المغربي وأبو إياد وابو جهاد ولينا النابلسي وإيمان حجو , وفيصل الحسيني وعلي ابو طوق , وشهداء يوم الأرض الخالد في الداخل .. ونستذكر أسرانا البواسل وجرحى الثورة والانتفاضة.

ورغم كل محاولات هذا الطاعون الجاثم على أرضنا .. فان أجراس الدولة . تقرع بشدة اليوم .. ولقاء اليوم .. يعبر عن وحدة شعبنا في كافة أماكن تواجده .. وهو رسالة بضرورة إعادة اللحمة في الداخل .. بين رئتي الوطن .. حماية لقضيتنا الوطنية وتكريما لشهدائنا البررة ...

مواضيع قد تهمك