شريط الأخبار

حرق المراحل !

حرق المراحل !
بال سبورت :  

كتب فايز نصار / الخليل

شكل مجيء اللواء جبريل الرجوب الى القطاع الرياضي الفلسطيني منعطفا رياضيا هاما ، سيسجل بأحرف من ذهب الانجازات الكبرى ، التي تحققت .. وتلك التي ينتظر أن تتحقق ، بما جعل النجاح الفلسطيني في القطاع الرياضي ، يفوق كل النجاحات الأخرى بكل المعايير ، الأمر الذي جعل الخيرين فوق هذه البسيطة يرفعون القبعات ، مشيدين بالنجاحات الكبرى ، التي تحققت في زمن قياسي ، وفي ظروف غير معهودة .

ولا نستطيع هنا المقارنة بين أوضاعنا الرياضية قبل مجيء اللواء الرجوب وبعده ، لأننا الفترة التي سبقت تسلم الأخ أبو رامي مقاليد الشؤون الرياضية اقتصرت على مبادرات رياضية معزولة ، لم تحظى بالإجماع الوطني ، ولا بالدعم الشعبي ، ولم تملك المخططات التي تقدر إمكانيات الوطن واحتياجات الشباب .. الأمر الذي جعلها تخفق فيلا كثير من الأحايين ، رغم بعض النجاحات ، التي لا تشكل مجالا للقياس .

وبعد مجيء اللواء الرجوب الى القطاع الرياضي ، أصبح التخطيط العلمي المنهجي رأس الأمر ، وأصبح الالتزام الأخلاقي بالمشروع الرياضي الوطني عمود الفعل الرياضي ، وأصبح الانضباط الإداري ، والولاء للفكرة ذروة سنام هذا المشروع ، الذي امتدت آثار فعله لمختلف القطاعات الفلسطينية ، وخاصة ما يتعلق بتوحد كلّ الفلسطينيين حول الفكرة ، وانخراطهم في العمل لإنجاحها .

وازعم هنا أن يوم تولي اللواء الرجوب مقاليد الحركة الرياضية يمثل أهم المحطات في تاريخنا الرياضي، بعد قيام السلطة الوطنية على ارض الوطن ، وبعد الانطلاقة المباركة تكاثرت محطات النجاح ، فكانت عملية تنظيم هياكل الاتحاد ، وترتيب أوراق الأندية المقدمة الضرورية لوضع قطار كرة القدم على السكة السليمة ، وكانت عملية تصنيف الأندية وفق معايير الفعل فوق المستطيل الأخضر استحقاقا ضروريا لزرع الثقة في النفوس، وإقناع الأسرة الرياضية بأن معيار التفاضل في العهد الجديد يقوم على العطاء فوق الميادين ، لا وفق هرطقات "ابو الجماجم " و"سبع الليل" ، ولا وفق ما تمليه أي أجندات غير رياضية .

وازعم أيضا بان النجاح في في الانطلاقة الكروية اقنع الناس بحميمية الفكرة ، فانخرطوا طوعا في كتائبها ، وأصبح النجاح عملا جماعيا ، يقوده اللواء الرجوب ، وينخرط في ورشاته كل الفلسطينيين ، بدءا من القيادة السياسية ، وعلى رأسها الأخ محمود عباس ، الذي أعطى الضوء الأخضر لتنفيذ المشروع الرياضي ، وصولا إلى أصغر برعم فلسطيني يدحرج الكرة في مخيم عين الحلوة ، أو في أزقة رفح ، أو في "زنقة " فلسطينية في جنين القسام .

نعم .. لقد تكاثرت محطات النجاح في الشارع الرياضي الفلسطيني ، فكان تصنيف الأندية ، ودوري المحترفين ، وبطولات الممتازة والأولى ، ومنافسات شقائق الرجال ، ودورات الشباب والناشئين والأشبال ، وكان الاهتمام بكافة المنتخبات الوطنية للجنسين ، فصفق العالم الرياضي لنجاحاتنا ، وأشاد الأشقاء والأصدقاء بقدرتنا على الفعل تحت الضغط .

والحق يقال : إن مجيء الأخ ابو رامي للإشراف على العارضة الإدارية للكرة الفلسطينية كان بمثابة العطاء الخير لهذا الوطن ، لأن الرجل جاء وفي جعبته رصيدا من المثل الفتحاوية الاصيلة ، التي تقدم مصالح الوطن على أيّ استحقاق آخر .. ولأنه جاء مزودا بإرادة فلسطينية صلبة ، استلهمها من سنوات الأسر الطويلة في زنازين المحتل ، والتي تلغي المستحيل من القاموس الفلسطيني ، ولأنه جاء وفي جعبته تراثا نضاليا فلسطينيا ، يقدم الولاء للوطن ، والانتماء للمشروع الوطني ، والوفاء للشعب على كل المطالب الأخرى .

ازعم أن مجيء اللواء الرجوب للوسط الرياضي كان مقدمة للثورة الرياضية الفلسطينية ، وازعم أن الشرارة الأولى حركت الدماء في الخلايا النائمة ، فكانت محطات النجاح الأخرى ، فحرق الفلسطينيون المراحل ، وصولا إلى انتزاع اعتراف دولي بالقدس ملعبا بيتيا للفلسطينيين ، وما يعنيه الأمر على طاولة السياسيين ، الأمر الذي سنحكي عنه في حلقة قادمة .

والحديث ذو شجون .

مواضيع قد تهمك