شريط الأخبار

وضاع سلوان بين الاحتراف.... والانحراف

وضاع سلوان بين الاحتراف.... والانحراف
بال سبورت :  

كتب محمد العباسي / القدس

غموض غريب يكتنف ويلف أجواء قرية سلوان العظيمة، العظيمة... بكبريائها، العظيمة... بخيرها وعطائها اللامتناهيان طوال السنين الماضية، وأغرقت السوق المحلي بكافة أنواع الخضار من عرق وجهد أهلها الذين رووا تربتها الخصبة بينابيع المياه العذبة..... المياه التي أنبتت سنابل الخير، وأزهرت الرجال... الرجال على مدى أربعة عقود ونيف، والذين أختاروا من ألوان قوس قزح لون علم بلادي ، وبذلك وصلت سمعة قريتهم بمجهودهم وعرقهم الذي جبل بتراب هذا الوطن عنان السماء.

في السنوات الأخيره أحسست ان نجم القرية بدأ بالأفول واصابة شبابها بالشيخوخة المبكرة ، وعجزت القرية المعطاءة برفد ناديها الحبيب بالشباب، وكأنه أصابها النحس في مقتل ، وبدأت تعتمد على شراء اللاعبين من الخارج وتدفع الأموال الباهظة لهم، بعد أن كانت مصدرا للنجوم (ساق الله على أيام أولاد حميد، أولاد العباسي، أولاد القاق أولاد عواد ، وأولاد عاصي، وغيرهم كثيرون بمن تشرف بارتداء الزي المقدس) والذين صالوا وجابوا في الأرض الفلسطينية طولاً وعرضاً ورفعوا الراية في أرجاء الوطن الحبيب.

يروى أن غرابا أراد تقليد الهدهد في سيره، فلم يستطع ذلك، فقرر العودة الى ما كان عليه ولكنه ايضا لم يستطع؛ بسبب نسيانه لطريقة سيره الأصلية، وهذا حال فريق نادي سلون في هذا الزمان الرديء، اراد أن يجاري الفِرق المُسجلة في دوري المحترفين المزعوم واللحاق بها بعد أن فقد لمعانه وهيبته وهبط الى مصاف الدرجات الدنيا، ولكنه حتى اللحظه هذه لم يستطع تصدر مجموعته التي تضم فرق ليس لها أي ماضٍ رياضي حتى ان بعض هذه الفرق قد تغلبت عليه وحرمته من أحلامه بالصعود الى هذا الدوري الذي ليس له ( من وجهة نظري) أي معنى ، لأن اتحاد كرة القدم قد عمل على إنشاء هذا الدوري من أجل تطويرالرياضة المحلية حسب إدعائه، وللاسف أن الاندية قد صدقت ذلك، علما بأنها تعلم جيداً بأن نظام الاحتراف يحتاج الى نظام دقيق، وأن تطبيقه في دولة فقيره خضعت للاحتلال لسنوات طويلة بحاجة الى أموال طائلة وبنى تحتية رياضية جاهزة لذلك ، سيّما وان فلسطين تعتمد على دعم خارجي حسب مزاج الدول المانحة وهدوء المنطقة أو عدمه، ومن يتتبع الوضع الرياضي في الدول العربية المجاوره والتي تتمتع بدخل قومي عالي جدا لم اسمع بوجود دوري للمحترفينً عندها، و لم تطبق نظام الاحتراف كاملا، بل تطبقه جزئياً، بوجود محترف او محترفين او ثلاثة فقط في كل فريق رياضي.

إن ما ازعجني في هذا الموضوع ان منحنى الرسم البياني لنادي سلوان قد انحرف الى الاسفل منذ الثمانينات ، لأنه كان يتبع معادلة رياضية أحد اطرافها كان لا يهتم بالاوضاع الرياضية في النادي، وازداد هبوط هذا المنحنى منذ العام 2000، والسبب عائد الى أن الطرف الثاني من المعادلة كان ينقصه الخبرة والأداء في ادارة دفة هذا النادي الى ان وصل انحرافه الى أقصى درجة في الهبوط ، فيجب على اهالي قرية سلوان أن ينفضوا الغبار عن وجوههم ، ويقوموا بالإصلاح جبراً للنظام الاساس لهذا النادي وخاصة في مادة العضوية التي حرمت أُناس كثيرون من اهل البلد من هجرة النادي والإهتمام بالفرق الناشئة واختيار الأشخاص المناسبين لقيادة هذا النادي بالإنتخاب التي ترفد الفريق الأول باللاعبين وتحضيرهم لذلك حتى يعود الفريق الى ما كان عليه.

مواضيع قد تهمك