كتب بدر مكي/ القدس

كل الأندية لديها مقرات باستثناء نادي الموظفين العريق ... ورغم ذلك نشأ نهاد الزغير في كنف هذا النادي الضارب جذوره في القدس ... كان الأهم بالنسبة له ولأقرانه من اللاعبين والإداريين المحافظة على الشباب الصغير في السن وتربيتهم وفق مبادئ الخلق الكريم وإبعادهم عن الموبقات وتعليمهم عشق القدس والوطن بجنون وقضاء وقت الفراغ بما يفيد .

ولذا ... يجمع المقادسة على حب واحترام هذا الشبل الذي كبر في أزقتها وحواريها وشوارعها .... يزرع بذور الأمل في الناشئة .. وقد أصبحت تلك القدس تعيش فيهم .... وكنا معشر الرياضيين في بطولاتنا التنشيطية والرسمية سواء تلك التي كانت تجري بالملعب الحبيب المطران أو ملعب الشهيد فيصل الحسيني او العيسوية او صور باهر او بيت صفافا او أبو ديس ....

نشعر بالاطمئنان لوجود نهاد بيننا ... لذا كان في جميع الأحيان موفقا ومجمعا للقلوب ... وكثيرا ما تدخل لحل أشكال هنا او هناك .. وكانت كلماته برداً وسلاماً ....

الفتى الصغير .. كبر وكبرت معه الآمال والطموح .. وقد وصل بناديه إلى ماوصل اليه اليوم ... بفضل حنكته وإصراره على قول كلمته .. التي تعبر عن مشاعر جياشة تجاه أطفال المدينة المقدسة .. الذين أحبوه بفضل إخلاصه وحسن انتمائه وكلماته الصادقة المعبرة عن شخصية فذة ترسم معالم الطريق لمئات الشباب المقدسي الذين تتلمذوا على يديه ..

أصيب نهاد في لقاء فريقه بالركبة .. وقد قرر اعتزال اللعبة كلاعب .. ولكن هيهات أن يعتزل كمدرب ... وهو من جيل المدربين الشباب الذين أحببناهم ... عيسى خويص ... علاء عويضة , امجد طه .. جميل العباسي .. رياض الزعتري .. نائل اسعد .. محمد أبو زينب .. محمد قاسم .. وفراس العباسي ( يارب كن مع الأنصار ولا تكن عليه ) .. في التدريبات والمباريات .. تراهم يتحلقون حوله .. وكلمته مسموعة .. وحرصه الدائم على اللعب النظيف .

وقد أبلغت من زميلي احمد النجاري .. قائد مؤسسة خطوات .. الرائدة بالاهتمام في الناشئة .. بفكرة تكريمه .. لما قدمه من استحقاق عن طيب خاطر.. رياضياً ... وكذلك وطنيا ً .. وإذا يممت تجاه باب الساهرة في القدس تجد العين الساهرة ... نهاد ... في برج اللقلق .. يعمل بلا كلل للحفاظ على تلك البقعة الطاهرة من القدس ... وهي دعوة إذن .. لجميع أندية القدس بتكريم هذا الفتى .. الذي يعد بألف .. ذلك النموذج الرائع .. ابن العائلة الكريمة .. ونادي الموظفين .. يعقوب الأنصاري ... إبراهيم الحسيني ... ربحي الشويكي .. وموسى الخرس .. من أهل الرباط .. إلى يوم الدين ...

شكرا نهاد الزغير ... يا ابن أكثر من أخ .. بل وأخ كريم ...