شريط الأخبار

تجمع قدسنا وبال سبورت والقدس

تجمع قدسنا وبال سبورت والقدس
بال سبورت :  

كتب جمال أحمد عديلة – القدس

عندما وردت معلومات عن دعم شركة أديداس لمارثون إسرائيلي يمر مساره من خلال الأحياء المقدسية، تقدمت شبكة ووكالة بال سبورت لتقرع الجرس وخطورة النشاط لتجد من تجمع قدسنا الداعم الوحيد لها في سبيل الضغط على شركة أديداس.

ومع أن الجهود من خلال المراسلات والمواقع الإلكترونية وصفحة "الفيس بوك" أتت أُكلها من خلال ضغط شركة أديداس لبلدية القدس بالعدول عن دعمها إذا ما تم تغيير مسار المارثون حيث قامت الأخيرة بإجراء تعديل ليكون المسار في القدس الغربية فقط، ، واذا كان حقا لكلا المؤسستين من الافتخار بذلك الانجاز، الا انه لا ينتقص من دور الاخرين من افراد ومؤسسات.

وحيث ان هذا إنجاز فلسطيني مقدسي من الدرجة الأولى، يبقى هناك العديد من التساؤلات.

لماذا لم تتحرك المؤسسات الفلسطينية الرياضية والإعلامية والتجارية لتدعم هذا التحرك الوطني؟ سؤال يرسم مرحلة يعتاشها المجتمع ومؤسساته.

إنني اثني على موقف اللواء جبريل الرجوب بتحريم جغرافيا الوطن، فالقدس والخليل وجنين وغزة ورفح وحيفا والناصرة وتل الربيع هي فلسطين، وليس وطنياً من يتعامل بالأجزاء فالوطن أكبر والعلم الفلسطيني مظلتنا الوحيدة، إلا أنني أجد خصوصية السياسة المتبعة إتجاه القدس بحاجة وقفة جادة ومسؤولة.

في ظل مراحل متتالية أثرت على المجتمع والنسيج المقدسي منذ الانتفاضة الأولى التي جسدت تاريخ من الشرف والتضحية لتحصد إنجازاً تاريخياً في إقامة سلطة وطنية فلسطينية على تراب الوطن، وما كان من نتائج لتلك الإنتفاضة من أجيال لم تمتلك الشهادات العلمية أو الخبرات المهنية كون العمل خلال تلك المرحلة تطلب مغادرة قاعات الدراسة والتوجه للشارع مما أدى الى تراجع الخبرات الأكاديمية والمهنية.

وحيث أن كافة القوى وخصوصاً في القدس افتقرت لبرامج إحتواء لأجيال الإنتفاضة الأولى مما تسبب بوجود أزمة إنسانية ثقافية استثمرها الاحتلال في تهويد روح العطاء والتضحية.

وكانت الإنتفاضة الثانية وبناء جدار الفصل، وتردي الوضع المعيشي وانحسار التواصل الجغرافي وما تلى ذلك من البعد والتجاهل، لتصبح القدس للمنابر والعويل لقيادات تمر بها الأيام من داخلها وخارجها دون برامج ودون عمل على الأرض يعتاشه الإنسان المقدسي، ويؤكد ذلك ما قاله رجل سياسة عندما سألته عن القدس وكان جوابه (المكان الذي لا نسيطر عليه، لا نقلق به) فهل هذا موقف يحمل رسالة عامة أو يعتبر فقر في الرؤية؟

إنني أعتقد بأن القدس سقطت سهواً عن الأجندة الإسلامية والعربية، وعند البعض منا واذا كان لي ان أُشبه القدس بأحد فهي سيدنا يوسف عليه السلام الذي تخلى عنه وغدره إخوانه، وقومها قوم موسى عليه السلام فإذا ما كان لها من الإنجاز فهي عاصمة العواصم وإذا ما هانت بلا منها.

ومقدسياً زرعنا ألف زهرة وزهرة لنجدها دكاكين تجارية تحصد من على ظهر القدس وهمومها، وإذا ما كان هناك تقييم مهني للمؤسسات المقدسية لإظهار الحق سنجد بأن هناك القليل القليل ممن لها عمل مهني ووطني شفاف تعمل وتكد في سبيل القدس.

وفي ظل المؤثرات أعلاه تجد أن المؤسسة الوطنية في القدس بكافة أطيافها بحاجة ماسة لمراجعة سريعة ووضع خطط قريبة وبعيدة المدى لمواجهة الاختراق الاسرائيلي للإنسان والأرض والحجر، فها هي القدس مستباحة من كافة الجوانب، دون أي برامج مواجهة.

الحديث عن القدس تستبقه دمعة حزن ويأس، فتلك قدسكم وميلاد رسول المحبة والسلام ومسرى النبي المصطفى عليه السلام، فأين أنتم منها؟ أين أنتم من تاريخها؟

إذا كان مجرد إبداء موقف انزعاج عن دعم لشركة عالمية لماراثون يخترق قدسنا، لم نجد فيه مؤازر ... بيوت تهدمت واراضي صودرت ومستوطنات بنيت والأقصى لم يبق له أساسات في الأرض ... فهل لنا من رؤية نحو الآت؟ وهل لنا من وقفة؟

لن يكون هناك الفاتح المعتصم، ولن يأتي النصر من الشرق أو الغرب، وإنما من خلال الإنسان على الأرض، فلندعم أدبيات الحياة والعمل المجتمعي، فلندعم المؤسسات والأندية لتتمكن من احتضان الأجيال وصقلهم، فلندعم من يعمل، ولنتخلى عن تجار الوطن والوطنية لنبني النفس من جديد كما بنيناها في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي من خلال الأندية والنقابات لنقود مرحلة تحرر وطني يلبي طموحنا في دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف تحت مظلة العلم الفلسطيني الذي يجمعنا.

وتبقى فلسطين والقدس أولاً ...

مواضيع قد تهمك