شريط الأخبار

بالعربي الفصيح: البخاري والعباسي ونصار

بالعربي الفصيح: البخاري والعباسي ونصار
بال سبورت :  

كتب خالد أبو زاهر/ غزة

من وجهة نظري الشخصية بأن الشجاعة تصل إلى ذروتها عندما يعتذر الأخ لأخيه .. ولأنه أخ عزيز ورجل شجاع ويعرف أصول المهنة، وله أخوة وأصدقاء وزملاء في غزة هاشم التي هي النصف الثاني لنصف أول اسمه الضفة، فإن الزميل العزيز أحمد البخاري كان كبيراً وسيبقى كذلك باعتذاره لزميلنا العزيز سعد حاكورة، بالرغم من أنه لم يكن المُخطئ المُباشر بحقه.

فقد اتُهِمَ زميلي سعد حاكورة، ظلماً بأنه كان ينهج نهج الجغرافيا في الحديث عن الوطن عندما كان رئيساً لأول جسم إعلامي رياضي فلسطيني، حيث كتب الأستاذ الكبير محمد العباسي "أبو الرائد"، سواء معاتباً أو سارداً للتاريخ الإعلامي الفلسطيني، بأن الزميل سعد حاكورة كان سبباً في عدم حدوث اندماج أو وحدة بين اتحاد الإعلام في غزة والضفة، وهذا غير صحيح لمعرفتي بالمواقف الوطنية لزميلنا سعد، إلى جانب أشياء أخرى مهمة.

قرأت مقال الأستاذ محمد العباسي بتمعن وتفحص وتدقيق في كل كلمة من الكلمات التي خطها، فظهرت علامات الاستكبار على الزملاء في غزة وتقزيمهم واستكثار منصب رئيس رابطة الصحافيين على أحد منهم، وهنا أقتبس فقرة مما كتبه العباسي للتدليل على ما أدعيه :"(( إن الجسم الإعلامي الرياضي يتبع نقابة الصحفيين الفلسطينيين وليس من حق أي مؤسسة أخرى التدخل في شؤونه بل عليها الاعتناء والتفرغ لتصريف شؤونها ومن عجائب هذا التدخل منح المحافظات الجنوبية منصب الرئاسة لغاية في نفس يعقوب علماً بأن قطاع غزة لا يضم القطاعات الإعلامية المرئية والمقروءة))، انتهى الاقتباس.

أنا لا أريد صب الزيت على النار، ولا أريد من الأستاذ محمد العباسي تفسير كلماته الواضحة ولا أريد منه الاعتذار، ولكن أريد إيضاح شئ مهم وهو أن الذهاب إلى حد وصف منح غزة منصب رئاسة رابطة الصحفيين بالعجيبة على حد وصف العباسي، يُعتبر إهانة كبيرة لمكان تأسس فيه الإعلام الرياضي الفلسطيني.

وعندما أقول ذلك، أقول بأن فكرة تأسيس اتحاد الإعلام انطلقت من غزة وأراد بعض الزملاء في الضفة قطفها وإدارة ظهورهم لزملائهم في غزة، فيما لم يكن بيد الكثيرين منهم التغيير أو تصحيح المسار الخاطئ، كما ولم يكن لاجتماع الأستاذ محمد العباسي والأستاذ سعد حاكورة بحضور الأستاذ ياسين الرازم أن يفشل لولا عدم رغبة بعض زملائنا في الضفة في استيعاب أن غزة جزء من الإعلام الرياضي الفلسطيني وليست طارئة عليه وأنها على قدم وساق مع زميلتها الضفة وأن من حق إعلامييها أن يتساوو في الحقوق والواجبات مع زملائهم في الضفة.

ولن أرغب في الحصول على إجابة لسؤال سأوجهه للأستاذ العباسي أو لأي زميل من زملائي الأعزاء في الضفة ..... لماذا تستكثرون على غزة أن يرأس أحد أبنائها رابطة الصحفيين ؟ ألم يبق منصب رئيس الرابطة في محافظات الضفة برضاً تام من الزملاء في غزة لمدة طويلة، ألم تكن غزة في يوم من الأيام بؤرة العمل الرياضي والإعلامي في وقت كانت فيه الرياضة في الضفة مُجمدة ومع ذلك بقي منصب رئيس الرابط هناك؟ ألم يتصرف رئيس الرابطة في الضفة على مدار سنوات طويلة بالقرارات والاستحقاقات والمشاركات دون الالتفات إلى غزة ؟ لماذا لم يثأر أحد من الزملاء في الضفة لزملائه في غزة من هذا الظلم ؟

ولأن الحقيقة واضحة كالشمس، فإن الأمانة تتطلب أن أوجه شُكري وتقديري لزملائي وأخوتي أحمد البرهم وفتحي براهمة سامية شعبان بسام أبو عرة، على موقفهم الوطني والوحدوي من الإعلان عن دعمهم لترشيح الزميل حسين عليان لرئاسة الرابطة، وهنا لا أستثني بقية الزملاء في إدارة الرابطة في الضفة من المواقف الوطنية والوحدوية، ولكن مواقف من ذكرت أسمائهم كانت مُعلنة وصريحة.

على كل حال، وبالعودة إلى موضوع اعتذار البخاري، فإن شجاعته قد تُغني من وجهة نظري عن قيام الشيخ محمد العباسي بالاعتذار، فهو أستاذ من أساتذة الإعلام الرياضي في فلسطين، وهو رجل قدم الكثير، ولكن هناك أمور أخرى يجب الحديث فيها، وللحديث شجون.

وعلى ذكر للحديث شجون، فإن اسم الزميل الإعلامي فايز نصار يقفز إلى الواجهة، حيث أنه مُطالب إما باعتذار أو التراجع عن مقال سابق بتاريخ 27/7/2010، بأن فكرة تأسيس رابطة الصحفيين الرياضيين خرجت من الضفة، الموضوع ليس رغبة في سماع الاعتذار من زميل عزيز يكبرني سناً ويقدمني عملاً في مجال الصحافة، ولكن الأمر متعلق بتاريخ ومجهود لأشخاص تعبوا واجتهدوا من أجل ميلاد الجسم الإعلامي الرياضي الفلسطيني لتحقيق المصلحة الوطنية العامة دونما نظر إلى المناصب أو المصالح الشخصية، ولكن أن يتم قلب الحقيقة بهذه الطريقة فهذا يتطلب الوقوف لتصحيح الموقف.

وهنا اقتبس جزء مما ورد في مقال الزميل فايز نصار عندما كتب عن تاريخ تأسيس اتحاد الإعلام الرياضي وحله فكتب :"((وبعد اندلاع انتفاضة الأقصى، والشلل الذي أصاب الحركة الرياضية، أدرك عد من الإعلاميين أهمية تفعيل دور الإعلام، فاجتمع سامي مكاوي وأحمد البخاري ومحمود السقا وبسام أبو عرة وراسم عبد الواحد ومحمد العباسي وياسين الرازم، في صالون إعلامي في القدس، لينضم لهم في وقت لاحق تيسر جابر وفايز نصار ومحمد صبيحات ... وانبثقت الاجتماعات عن ولادة رابطة الصحفيين الرياضيين، التي تعتبر ذراع الإعلام الرياضي لنقابة الصحفيين الفلسطينيين) ... انتهى الاقتباس.

أدعو الله أن يمد في عمر الزميل الإعلامي فايز نصار وأن يفي بوعده الذي قطعه على نفسه عندما هاتفته رداً على ما جاء في مقاله من مغالطات تاريخية، حيث قال لي بأنه استقى هذه المعلومات من أحد الزملاء وأنه لا يعرف بأن فكرة تأسيس رابطة الصحفيين انطلقت من غزة، وعندما طلبت منه ترجمة حديثه في مقال آخر يوضح فيه الحقيقة، طلب مني تأجيل تصحيح المعلومة إلى ما بعد انتهاء انتخابات الرابطة في 22/9/2010، وها هي أشهر مضت على الانتخابات ولم يرد.

على كل حال، ولتصحيح المعلومة التي ذكرها زميلي نصار، أقول له وللجميع بأن أدراج نقابة الصحفيين في غزة تشهد على وجود طلب رسمي ممهور بتوقيعي الشخصي في العام 2000، لتشكيل لجنة إعلام رياضي تحت مظلة نقابة الصحفيين بدلاً لاتحاد الإعلام، (وليس رابطة على حد تعبير فايز نصار)، حيث طلب مني السيد توفيق أبو خوصة (نائب نقيب الصحفيين في ذلك الوقت) العمل على تصحيح الأوضاع داخل اتحاد الإعلام دونما اللجوء إلى تشكيل جسم بديل له، وبعد أشهر من المحاولات لتصحيح الأوضاع ووصول السيد أبو خوصة إلى قناعة باستحالة تصحيح أوضاع اتحاد الإعلام، وافق على تشكيل لجنة إعلام رياضي تحت مظلة نقابة الصحفيين إيماناً منه بأهمية الإعلام الرياضي وأهمية رعايته وتطويره وتنميته.

وعندما طلب مني السيد أبو خوصة بتشكيل اللجنة ورئاستها، فضلت أن يرأسها أكبر الأعضاء سناً للتحضير للانتخابات، وطلبت منه الضغط على الزميل الأستاذ إبراهيم أبو الشيخ للقبول بالانضمام للجنة كونه صاحب خبرة والوحيد وقتها ممن كان يحمل عضوية نقابة الصحفيين، ففعل ذلك ووافق الزميل أبو الشيخ بعد محاولات عدة، وتواصلنا مع زملائنا في الضفة من أجل تشكيل لجنة مماثلة في الضفة، حيث راقت الفكرة للزميل الراحل تيسير جابر، فحشد عدد من الزملاء في الضفة لدعم الفكرة وهو جهد مشكور عليه.

واجتهدنا في غزة وتم إعداد مسودة نظام داخلي يتناسب مع الواقع الجديد، وقمت بصياغته ومراجعته مع الزملاء أعضاء اللجنة ومن ثم إرسال نُسخة عبر الفاكس للزميل تيسر جابر الذي بدوره أعادها إلينا بعد ثلاثة أيام على أنها الصياغة النهائية للنظام الأساسي للجنة وإعلانه عن نفسه رئيساً للجنة، وعند الحديد عن إجراء انتخابات وتوزيع المناصب، تمسك الراحل تيسر جابر بمنصب الرئيس ووافق كل الزملاء في غزة وسار العمل بشكل وحدوي مع وجود بعض المطبات في طريق اللجنة والتي لا داعي لذكرها كونها متعلقة بالزميل الراحل تيسير جابر.

واستمرت لجنة الإعلام حتى تم تغيير اسمها من قِبل أعضاء اللجنة التي لم أكن في مجلس إدارتها كوني قطعت عهداً على نفسي بعدم الترشح لتولي أي منصب في اللجنة أو الرابطة فيما بعد مع حرصي على تجديد عضويتي في الرابطة وتسديد اشتراكي والمشاركة في العملية الانتخابية، وتحول اسم اللجنة فيما بعد إلى رابطة صحفيين، وهذا حدث في العام 2006 وليس في العام 2000 بعد اندلاع انتفاضة الأقصى كما ذكر الزميل نصار.

كل الموضوع برمته لا تستحق منا الحديث بهذه الطريقة وهذا الأسلوب الذي ارفضه شخصياً، ولكن من يقبل على نفسه أن يتبنى عمل ومجهود وإنجاز غيره وينسبه إلى نفسه دون وجه حق، وهو يعلم بأن زملائه اعتادوا عدم الرد على أي مغالطة، عليه أن يتحمل ما كل ما يُقال من ردود فعل منطقية حتى وإن كانت قاسية.

وحتى تسير الأمور في نصابها، فقد سبق لي وأن طلبت من الأستاذ حسين عليان رئيس رابطة الصحفيين أن يرد على ما جاء في مقال الزميل فايز نصار، فقال:" ليس هناك داعٍ للرد فكلنا زملاء وهذا الجسم الإعلامي هو جسمنا جميعاً وليس مهماً من أنشاه أو من أسسه بقدر ما هو مهم أن نُحافظ عليه".

أنا مع هذا التوجه ولكن كان لزاماً الكتابة في هذا الموضوع فقط بسبب عدم وفاء زميلي نصار بوعده بتصحيح الخطأ في سرد تاريخ الرابطة، وأدعوه هنا للرد على ما كتبته إن كان هناك أي مُغالطة، وتأكيدي على أن ما دفعني للكتابة هو الموقف الرجولي للزميل أحمد البخاري تجاه زميلنا العزيز سعد حاكورة.

مع تقديري واحترامي لجميع العاملين في المجال الإعلامي الرياضي الفلسطيني بشكل عام ورابطة الصحافيين بشكل خاص.

مواضيع قد تهمك