شريط الأخبار

رغم شح الامكانات... الرياضة الفلسطينية تتطور وتسير نحو الأفضل

رغم شح الامكانات... الرياضة الفلسطينية تتطور وتسير نحو الأفضل
بال سبورت :  

كتب منتصر ادكيدك/ الولايات المتحدة الامريكية

رغم ما يقال عن المستوى الرياضي الفلسطيني في الفترة الاخيرة، وبشكل خاص بعد المشاركة في الاولمبياد الاسيوي "دورة غوانزهو" في الصين، فانني اجزم بان المستوى الرياضي الفلسطيني ما زال حيا يتنفس الصعداء ويتطور رغم احلك الظروف واصعبها والنقص والعجز المالي وما إلى ذلك، وما زال قادة العمل الرياضي الفلسطيني ولاعباتنا ولاعبينا يحفرون بالصخر لتثبيت اسم فلسطين على الخارطة الرياضية العالمية.

اقول هذه الكلمات اليوم بعد مراقبة للبنية التحتية في ولاية امريكية واحدة "نيوجيرسي" خلال زيارة عائلية لهذا البلد الذي حصد العديد من الميداليات بالوانها المختلفة في الاولمبياد الاخيرة في الصين في العام 2008، ولكنه لم يتفوق على الصين في ذلك الوقت، وهنا يجب الوقوف عند عامل البنية التحتية الرياضية والامكانيات المادية الكبيرة التي تتميز بها هذه المجتمعات الصناعية العظيمة، والتي تعتبر الرياضة من اهم عوامل النجاح المادي والتسويقي قبل كل شئ، فالامر هنا يتعلق فقط بكيفية حصد النقود من الجماهير والمبيعات، وللوصول لذلك فأنت بحاجة ماسة وملحة لبناء المرافق المميزة والمريحة التي تحمل جميع خصائص الرفاهية والتطور، وبنفس الوقت عليك تقديم افضل المستويات الرياضة الحقيقية لكي يعود الجمهور لمتابعة هذه الرياضة التي تم تبنيها من قبل رجال الاعمال الكبار.

الفكرة رياضية وتعمد على تطوير المستوى الرياضي ولكن في النهاية الموضوع مادي بالنسبة للكبار من رؤساء الاموال، ولكنه يحقق المستوى المرجو للدولة على صعيد المنافسة العالمية في نهاية الامر.

والاجمل ان رياضة الجامعات هنا في الولايات المتحدة لا تقل اهمية عن دوريات المحترفين المختلفة من كرة السلة للهوكي والبيسبول وكرة القدم الامريكية، انهم يطورونها بشكل جدي من المدارس إلى الجامعات لكي يحصلوا على المستوى الافضل وعلى التأسيس السليم للاعب الذي يكون امامه مستقبل مميز في الرياضة التي انتقاها.. فالرياضة هنا تدر مرابحا كبيرة على اصحابها من اللاعبين والاندية بسبب الحقوق والرعاية الكبيرة من المبيعات في امريكا والعالم.

ففي احد الزيارات هناك رأيت في جامعة "راتغرس" والتي تعد من افضل الجامعات الموجود في امريكا حاليا صالتين مغلقتين للرياضة في الحرم الجامعي بالاضافة إلى ملاعب متعددة لجيمع الالعاب عوضا عن القاعات الرياضية والامكانيات الرياضية المختلفة، هنا وجب الوقوف عند الامر وعند الفكرة الاساسية من اعداد هذه البنية التحتية في الجامعات، والتي تتمثل بالسماح للطالب الذي يكون مقيما في المكان من التدرب بشكل متواصل على الرياضة التي انتقاها، وتطوير امكانياته بهذه الرياضة بشكل مستمر من خلال ملئ الفراغ بتطوير المستوى ليصل إلى درجة الاحتراف خلال هذه الفترة، عوضا عن توفير الطواقم التدريبية المتخصصة في مختلف الالعاب لمتابعة اللاعبين ومساعدتهم بالوصول إلى البطولات والمنافسات الداخلية المؤهلة للعالمية.

ان الهدف من كتابة هذه الكلمات هو الاعتزاز الحقيقي بما لدينا في فلسطين، فالامكانيات العامة والبنية التحتية لدينا يمكن ان نقارنها في امكانيات منطقة في ولاية واحدة او في امكانيات جامعة بما لديها من مرافق، فهذا هو الواقع الحقيقي للامكانيات الفلسطينية ولطبيعة الاهتمام بالرياضة الفلسطينية، وهذا ما تمكنا من بناءه بفعل الاحتلال ومعيقاته التي لا تتوقف.

ولكن يجب الاشادة هنا بالدور الكبير الذي بذل في السنوات الاخيرة لبناء عدد من الملاعب والصالات الرياضية في مناطق مختلفة، وهنا نشكر كل من ساهم في بناء هذه المرافق الفلسطينية، ولكن اعتقد بان هذه المرافق يجب ان تكون في المدارس والجامعات وليس في الاندية التي تحتكرها لخدمتها فقط ويكون جمهورها محدود، او للبلديات التي تستخدمها للاندية المحترفة وتنسى الدور الاهم التأسيسي للفئاة العمرية الصغيرة.

ان المستوى الرياضي الفلسطيني بحاجة للتطوير الحقيقي من خلال المدارس والجامعات والتأسيس السليم قبل العشوائية والمرور السريع عند انتقاء الرياضيين الذين يتم ترشيحهم للمشاركة في اسياد او اولمبياد بهدف المشاركة فقط ورفع العلم الفلسطيني، فالامر ليس بهذه الاسماء التي استقرت في مواقعها لسنوات، بل الامر بالخطة الاستراتيجية السليمة من قبل الحكومة ووزارة الشباب والرياضة او المجلس الاعلى واللجنة الاولمبية الذين عليهم جميعا التكاتف والتوحد من اجل الوصول لخطة طويلة الامد تهدف من خلالها لاعداد بنية تحتية سليمة وتأسيس كادر سليم واعداد جيل من الرياضيين المثقفين المحبين للرياضة.

فبعد انطلاق دوري المحترفين الفلسطيني بكرة القدم والتطور السريع في مستوى الكرة الفلسطينية، علينا جميعا العمل بالشكل الجاد والموحد لنقل هذه العدوة إلى جميع الرياضات الفلسطينية المختلفة، وعلينا ان نضخ لها الامكانيات ايضا للوصول إلى مستوى موحد ومتناسق من التطور الرياضي السليم من خلال التأسيس والبناء السليم.

وبنفس الوقت علينا تشجيع رؤساء الاموال واقناعهم بأن المرافق الرياضية والادوات والمنتجات الرياضية يمكنها ان تضخ لهم الكم الكبير من الاموال اذا تم استثمارها بالشكل المطلوب، وعلى الحكومة ووزارة الشباب والرياضة القيام بالعديد من دراسات الجدوى والاحصائيات المشجعة لقطاع المستثمرين للتوجه لتطوير الرياضة في فلسطين.

بالنهاية.. المستوى الفلسطيني صامد رغم كل الامكانيات، فنحن نصنع المستحيل من لا شئ.. ونشارك من لا شئ.. ونستمر بالصمود والمقاومة باسلوبنا الرياضي الجميل رغما عن المحتل الغاصب، وهذا ما يمدنا بالروح والعطاء ويدفعنا للوصول للافضل، وهذا ما سيجبرنا في المستقبل القريب من وضع خطة استراتيجية حقيقية لبناء بنية تحتية وجيل رياضي متكامل.

مواضيع قد تهمك