لتكن ملاعبنا للرياضة فقط
بقلم : فهد يحيى محمد
مزعج ما تداولته بعض وسائل الإعلام من تأجيل لبعض مباريات الدوري الفلسطيني لكرة القدم في المحافظات الجنوبية " غزة " لأسباب كارثية واهية وغير منطقية ، فمنذ البداية اتفق الجميع من مسؤولين رياضيين وشخصيات سياسية عن تنحية التجاذبات السياسية والحزبية عن الرياضة بكافة مكوناتها من اتحادات وأندية ولاعبين وملاعب ، حتى تبقى الرياضة بعيدة كل البعد عن المصلحة الحزبية ، والظروف والخطوط السياسية المعقدة .. وان صحت تلك الأخبار وما تم تداوله ...
فالأولى بوزارة الشباب والرياضة والقائمين على الملاعب والمجمعات الرياضية وبالتنسيق مع اتحاد اللعبة ولجنة المسابقات بالاتحاد تبنى موقف واضح وصريح من تأجيل المباريات وليس لأي أسباب إلا إذا كانت ملحة وخارجة عن الإرادة والطاقة البشرية أو من اجل مصلحة المنتخبات والأندية المشاركة ...
حتى لاتصبح مسابقات الاتحاد الرسمية والدورية ألعوبة ، أو رهن لإقامة احتفالات ومهرجانات لأحزاب سياسية وفصائلية ، أو أي نشاطات ثقافية وفنية ، لان هدر الوقت والنظر للوراء والخلف ليس من مصلحة من يريد التطور والتقدم وحرق المراحل وجني الثمار من اجل النهوض بمستوى اللعبة والقفز نحو مأسسة حقيقية للرياضة ومسابقاتها المختلفة ...
ولان الشارع الرياضي الغزي انتظر كثيراً وبشغف استئناف المسابقات الرسمية ، والتي بدأت وانطلقت من رحم المعاناة ، وبعد مد وجزر ، وسنين عجاف تركت ملاعبنا خاوية ، أدت إلى هجرت بعض لاعبيها واعتزال البعض الأخر ...
لا بد من وقفة مع النفس والإعلان بكل صراحة ووضوح ومن الكل الفلسطيني أن الملاعب الرياضية وجدت وخُلقت للرياضة وممارسة الرياضة فقط لا غير ، بعيداً عن أي نشاطات أخرى قد تؤدي على وقف النشاط الرياضي أو التأثير عليه ، لان انتظام المسابقات يعتبر التحدي الأكبر والمقياس لمدى نجاحها ...
وخاصة أننا نعاني من ندرة وقلة في الملاعب والتجهيزات الرياضية ، لا سيما المحافظات الجنوبية ، ولأننا نعلم والجميع كذلك أن إقامة مهرجانات واحتفالات ، على أرضيات الملاعب يعني إلحاق الأضرار الجسيمة في المنشئات ، قد يحتاج الوقت الكثير للصيانة والترتيب ليكون قادر على استقبال المباريات والنشاطات من جديد ...
فهناك الكثير من المناطق والأماكن الشاسعة الواسعة والممتدة ، في غزة تصلح لإقامة المهرجات والاحتفالات الحزبية والوطنية ، وتستقبل الآلاف بل الملايين من أنصار الأحزاب ليحتفلوا كيفما شاءوا بعيداً عن ملاعبنا الخضراء ....
فتمنياتنا أن تستمر عجلة الدوري والمسابقات الرياضية ، دون توقف أو تأجيل ، لأنها مطلب شعبي ووطني وانجاز تحقق بعزيمة وإرادة كل الغيورين على مصلحة الوطن والشباب الرياضي ليتسنى لنا مواكبة التطور ، وركب قطار الزمن وطموحات التقدم ...