شريط الأخبار

سعيد عياش القادم من الزمن الجميل... اتحفني بما لديه

سعيد عياش القادم من الزمن الجميل... اتحفني بما لديه
بال سبورت :  

منتصر ادكيدك/ القدس

لأول مرة احسد اناس على ماضيهم الذي لم يكن به شئ من الامكانات المادية، احسدهم على الملاعب الترابية والحياة الصعبة والانتماء وحب الوطن والرياضة من اجل الروح، ولاول مرة اجتمع مع كوكبة من اصحاب الزمن الجميل الذي اتحفوني بما لديهم من قصص وأحاديث لم تكن تجول في البال، وانما كنت ابحث عنها لاكسر شئ من الحاضر المغلف بالستائر او المزين بالاقوال لا الافعال ابدا.

هناك شعرت بأن الراوي هو سيد الكلمات بحق وصدق وبدون اي تلعثم بالكلام او الزيادة والنقصان، فكانت الحروف تخرج من مخارجها بحسن اللفظ وهدوء الموقف وتأكيد المستمع بالصمت لا بالكلام.

هناك في قلب القدس، في الفندق الوطني الاسم الشامخ في المدينة العريقة رغم الاحتلال، هناك اجتمعت على مائدة واحدة خيرة نجوم الرياضة الفلسطينية المقدسية من "الزمن الجميل" كما اسماه البخاري في ارشيفه المصور من الماضي الجميل، اجتمعوا ليكرموا شخصا عزيزا على قلوبهم جميعا، شخص قدم وعمل وشارك وتعاون وكانت له كل الصفات وترك البصمات، بل كان اول من لعب الكرة في نادي سلوان الرياضي.. الرياضي سعيد عياش الذي حضرا ضيفا على فلسطين من كندا في زيارة قصيرة لارض الوطن. كان هو العنوان الرئيس في هذا اللقاء الرياضي الممتع، بل كان بمثابة القاموس الصامت الذي بقي مبتسما ومستمعا لكل ما قيل في الجلسة من الاخوان حتى تحركت صفحات القاموس وتحدث بأجمل الذكريات والكلمات من ماضية الجميل.

تحدث عياش بكل شغف وحب بأجمل الكلمات عن الرياضة في فترة الستينيات والسبعينيات وصولا إلى مطلع التسعينيات بأحداث مقتطفة ولكنها كانت تحمل العبرة، وكانت تتحدث عن الصورة الواضحة التي رسمت بكل الالوان الطبيعية الحقيقية في ذاك الزمن وليست كالتي ترسم اليوم بالالوان الغير طبيعية.

لقد رأيت رجالا تدمع اعينهم في حديث هذه النخبة.. نعم رأيت أكبرهم يدمع ورأيت نفسي كذلك في هذه الامسية الاصيلة، لقد كان الحديث متعة للمستمع ولكنه يحمل ألم العطاء الحقيقي الذي بات لا يمكن ايجادة بالعمل الوطني او التطوعي، بل تحول ليكون عملا ماديا بحتا لا يمكث فيه إلا الطامعين بالحصول على اكبر قدر من الدراهم.

هناك شعرت بأن روح العطاء قد فتحت من جديد في نفوس الحاضرين جميعا، وشعرت بأنهم قد حملوا شئ من الهم والتعب بحديث عياش المؤلم عن الواقع الحالي الذي يراه هو من بعيد، ولكن مزج الهم بالروح القوية لتتحرك الكلمات في نفوس الشباب وتترجم بالعمل ما بعد اللقاء في ارض القدس ان شاء الله.

وفي نهاية الحديث اود ان اشكر من دعاني لهذا اللقاء، الزميل منير الغول الذي شحنني بالروح الجديدة والنفس العميق من اجل القدس والحفاظ على الرياضة المقدسي.

مواضيع قد تهمك