دعوا الوطنيات جانبا ؟؟؟
كتب مصطفى الآغا
قبل المشاركة في أية بطولة مهمة عربية أو دولية أو قارية كانت بعثاتنا ومنتخباتنا يجتمعون بالقيادات الرياضية وغير الرياضية لنسمع منها ما يحفز لاعبينا وإداريينا على العطاء أكثر .. حتما الوطن في عيون الجميع وحتما لا يوجد أحد يحتاج للتذكير بوطنيته لأن الوطن ببساطة جزء من تكوين أي انسان في أي مكان فالوطنية عندنا ليست زائدة عن غيرنا ولا غيرنا اقل منا .. وكنا نخوض المباريات بإندفاع كبير ونحقق بعض النتائج التي لا تتناسب نهائيا مع أستعداداتنا ولا أمكانياتنا ولا تدريبنا ولا احتكاكنا ومع هذا كان البعض ( من القيادات المتشبثة بمناصبها ) يصرون على أن ماحدث هو جزء من تخطيطهم ورؤيتهم الثاقبة للأمور ... والحقيقة أن أقدام لاعبينا هي التي انثقبت عندما احرزوا فضية كاس العرب في الأردن عام 1988 لانهم لعبوا بأحذية عشبية على ملعب تارتاني ولم يكن معنا احذية مناسبة ولم يكن مسموحا لنجومنا أن يتبادلوا قمصانهم مع نجوم مصر او العراق او الجزائر أو الاردن لانه القمصان ( عهدة ) لا يجوز التفريط فيها ناهيك عن البدل اليومي الذي يتقاضاه الرياضي لدى سفره واذكر أن نجوما مثل غادة شعاع ومايز خانجي وهشام المصري ورأفت أكراد أحرزوا ذهبيات أمام أبطال العالم وعمالقته تقاضوا 25 ليرة سورية عن اليوم الواحد في دول مثل اليابان أو الصين ...
صحيح انهم سكنوا في القرية الأولمبية وصحيح أن النوم والمأكل كانا مؤمنين ولكن الصحيح أنهم أيضا كانوا يتوقعون أن يتم تغريمهم ثمن التذكرة التي سافروا فيها وثمن النفقات التي صرفت عليهم في حال لم يحرزوا أحد المراكز الثلاثة الأولى بتعهد خطي في سابقة لم يشهد العالم مثلها من قبل ولن يشهد .... فكيف يمكن أن نجبر لاعبا على أن يكتب تعهدا بالفوز حتى لو كان بقيمة يوسين بولت أو رافائيل نادال وهل لو أصيب أو تعثر وهو يجري يكون أخل بتعهده أم يجب أن نأتي بلجنة تدرس حالته وتقرر على اساسها ؟؟؟
هؤلاء اللاعبون تنافسوا وسط ظروف ومعدلات غير عادلة نهائيا أمام يابانيين وكوريين جنوبيين وإخوان خليجيين يسافرون بطائرات خاصة ومدربين على كل ضرس لون ويتحدثون بالهواتف الدولية مجانا من غرفهم في الفنادق أم الخمس نجوم ... وهم بالمناسبة أيضا يحبون أوطانهم ويضعونها بين عيونهم وليسوا اقل منا حماسة لبلادهم ولكنهم أجهز واكثر راحة لهذا فإنجازاتهم أن حدثت فهمي منطقية وأنجازاتنا إن حدثت فهي معجزات وطفرات وليست وليدة تخطيط سليم ومدروس ولهذا فعندما نتوج ابطال لشباب آسيا ( بمنتخبات عمرية غير حقيقية ) فيجب أن لا نقيس على أساسها ونطالب بقية الأجيال أن تحذو حذو زملائهم أيام الأزمنة التي يُطلق عليها البعض (جميلة) وهي في الحقيقة والواقع ليست كذلك على الإطلاق .. يجب على أي كان إعلامي أو غير أعلامي أن لا يقترب من قصة الوطنيات عندما ينتقد رياضيا لانه ليس هو المخول أو المؤهل بإعطاء شهادات للآخرين خاصة وأن رقم العالم في السباحة مثلا لا يتم تحطيمه بجرعة وطنيات ولا نصل كأس العالم بخطبة حماسية ينتهي مفعولها لدى اللاعبين عند باب المحاضرة التي دخلوا وخرجوا منها بدون اجابات حقيقية عن تغذيتهم وطبابتهم ومستقبلهم ومدربهم وتدريبهم وتجهيزاتهم وأماكن اقاماتهم وراحة تنقلاتهم وأحترافهم وأسباب مطالبتهم بالتفوق على منافسيهم .