جمال احمد عديلة - القدس

خيم السواد في ازقة مخيم جنين مساء الاربعاء حين لبت روح حسن ابو ناعسة نداء باريها وهو بين اخوانه ورفاقه يلعب الكرة التي عشقها، وتوالت الاتصالات لخبر فاجع فقد اتصل معي قبل يوم فقط من رحيله يعاتبني بأنه اصبح يعمل في رام الله وليس من الصحيح ان لا يراني ووعدته بزيارته، ولكنني لم أكن على علم بسرعة الرحيل.

تعرفت على حسن ابو ناعسة في ضمار معركة الصمود لمخيم الصمود عنوان الشموخ في جنين القسام، وكنا ابو احمد عبد وابو احمد حسن وابو احمد جمال، وكان للعمل والتواصل من الذكريات التي غرست في القلوب.

وتجسدت في اول زيارة لمخيم جنين ما بعد معركة الصمود لتكون مقدسية ولتؤكد القدس انها قلب فلسطين الغيور الحنون لوطنه وأهله ولترد الجميل لمواقف رجالات المخيم المشرفة اتجاه القدس وفلسطين. وكم كان لتلك الزيارة من تبعيات كبيرة في التواصل المؤسساتي والشعبي.

لقد ساهم حسن ورفاقه في صياغة استراتيجية العمل في مركز مخيم جنين وفعاليات المخيم، واصبحنا نشد الرحيل سنوياً لنلتقي والاحباب تحت مظلة بطولة معركة مخيم جنين، وكم كان مواجهاً وغير خجولاً بالحق، وكم كان قائداً متواضعاً يحمل بزمام الأمور حتى انجاز مهامه، وكم كان فتحاوياً شرساً لا تلتهمه الإغراءات ليكون صاحب موقف وعرفاتياً أصيلاً.

اليوم وكل يوم يترجل قائد ومناضل لنجدد العهد على أمل ان نلبي استحقاق تضحياتهم عبر مسيرة النضال الوطني الفلسطيني.

من القدس التي تمضي وحيدة، من القدس التي سقطت من الأجندات الفلسطينية والعربية والإسلامية، من القدس التي اصبح ذكرها عبء على رجال الساسة، من القدس التي انهكتها بؤرات الإستيطان السرطانية، من القدس الفلسطينية العربية الى شرفاء الوطن في مخيم جنين الذين كان اول من لبى نداء القدس وأقصاها الشريف ليحملوا اروحهم على كفهم في سبيل نصرتها ... لهم جميعاً نشارككم العزاء وإنا وإياكم لمحزونون.

الى جنات الخلد يا ابا احمد ولنا وبيننا من العهد ...