شريط الأخبار

تذكر ان المنصب سيزول في يوم من الايام والرياضة نور وليست نار

تذكر ان المنصب سيزول في يوم من الايام والرياضة نور وليست نار
بال سبورت :  

بقلم الخبير اسامة الشريف

نحن معشر الرياضيين .. نتعلم الرياضة بدون الالتفات الى مضمونها الحقيقي وانعكاسها علينا من الداخل ، على اخلاقنا ، على تصرفاتنا ، على اعمالنا ، على كلماتنا ، ،وإذا كان تحليلي هذا صحيحاً فأن رياضتنا التي نقوم بها تصبح فارغة من معناها السليم ، فالهدف ليس الوسيلة وإنما الغاية ، الرسالة الكاملة هنا إن اغلب الرياضيين والمسؤولين عن الرياضة والكثير من البشر تعتقد أنها ملائكة وإنها هي الصحيحة ؟ ولا تصحو من أحلامها المزيفة الا بعد فوات الآوان وتخريب كل شيء ، النعمة الحقيقية عندما تسأل تبقى صامتاً لفترة ثم تتأنى بالإجابة ، وهكذا يكون للصمت معنى يصلنا إلى الوعي .

نحن الرياضيين .. قيمتنا الحقيقية ليست بمناصبنا او البحث عنها ، انا لا اهتم بك اذا كنت رئيس ، أو مسؤول كبير ، او صاحب نادي ، لان قيمتك بنظري في تصرفاتك ، في حكمتك ، في طريقة تعاملك ، في فهمك لما تقوم به ، في نظرتك للآخرين ، في احترامك لذاتك ، في خدمتك لابناء بلدك وليس في خدمة نفسك ، لا تنسى ان تسأل نفسك باستمرار : لماذا يحترمني الناس ؟؟ لمنصبي ام لتصرفاتي وتعاملي ؟؟!! .

اذا كان الاحترام لمنصبك فقط تذكر انه سيزول في يوم من الايام ولن ترى هؤلاء الذين كانوا يحترمونكم بعد فقد المنصب ، بل بالعكس ربما يحاربونك وينهشونك ويكونوا السبب الاكبر في تدميرك ، اما الذين كانوا يحترمونكم لتصرفاتك وشخصيتك المهذبة فان حبهم وتمسكهم بك سيزداد وسيقفون معك ، نصحتي ان لا تنظر للدينا بعيون مفتوحة لكل شيء لكي لا تعمى ، فالناس لا تضع قيمة لك وانما انت من يضع قيمة لنفسه .

 

نحن الرياضيين .. علينا ان نعكس صورة جميلة لما نفوم به ، لاننا لسنا زعران او مشاكسين او فتوات او ذئاب ننهش بعضنا البعض ، نحن مسالمين اصحاء جسدياً وروحياً واهم م نذلك خلوقين .

نحن الرياضيين .. ننظر للرياضة على انها نور وليس نار ، ربما نكون اقوياء جسدياً ولكننا ضعفاء نفسياً ، الحقائق الواضحة لكل شخص منا تعكس بعناية الأمور الواقعية ، باختصار أنها مسألة فحص وتشخيص النفس والذات الإنسانية والنظر إلى الحياة بشكل واضح .

إذا هذبت داخلك سيكون وجهك مؤدب ومهذب وودود وصافي ، وستكون جيد السمعة ومحترم امام الناس ، إما إذا اسود داخلك فيكون خارجك عكر ، وجهك شاحب يتكلم عن نفسه .. لماذا كل هذا ، ومن اجل ماذا نتعكر ، وهل تساوي الدنيا جناح بعوضة عند الله .

 

أول هذه الحقائق تترجم عادة إلى معاناة الناس كل شخص يواجه : الألم النفسي الذي يسبب له المرض العضوي ، الشيخوخة ، الخوف ، الاكتئاب ، الموت الذي يطويه تحت التراب ، أنها طبيعة الإنسان الذي يبقى ضعيفاً حتى في أيام الشباب ، الا ان الانسان يظل يقاوم ويقاوم في الحياة في العمل في البيت ، مقاومته ثابتة بسبب عناده ، بسبب شعوره السلبي تجاه الآخرين ، أحيانا يحتار بين الصواب والخطأ ، سيئ المعيشة والمزاج ، باستمرار تتدهور نفسيته بسبب تصرفاته وعصبيته تزداد وتصل إلى عدم السيطرة عليها .

هذه المعاناة تسبب لنا ألم عقلي : بسبب عدم حصولنا على الذي نريده ، ونحن نجبر أنفسنا أحيانا لتحمل أعباء الحياة ولا نتفادى القلق !.. نريد التمسك بالأشياء في عالم غير ثابت متغير باستمرار .

نحن نعيش في عالم لا نملكه أو نسيطر عليه ، ولكننا نعتقد العكس تماماً ، حتى عقليتنا الطبيعية في تغير مستمر ، نريد التعلق بالأشياء ونصر بأن تكون هكذا ، نحاول تثبيت الأشياء في مكان ليس لها ، نعارض الحقيقة باستمرار .

التأمل يبدأ برؤية الحياة بصورة أخرى أفضل من السابقة من خلال الاعتزال المؤقت عن البشر لخلق كيان متميز ومستقل .

عندما تجلس لوحدك وتتأمل الهدوء ، تقودك أفكارك في تلك اللحظة إلى : ماذا فعلت في الحياة ، هل قمت بضرر الآخرين ، من أنا ، كيف أصبحت هنا ، أو أين أنا الآن ، لاين اذهب ، انك لا تعرف حقاً ؟؟.. اترك خلفك اللوم ، عش في صمت ، لا تجعل عيونك ملوثة من النظر إلى المتاعب ، لا تجعل أفكارك شيطانية ، لا تحسد الناس ولا تحقد على احد فتقتل نفسك ، اطرد أفكارك الغير صحيحة تتدفق للخارج .

لا تفكر في شيء بتلك اللحظة إلا : بالاسترخاء ، التأمل ، التنفس ، الأحاسيس الخيرة ، لا مكان للألم والمتاعب في تلك اللحظة عيش الحقيقة النبيلة التي تبحث عنها .

تخلص من رغباتك وشهوتك وتعلق بالرغبات الحسية ابحث عن الراحة قبل البحث عن المال ، ابحث عن ثراء الروح والصحة ، اعمل لحياتك كأنك تعيش أبدا مع انك ستموت حتماً ، نحن نحتاج إلى الصحوة ، نريد إيقاف الجهل والوهم والمعاناة .

من سخرية القدر إن كثير من الناس تعطش والماء أمامها ، هناك عطش في كل شيء ، فالإنسان يظل بفطرته عطشان ويريد إن يشرب من بئر الطمع ، حقاً أنها طريق الهلاك طالما لا نشرب من ماء القناعة .

 

كل شيء مربوط اليوم بشيء واحد هو الطمع الذي يقودنا إلى السرقة والكذب الذي يزعج ويزعزع العقل ويؤذي الآخرين ، متى ندرك إن الجسم والروح أمانة ضرورية ، فلا تكون عدواني مزعج ، استيقظ من مرضك وتكلم مع الآخرين بحكمة وبدون تمرد .

بعد التأمل ننظر حولنا فتكون تجربتنا ناجحة في حياتنا ، نتعامل بطريقة أخرى ، نتكلم بهدوء ، نصحح الآخرين .. كل شيء يتغير ، نواجه أي شيء ، نرى الأمور بوضوح ، نحن نبحث عن المفاهيم وليس عن الكلمات فقط .

تعلقنا بأخطاء كثيرة سببها الجهل ، نحن لا نرى الأشياء بشكل صحيح ولذا نتعلق بها ، نخاف من التغيير ونمنعه ، نحاول السيطرة على كل شيء في حياتنا مثل العادات المتحكمة بنا سواء كانت صحيحة أم سيئة ، التأمل يشعرنا بإلاحساس بالسرور .

لذا ، هل هناك مخرج من هذا الجهل؟ بالتأكيد نعم ، إذا كانت لديك رغبة بذلك قف في وجه الجهل لتتحرر من الإحساس الخاطئ ومن الشر ، علينا البحث عن التكامل الإنساني باستمرار .

هدف التأمل هو الإيمان به من اجل الصحة والقوة والروح والرقة ، علينا إن نلصق به لا إن نحاصر بمفاهيم وآراء سخيفة ، المطلوب فقط النية والتصميم والدافع للتغيير ، راقب نفسك وتصرفاتك لتتفادى أذى نفسك .

الجهد الصحيح في موضوعنا لحظة حلول وجهة النظر المثالية الغير ممزقة أنها حالة عقلية مفيدة في الحياة اليومية ، حقاً مشاكلنا الحقيقية تافهة ، لأننا غير مدركين لكل حالة في حياتنا .

التأمل الصحيح يعيد إلينا الضوء الروحي المشرق الذي يتجاوز الأحاسيس العاطفية ، والتعلق بالجوهر لا ينحصر في الكلمات المكتوبة فقط ، أو بطبيعة العقل الملطخ بالشرور ، بل بالكامل الإنساني في النفس الإنسانية والتخلص من العقلية الخاطئة وفصلها عن الجسد ، هذه هي الشروط المهمة لقوة النفس التي يجب إن تهذب من الداخل وتؤدب من الخارج .

مواضيع قد تهمك