ضربة معلم !
كتب فايز نصار/ الخليل
للأخضر الوحداتي معزة خاصة في قلوب كل الفلسطينيين ، لأنه أصبح رمزا لإبداع رياضيي الشتات ، ونموذجا متقدما لنجاح المخيم الفلسطيني ، في حمل مشعل تراث المعذبين في تجمعات الشتات .
قبل أكثر من ثلاثين سنة ، صعد المارد الوحداتي إلى دوري الأضواء في الأردن الشقيق ، بعد السماح لفرق مراكز لشباب بالمنافسة إلى جانب الفرق الأردنية ... ومن يومها أصبح الوحدات القطب الثاني للكرة الأردنية الى جانب العميد الفيصلي ، الذي كان قبل ذلك يتنافس على زعامة الكرة الأردنية مع الجزيرة والأهلي فقط.
وخلال الثلاثين الماضية كانت العلاقات بين الوحدات ، والاتحاد الفلسطيني والأندية الفلسطينية سمن على عسل ، حيث كان الوحدات يستضيف الأندية الفلسطينية في مباريات ودية في الأردن ، وكان أول فريق أردني حل بفلسطين ، ليلعب أمام اكثر من عشرين ألف عاشق للعرق الأخضر على ملعب الحسين بالخليل ، لتتعدد بعد ذلك الزيارات المتبادلة ، التي شكلت محطات من للاتصال والتواصل الكروي ، الذي عاد بالفائدة على طرفي المعادلة .
وبعد تحسن أداء النجوم الفلسطينيين بدا الوحدات يستفيد من قدرات نجومنا الدوليين ، كما حصل مع خلدون فهد وفادي لافي ، وقبلهم مع خضر عبيد وزاهي النمري وغسان بلعاوي ، وصولا الى نجوم المنتخب الحاليين الثلاثة البهداري وكشكش والعتال .
وقد عادت العلاقة التكاملية الفاعلة بين الاتحاد الفلسطيني "وخاصة في العهد الجديد" والوحدات على الطرفين بالفائدة ، فساهم الوحدات في احتضان نجومنا في عرينه الدافيء ، وساهم نجومنا في جلب البطولات للخزائن الخضراء ، وأخر ذلك المساهمة في ظفر الوحدات بدرع الاتحاد أمام الجزيرة .
ولان الاتحاد الفلسطيني يدرك أهمية تواجد النجوم الثلاثة مع الوحدات في نهائي الدرع ، قبل مدرب المنتخب الفلسطيني موسى بزاز بعدم التحاقهم بمعسكر المنتخب ، في انتظار التحاقهم برفاق المنتخب الفدائي ، بعد انتهاء مباراة الجزيرة ، وذلك للسفر مع الفيلق الفينيقي الى عاصمة المرابطين نواكشوط ، للعب مباراة ودية ، أحسن الاتحاد الفلسطيني ترتيبها وفقا لأجندة الفيفا ، التي وضع تصورها ميشيل بلاتيني ، وملخصها ان الفيفا تخصص أياما بعينها خلال الموسم تخصص لمباريات المنتخبات الوطنية الرسمية والودية ، ويجب على الأندية خلال هذه الأيام إطلاق سراح نجومها ، وفي حيثيات القرار أن على الاتحادات المحلية أن ترتب أمورها الداخلية ، وتبرمج بطولاتها بما لا يتعارض مع هذه الأجندة الواقعية .
يعني ذلك ... أن الاتحاد الفلسطيني اتبع الأصول في ترتيب المباراة ، وأن الوحدات كان عليه أن يسرح نجوم المنتخب الفلسطيني للالتحاق برفاقهم دون جلبة ، وأن الأمر يعني فقط الوحدات والاتحاد الأردني ، الذي كان عليه أن يحسب مثل هذه الحسابات .
كان على إدارة الوحدات أن تحسن التخطيط والبرمجة ، وتتجه إلى الاتحاد الأردني طالبه تأجيل المباراة ، ولا يجوز لإدارة الوحدات ،التي طالما تعلمنا منها الدروس في التنظيم ، أن تحرم نجوم المنتخب من الالتحاق برفاقهم ، إذا كانت هذه الإدارة تدرك جيدا أهمية تواجد المنتخب الفلسطيني في ملاعب العالم ، حتى لو كانت المباراة ودية ومع منتخب أفغانستان او بنغلاديش ، لأن المنتخب الفدائي يحمل رسالة هذه الأمة ، ويرفع لواء الشعب المعذب تحت كابوس الاحتلال ، وبالتالي فمباراته أهم بكثير من مباراة شرفية على كاس الكؤوس في الأردن .
كان على إدارة الوحدات أن تحسن التصرف ، وتدرك عواقب عدم التجاوب مع مطالب الاتحاد الفلسطيني الشرعية ، لأنه لم يكن بإمكانها حتى مناقشة تأخير نجوم الوحدات في المنتخب الأردني ، ولا دقيقة واحدة لو كانت المباراة للمنتخب الأردني .
نفهم غضب الاتحاد الفلسطيني على تصرف الوحدات ، ونؤيد قرار اللواء جبريل الرجوب بعمل كل ما يلزم لضمان سفر النجوم الثلاثة ، ونقدر انتماء الكشكش والبهداري والعتال لمنتخبهم ، ونتمنى أن تنتهي الأمور عند هذه المحطة ، وتستخلص إدارة الوحدات العبر ، حتى لا تتكرر هذه السابقة ، لأن حيط الاتحاد الفلسطيني ليست قصيرة ، ولأن مصالح الوطن تبقى دائما أهم من مصالح الأندية !
نأمل ذلك .. ولا نتمنى أن نسمع مرة أخرى ما جاء في البيان الوحداتي تعقيبا على القضية ، لأنه لا مِنّة لأحد في خدمة الفريق الأخضر، الذي يشكل العنوان الكبير للرياضيين الفلسطينيين في الوطن والشتات، ولا نتمنى أن تمُّن إدارة الوحدات على نجومنا أنها تحتضن إبداعاتهم ، لأن إبداعات نجومنا ترسخت بعرق الانتفاضيين، وبهمة الرجال، بما يؤهلهم للعب مع أفضل الفرق في الأردن والوطن العربي، ولكن هؤلاء يفضلون الوحدات، الذي ينتمون لألوانه، والكل يدرك أن ما يحصل عليه نجومنا في الوحدات يستطيعون الحصول عليه هنا في أندية الدوري المحترف .
ضربة معلم .. تلك التي أقدم عليها اللواء جبريل الرجوب ، الذي تعامل مع خروج إدارة الوحدات عن العرف بكل صرامة ، وضمن وجود نجومنا ولو متأخرين في قلب الصحراء الإفريقية ، للمشاركة في رفع الراية الفلسطينية خفاقة .. حتى لو أغضب الأمر إدارة الوحدات ، التي يجب عليها ان تدرك أنه في العهد الرياضي الجديد ، لن يتم التساهل مع من يحاولون تعطيل مراكب المنتخب الوطني لحسابات ضيقة، في الوطن وفي الشتات على حدّ سواء ! وسنبقى في طليعة محبي الوحدات، رغم الغضب العارم من تصرف إدارة السيد خوري !