شريط الأخبار

مونديال العجائب.. الغدار

مونديال العجائب.. الغدار
بال سبورت :  

منتصر ادكيدك/ شبكة بال سبورت

صدق او لا تصدق.. ففي عالم كرة القدم اصبح الملوك عبيد، وبات الجنون يخيم على اجواء اللعبة بشكلها الحديث المضبوط، وبتعبير اخر "الشكل المحبط" الذي لايحتوي على ذرة ابداع واحدة.

نعم بات البرازيل ملوك اللعبة خارج السرب بفوز مستحق ومدهش من الطواحين الهولندية الساحقة التي تسير بثبات ممتع منذ انطلاق النسخة الحالية من مونديال الفوفوزيلا.. نعم انها مجنونة بصوتها ونقلت العدوة إلى نتائج المونديال، ليصيبه شئ من الجنون.

فالبرازيل بكافة نجومها وبمدربها المستقيل حاليا "دونغا" فشلوا فشلا ذريعا امام المنتخب الكوري الشمالي عندما انتهت المباراة بهدفين لهدف، كان اولها الهدف الجميل الساحر للاعب "مايكون" في الدقيقة ال55 من عمر المباراة، والجميل ان البرازيل قد تعادلت لشوط كامل امام الفريق الكوري بدون اي ابداع او لمسات سحرية من لاعبيه حتى جاء "مايكون" بتصويبة ابداعية حقق من خلالها الهدف الاول، ولولاه لبقيت المباراة على هدوئها، اي لولا الابداع لما كان الفوز، ولكن "دونغا" لم يتعلم من هذا الدرس.

وهذا باعتقادي ما كان في المباراة الاخيرة امام هولندا، فرغم الهدف المقنع من اللاعب "روبينيو" في الدقيقة العاشرة من عمر المباراة ليحقق السبق للمنتخب البرازيلي، إلا ان النتيجة لم تبق على حالها، وبشكل خاص بعد التحركات التكتيكية من المدرب الهولندي "بيرت فان مرفيك" الذي دفع باللاعب القناص "شنايدر" معطيه الثقة للتقدم وبإدارة المباراة ليحقق له الفوز بهدفين مستحقين نال على اثرهما بطاقة التأهل للدور النصف نهائي امام الاورغوي.

ففي حادثة البرازيل كانت الواقعة اقل صدى وانتشارا من مثيلتها في واقعة راقصوا السامبا الذين سحقوا امام الماكنات الالمانية الحديثة، والتي تم تزيتها من قبل المدرب الهادئ "لوف" والذي ادار اللقاء بكل براعة تكتيكية ليثبت ان الخبرة الكروية لا يمكن ان يتم تدريسها بعدة اشهر عبر مدرب خاص كما فعل نظيرة الارجنتيني الشهير "مارادونا".

هناك في واقعة ملعب "غرين بوينت" كانت الاهداف تنهال مثل المطر في مرمى الحارس الارجنتيني الذي فقد التركيز بعد ان ترهل الدفاع الارجنتيني واصبح ممرا سهلا للاعبي المنتخب الالماني ليسجل اللاعب الهداف "ميروسلاف كلوزة" هدفين ولا اروع، وبعد الفاتحة المذهلة من اللاعب الصغير "توماس مولر" في الدقيقة الثالثة، ليؤكد "لمارادونا" بأنه ليس جامع كرات حول الملعب كما قال عنه، بل هو هداف في المباراة وباسرع الاهداف.

وهنا وجب الوقوف ايضا على جنون الكرة في المونديال الافريقي الاول وبشكل خاص عند مباراة المنتخب الاسباني والمنتخب البرغواني اللذان قدما مستو عجيب غريب بعد اضاعة ركلة جزاء من كلا الفريقين بفارق دقيقة واحدة بين الضربتين، وكذلك بالغاء الحكم لهدف صحيح للمنتخب البرغواني وفي المقابل تمكن المنتخب الاسباني من تسجيل هدف في الدقائق القاتلة بقدم اللاعب المبدع في هذه النسخة "ديفيد فيا".

في الختام لم تتحقق اي من التوقعات الصحيحة في هذا المونديال لمختلف المنجمين والفتاحين والمحللين في عالم كرة القدم كما قالوا او كتبوا ما قبل المونديال، واعتقد بأن هذا المونديال يجب ان يدون في التاريخ باسم مونديال العجائب وليس مونديال جنوب افريقيا، واشعر بان السحر الافريقي قد تغلغل في هذا المونديال ليقلب الملوك عبيدا ويحول الراقصين إلى ساكرين بعد هذه النتائج المفجعة.

مواضيع قد تهمك