شريط الأخبار

مونديال الفريق وليس النجوم

مونديال الفريق وليس النجوم
بال سبورت :  

كتب عادل صياد / الجزائر

كشف مونديال جنوب إفريقيا 2010 أن النجوم لا تصنع الفريق ولا تحقق النتائج، وأن الرهان الحقيقي ينبغي أن يكون على الفريق، وعلى طريقة لعب جماعية وروح انضباطية عالية، وتطوير مستمر لحاسة الفوز، ولنا في الفريق الألماني خير مثال على ذلك، فلقد سحقت ماكينة المدرب الأنيق، جواكيم لوف، كتيبة نجوم ''كابيلو'' بواقعية وأداء جماعي لا يؤمن بالفرديات· وتمكّن الفريق ''الغاني'' بفضل لعبه الجماعي المتميّز من إهانة أمريكا وإخراجها من الباب الضيق؛ ولعلّ مفاجآت أخرى من العيار الثقيل ستشهدها المواجهات القادمة لإعلان عهد جديد في كرة القدم، وطيّ صفحة النجوم إلى الأبد.

الفريق الأرجنتيني بقيادة الساحر ''مارادونا'' يكون قد تفطّن للأمر، فلم يبن لعبه على الأسطورة المتحرّكة ''ميسي'' بل على روح الفريق وتلاحمه، فنجح ''هيغوين'' في تسجيل أربعة أهداف كاملة وحاسمة في مسار المنافسة فيما كانت الأنظار كلّها متّجهة لميسي، وكذلك أبهر اليابان بطريقة لعب جماعية كما لو كانت لعبة ''بلاي ستايشن'' وأبدع ''هوندا'' في لعب حلقة الوصل بين كلّ الخطوط كما لم يبدع قبله أحد.

وكم أشعر بالحزن لعدم استثمار سعدان في روح الفريق، والذهاب به إلى أقصى حدود الحلم المونديالي، خصوصا وأنّ كلّ شروط النجاح كانت متوفّرة، لقد ظلّ المدرّب يراهن على نجمه ''زياني'' ويبني عليه خطّة اللعب في وقت كان الجميع يعرف أنّ اللاعب منقوص بدنيّا وذهنيّا، وكان يلعب بحوالي ربع إمكاناته، ولذلك فشل الفريق في الوصول إلى التهديف لمجرّد أنّ زياني لم يقدّم الكرات التي تبحث عن اللمسة الأخيرة.

وخروجنا من المونديال بصفر هدف (التهديف أهمّ شيء في كرة القدم) ليس معناه أنّنا لا نملك خطّ هجوم كما يعتقد الكثير من المحلّلين الرياضيين، بل لأنّنا لا نملك تلك الروح الجماعية التي صنعت الفارق في التصفيات أمام مصر، وأمام كوت ديفوار في أنغولا·· روح لا تؤمن بالفرديات وجاهزيتها الأبدية لتحريك ماكينة الإنتصار قدر إيمانها بأنّ الفريق كتلة واحدة وليس فيها لاعب أساسيّ وآخر احتياطي على الطريقة التقليدية التي يؤمن بها سعدان·

مواضيع قد تهمك