القدس – وكالة بال سبورت / في زيارة لمستشار رئيس الوزراء الفلسطيني للشؤون الرياضية جيروم شامبين لدورة الأادارة الرياضية التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم بالشراكة مع جامعة بير زيت والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، حيث قدم شامبين محاضرة عامة عن المراحل التي مر بها تطور كرة القدم والاتحاد الدولي للعبة في العالم، وتحدث شامبين عن الوضع الفلسطيني الحالي، وعن الخطوة الجريئة التي اتخذها رئيس الاتحاد الفلسطيني للعبة اللواء جبريل الرجوب، واصفا هذه الخطوة بالجريئة، ومؤكدا بأن الضغط الذي اوقعه اللواء الرجوب على كاهل الاندية المحترفة هو امر كان لزاما عليه القيام به لتحقيق هدف الوصول لدوري المحترفين، والامر الذي لم يكن ليتحقق لولا قيام الرجوب بالضغط.

اسباب تأسيس اتحاد كرة القدم العالمي "الفيفا"

وبدأ شامبين بالحديث عن الوضع العام لكرة القدم في العالم، وعن الاسباب التي دفعت محبي كرة القدم للعمل على تأسيس الفيفا، والتي قسمها إلى الاسباب التالية:

اولا: تنظيم لعبة كرة القدم في جميع اتحاء العالم.

ثانيا: لتطوير اللعبة من خلال القوانيين والفنيات والمستوى العام.

ثالثا: تقوية الاتحادات الخاصة بالدول في اللعبة وتعزيزها بالشرعية والقوة الدولية لتحسين المستوى العام.

رابعا: اختراع وابتكار المسابقات والبطولات الدولية المختلفة.

وقال شامبين ان الاوضاع العامة في الأتحاد الدولي كانت صعبة جدا، موضحا انه في العام 1947 كان يعمل في الفيفا ثمانية موظفين فقط، وكان لديهم رصيد صفر من النقود، مع التأكيد ان الفيفا كانت تعتبر مؤسسة صغيرة جدا، وكان رئيس الفيفا آنذاك يستدين النقود لدفع المستحقات.

واوضح شامبين ان الفيفا يعمل في مكاتبها الان المئات من الموظفين، وتنظم العديد من المسابقات العالمية في اللعبة، وهنالك بطولات حديثة للاعبين تحت سن 17 و18 عاما، والاهم ان ما يحدث في البطولات الاوروبية قد اثبت التطور في اللعبة، ولهذا السبب تتطور الفيفا.

وقال شامبين ان هنالك العديد من مصادر الدخل التي تحصل عليها الفيفا من عائدات البث التلفزيوني عبر المسابقات المختلفة، ومن خلال الشعارات والمشاركات العالمية المختلفة التي تدر الرسوم على الاتحاد.

موضحا بأن التطور السريع الذي تعرض له الاتحاد الدولي لكرة القدم قد دفع القائمين عليه باستقطاب الخبرات الرياضية والادارية المختلفة لتنظيم اللعبة وتطويرها، واحكام ادارة المشاريع الخاصة بالاتحاد وتنظيم بطولاتهة بافضل صورة.

اسباب انتشار كرة القدم

وبخصوص انتشار كرة القدم أوضح شامبين ان الدخل العام للاتحاد الدولي من خلال النقل التلفزيوني قد تضاعف عشرات الاضعاف في الفترة الاخيرة، واضاف ان الموقع الخاص بالاتحاد الدولي على شبكة الانترنت قد تم تصفح أكثر من بليون صفحة منذ انطلاق فعاليات كأس العالم في جنوب افريقيا.

وعن اسباب انتشار اللعبة في العالم أضاف شامبين ان كرة القدم قد انتشرت لعدة اسباب رئيسة اهمها:

ان كرة القدم هي اللعبة الارخص عالميا التي لا مجال لحجبها عن الجمهور، والقوانين سهلة لعامة الجمهور الرياضي ايضا، وكذلك فإن كرة القدم هي سهلة التحديد ويمكن استخدام اي ساحة لممارسة اللعبة، والاهم انه لا يمكنك ان تلعب كرة السلة ان كنت قصيرا، بالمقابل العكس في كرة القدم، وكرة القدم هي رياضة لجميع الاحجام والاعمار، ولهذا كرة القدم تنتقل بشكل سريع لجميع الدول العالمية.

واكد شامبين ان احد الاسباب الرئيسية لأنتقال اللعبة في العالم، والذي تمثل من خلال الجنود البريطانيين الذين نقلوها عبر الطيران البريطاني في معسكراتهم المختلفة، ومن بعد ذلك كان للتكنولوجيا دورا مهما في نقل وتطوير اللعبة في العالم، وكأس العالم الاولى نقلت في العام 1946 من سويسرا ولم تصل لجميع المتابعين لطبيعة الاوضاع الاقتصادية والانتشار التكنولوجي في تلك الفترة، اما في الثمانيات والتسعينات فبدأ عصر جمع النقود من الفضائيات في العالم وعصر الانتشار للنقل التلفزيوني والبث في العالم، وما يعزز ذلك هو الفروقات الكبيرة في القيمة المادية التي اكتسبتها الفيفا من البث التلفزيوني ما بين الاعوام 2002 والعام 2006.

السياسة وكرة القدم

فلقد اوضح شامبين ان الفيفا ومنذ تاسيسها في العام 1904، كان لا بد إلا وان تختلط كرة القدم مع السياسة في العالم، مستخدما مثالا لما حدث من خلط رياضي سياسي بعد انتصار الفريق الهندي على الفريق البريطاني في العام 1911، الامر الذي انتشر في الهند ليصل جميع المناطق الهندية في تلك الفترة، والذي تحول لفكرة الفوز بالرياضة يعني الفوز في السياسة.

مستشهدا بهذه الافكار للفائدة منها ولعكس الوضع العام الافريقي وكيفية خلق جو من التحدي السياسي الاجتماعي، والعمل بشكل جدي من قبل الفيفا لتطوير جنوب افريقيا بالمرافق الرياضية وتأكيد قدرتها على استضافة كأس العالم.

واضاف شامبين ان جميع الدول تهتم بكرة القدم وتحاول الانضمام لعضوية الفيفا، وذلك لتغطية الجانب السياسي والنفسي لاهمية وجود اتحاد وطني للعبة الشعبية الاولى في العالم، ولهذا كرة القدم تحتوي على القوانين والقواعد الخاصة، وهذه النقاط تعتبر هي المفتاح الرئيسي للعمل في العالم الرياضي.

الوضع الفلسطيني الحالي

قال شامبين ان الوضع الحالي في فلسطين تغير وهو أفضل من السابق، والاتحاد والقائمين عليه قد تغيروا، وهنالك امكانية للتطور، مشيرا إلى ان الفيفا تعمل حاليا على بناء ملعبين جديدين الاول في بورين والثاني في بيت فوريك بالاضافة لعدد من الملاعب في قطاع غزة من خلال مشروع الهدف التابع للفيفا.

واضاف شامبين بأن على الاتحاد الفلسطيني الاستمرار بالحفاظ على المستوى الحالي والسرعة في العمل، لان البعض يعتقد بأن الاتحاد الفلسطيني يجب ان يبطئ بالعمل، ولكن اعتقد انه في بعض الاحيان نحن بحاجة للضغط للوصول للهدف.

وعن فكرة اللعب على ارض فلسطين والدور الذي على الفيفا ان تمارسه بالضغط على الاندية والمنتخبات العالمية في الحضور لفلسطين، وما يقابله من دور للفيفا في اجبار الاندية العالمية او المنتخبات للحضور واللعب مع اندية ومنتخب يقبع تحت الاحتلال، حيث قال شامبيون نحن نعمل بشكل جدي لتطوير اللعبة والانطلاق بها بشكل افضل في فلسطين، وسيكون هنالك دور ايجابي دائما للفيفا في دعم الكرة الفلسطينية والاتحاد الفلسطيني كما هو الامر القائم، اما بخصوص حضور الاندية للعب مع الاندية الاسرائيلية، فذلك بسبب الامكانيات الاسرائيلية وطبيعة البنية التحتية الاسرائيلية والمستوى الرياضي العام لديهم.

مؤكدا شامبين ومكررا ان ما قام به اللواء جبريل الرجوب من ضغط واصرار على انطلاق دوري المحترفين هو بالامر الصائب الذي يهدف لتطوير الكرة الفلسطينية، ولهذا الجميع يؤيد ما يقوم به "ابو رامي" حاليا.

مضيفا ان هنالك العديد من التناقضات في الرياضة الفلسطينية، والسرعة في اعداد مشروع الاحتراف كانت واضحة، ولكن من الواضح ان السرعة ستولد العمل والتطور، ولهذا نحن ندعم ملف الاحتراف الحالي الذي يقوم به الاتحاد الفلسطيني للعبة.

الكابتن هني ثلجية:

وفي سؤال لكابتن المنتخب النسوي هني ثلجية عن التطورات التي يمكن ان يتم احداهها على الكرة النسائية قال شامبين "اعتقد بأن هنالك العديد من الامور الخاصة بالرياضة النسائية في فلسطين، وبأن الاتحاد الفلسطيني سيعمل دائما بشكل جدي على تطوير الكرة النسائة، مضيفا بأن الايام القادمة ستحمل العديد من المشاريع الخاصة بالرياضة النسوية، ومعربا عن سعادته لوجود منتخب فلسطيني نسوي بمستوى جيد ويمكنه المنافسة على الصعيد العربي.