مونديال العجائب.. الفوفوزيلا
منتصر ادكيدك
غريب امر الفرق الكبيرة في هذه النسخة الافريقية الطابع واللون من كاس العالم، فالكل يتعرقل ويقع في فخ الفرق الصغيرة والفرق صاحبة الانجازات المحدودة، والعجيب ان الفرق الكبيرة اللامعة والتي كانت قد ترشحت لتكون احد اهم الاقطاب الضاربة في النسخة ال 19 من الكاس العالمية، قد صعقت بدفاع حديدي لم تكن تواجهه في المباريات الودية ولا الرسمية، اما الزلزال المدوي في نسخة الفوفوزيلا المزعجة، فهو ما حدث وما كان في مباراة المنتخب الاسباني امام نظيره السويسري الذي تفوق على نجوم الكرة العالمية بهدف مقابل لا شئ، وكان بمقدوره تسجيل الهدف الثاني لولا القدر والعارضة التي منعت ذلك، لتؤكد الساعات السويسرية بأن الوقت قد حان لتدق طبول النصر ولتوزع الشوكولاتة السويسرية اللذيذة على اهل البفارا بفارا.
وهنا كان لا بد من الوقوف على المستوى العام للمنتخبات العالمية المشاركة منذ انطلاق هذه التصفيات، فالحشد المشارك قد تحصن بالعديد من الاسماء اللامعة في سماء الفرق العالمية، ولكنها وبوجهة نطري قد صعقت جميعها بالمستوى العام الذي قدم في هذا الدور الاول الذي لم يمتعنا به حتى الان سوى الفريق الالماني وبعض ما قدم من الفريق الارجنتيني الخجول بالتهديف.
نعم ان ما حل في المنتخب الفرنسي امام اورغواي، ومن بعدها ما نقل من فيروس تواضع الاداء للفريق الانجليزي اما المنتخب الحديث السريع "المنتخب الامريكي" كان له الدورالكبير في انعكاسات الافكار السلبية والحرارة التشجيعية للجماهيرة المختلفة، وكذلك لشريحة كبيرة من المحللين الرياضيين الذين توقعوا ان تكون البدايات صعبة على الجميع " وبشكل خاص اللقاءات الافتتاحية" ولكن لم يكن التوقع يصل إلى تعال انجلترا امام المنتخب الامريكي وخسارة الاسبان امام المنتخب السويسري.
والامر الاخر هو ما حل في المنتخب اليوناني الذي تلقى مرماه هدفين جميلين في الدقيقة السابعة من كل شوط من اشواط المباراة، ليحصر المنتخب الكوري الجنوبي اداء اليونانيين في بداية كل شوط ويهبط عزيمتهم على التواصل والتسجيل، وبنفس الاسلوب كانت نتيجة اليابان امام المنتخب الكاميروني وتصريحات اللاعب الاشهر في القارة السوداء " صامويل ايتو" الذي كان يتحدى بأن فريقه لديه القدرة بالحصول على اللقب العالمية الاغلى، ولكنه توقف عن الحديث بعد الهدف المميز الذي سجله اللاعب الياباني يوكي آبي في الددقيقة 39 من عمر المباراة لتتوقف الرقصات الكاميرونية حتى الدقيقة ال90 من عمر المباراة.
وفي اخر مثال لعجائب هذا المونديال وما قدمه المنتخب البرازيلي من اداء اما المنتخب الكوري الشمالي الذي اجبر لاعبي السامبا الذهبيين بالصوم عن التهديف في الشوط الاول، واثبت بأن لديه دفاع متين وقوي، ولكن التسديدة الذكية من اللاعب البرازيلي مايكون الذي سدد الكرة بخدعة بصرية للحارس الكوري الشمالي، ليفتتح المباراة امام منتخب بلاده في الدقيقة العاشرة من عمر الشوط الثاني وليحول الاداء لعدة دقائق لفريقة مع تسجيل الهدف الثاني للمنتخب البرازيلي، الا ان الارادة الشمالية قاومت حتى النفس الاخير لتسجل هدفا غاليا في مرمى البرازيليين في الدقيقة 89 من عمر المباراة.
والملاحظ بعد مرور سبعة عشر مباراة من هذه التصفيات النهائية، ان الفرق حديثة التأهل والتي ليس لديها الانجازات العالمية الكبيرة في البطولة، تمتلك تنظيم دفاعي ممتاز، وتلعب بتكتيك الهجمة المرتدة وتعمل على تطبيقها باحترافيات عالية، ويشعرونك بأنهم مقاتلين يريدون ان يثبتوا عكس الفكرة الدارجة في العالم الكروي بانهم منتخبات ضعيفة وليس لها نصيب من الكعكة، بل اكدوا بأنهم منافسين اقوياء ويمكنهم التحدي والاصرار على بلوغ اعلى المراتب من هذه التصفيات النهائية العالمية.
في النهاية لم ينتهي الدور الاول ولم يبدأ المونديال بعد بالشكل الحقيقي، فمعظم المباريات افتتاحية، وهنالك العديد من الاحداث المشوقة التي تنتظرنا والتي تخبئها لنا الايام القادمة في الدوري الثاني وما بعده.
لكن بات من الواضح ان المونديال الأفريقي اللون للمرة الأولى في العالم ، سيخرج لنا فرقا جديدة لم تكن ضمن مصاف كبار أبطال المونديالات السابقة الذين كانوا يتحاصصون الكعكة مسبقا ضمن السياسة المونديالية الغريبة العجيبة، فكما هي الأرض المونديالية جديدة علينا ستكون هناك فرق تضاهي راقصي السامبا، والماكينات الالمانية كما ظهر في لقاء اسبانيا أن الساعات السويسرية أظهرت عراقتها التاريخية على أصحاب الباع الطويل في الكرة ومحاربة الثيران" ولو بهدف سويسري- افريقي ايضا".