الآنصار.. ينتصر للقدس بالتأهل للممتازة "ب" ويحجز اسمه بين الكبار
القدس –منتصر ادكيدك/ لم يأت تأهل فريق أنصار نادي القدس إلى مصاف أندية الدرجة الممتازة "ب" بكرة القدم وليد صدفة أو ضربة حظ، بل كان نتاج جهد وعمل ومثابرة استمر لسنوات طويلة، ومر بمراحل عديدة ومتعددة حالفها التوفيق في بعض المرات وخذلتها الظروف مرات أخرى، إلى أن تحقق الحلم وعن كل جدارة واستحقاق، والأجمل من ذلك كله أن الضربة التي تلقاها النادي في نهاية دوري موسم 2008/2009 وهبوط الفريق في الأولى "ب" لم يفت من عزم النادي بل زاده صلابة وقوة وإصرار على العودة للموقع الطبيعي، فكان الاستعداد بحجم الانجاز وكانت الهدية بحجم العطاء، (بهذه العبارات استهل المشرف الرياضي لنادي الأنصار المقدسي "انصار القدس" ياسين الرازم حديثه معنا، وأضاف الرازم بدأنا مرحلة الإعداد للدوري مطلع شهر 10/2009 بتجميع عناصر الفريق والتركيز على الإعداد البدني وفق الخطة التي أعدها المدير الفني فراس العباسي، والذي لم تبخل عليه الإدارة ووفرت له كل اللوازم الضرورية رغم الوضع المالي الصعب للنادي وبعد انتهاء مرحلة الإعداد البدني بدأت مرحلة الإعداد التكتيكي والفني ولزم الأمر لإجراء عدد من المباريات الودية والهدف منها كان استكشاف مواطن القوة والضعف في الفريق ومدى حاجة الفريق للاعبين الجدد لشغل الأماكن الشاغرة خاصة بعد اعتزال ورحيل عدد كبير من لاعبي النادي والاعتماد الكلي على اللاعبين الشباب والناشئين.
احصائيات للفريق خلال فترة الدوري الماضي:
خاض الفريق (17) مباراة ودية تحضيرية للدوري على جميع الملاعب المتوقع أن يجري عليها الدوري وبهدف تعريف اللاعبين على هذه الملاعب سيما وان غالبيتهم لم يلعبوا عليها.
فاز الفريق في (9) مباريات مع الاندية التالية: شباب الرام، بيت جالا، واد فوكين، ثقافي البيرة، بيت عور، شعفاط، عطارة، الثوري والفوار.
تعادل الفريق في (7) مباريات مع الاندية التالية: العيسوية، إسلامي سلوان، حوسان، حطين، بيت عنان، أم طوبا وبني نعيم.
ولم يخسر الفريق إلا في مباراة واحدة وكانت الثانية في مرحلة الإعداد امام نادي طارق بن زياد.
سجل الفريق (36) هدفا ومنيت شباكه ب (16) هدفاً.
سجل المهاجم احمد جابر (15) هدفاً بمفرده وتوزعت الأهداف الأخرى على (12) لاعب منها (6) أهداف للاعب المعار من مركز مخيم شعفاط بهاء علقم.
مباريات الدوري:
خاض الفريق (6) مباريات في الدور الأول ضمن المجموعة الخامسة، وكانت المباراة الأولى هي الأصعب وفاز بها الفريق على سنجل 2/1، قبل أن يخسر المباراة الثانية امام بني نعيم 2/1، ومن ثم فاز على اليامون 8/1، وعلى فصايل 3/1، وعلى أهلي بلاطة 4/0، وعلى دار صلاح 2/0، ليحتل المركز الثاني في مجموعته برصيد (15 ) نقطة وخلف المتصدر بني نعيم بفارق نقطة واحد ما آهل الفريق إلى دور ال (16) وتقابل مع شباب ترقوميا وفاز عليه 1/0، وفي المباراة الأخيرة المؤهلة للممتازة "ب"، حيث فاز على مركز نور شمس 4/0، وسجل الفريق (25) هدفاُ واهتزت شباكه (5) مرات فقط، وقبل أن يختم الرازم حديثه قال أن التكلفة الإجمالية للدوري فاقت مئة وخمسين ألف شيكل منها ما يزيد عن الخمسين ألف شيكل ديون من بعض الأصدقاء ومستحقات للاعبين، وان المرحلة القادمة لا شك ستكون أكثر صعوبة وتحتاج إلى تضافر كافة الجهود وتوسيع دائرة وشبكة العلاقات والبحث عن ممولين أو رعاة للفريق حتى يتسنى له المشاركة بدوري الممتازة "ب" صيف هذا العام.
أسامة أبو الحلاوة / المدرب العام للفريق:
من جهته قال اللاعب السابق والمدرب العام للفريق أسامة أبو الحلاوة أن ما ميز الفريق خلال الدوري وخلال فترة الاستعداد هو روح الفريق الواحد والعلاقة الأسرية بين اللاعبين والجهاز التدريبي ومتابعة الدائرة الرياضية لكل صغيرة وكبيرة، وعن الجهاز التدريبي قال انه تشكل من فراس العباسي مديراً فنياً وزاهر النمري مدرباً للحراس بالإضافة إليه كونه كان يشغل دور المدرب العام للفريق، وعن العلاقة بين عناصر الجهاز التدريبي قال أنها كانت علاقة مبنية على التفاهم وتوزيع المهمات بدقة متناهية والكل فينا غلب المصلحة العامة للفريق على أية مصلحة أو وجهة نظر شخصية وضرب مثالاً على ذلك أن ابنه منذر لم يلعب في أية مباراة في الدوري، كما وأثنى على عطاء وإخلاص اللاعبين وقال كنت أرى الفوز في عيونهم قبل المباراة و خاصة كابتن الفريق أسامة أبو ربيع الذي كان مثالاً للانتماء والإخلاص والعطاء كما أن نجاح النادي في استقطاب عدد من اللاعبين ساهم وبشكل كبير في تأهل الفريق وخاصة علاء السعدني ومحمود الأعرج وبهاء علقم وسالم سلامة والذين شكلوا إضافة نوعيه وهامة للفريق الذي تألف من مجموعة من الشباب والناشئين.
وحيا أبو الحلاوة الجنود المجهولين والذين وقفوا خلف تحقيق هذا الانجاز وهم أعضاء الدائرة الرياضية ياسين الرازم،هاني الكركي،موسى دجليلي،حسن صوان إلى جانب عضوي الإدارة محمد أبو ناب وسامي أبو الحلاوة وبعض الأصدقاء من أبناء النادي يوسف الكركي، محمد حنن، عبد الله أبو سنينة، محمد أبو صبيح ونعيم بختان، ويذكر أبو الحلاوة موقف حساس تعرض له الفريق قبل خوضه للمباراة الأخيرة مع مركز نور شمس والذي تمثل في الاختيار الصعب بين اللعب على إستاد ماجد اسعد أو بلدية نابلس والطريف في الأمر أن الدائرة الرياضية اختارت اللعب على ملعب نابلس البلدي رغم بعده عن القدس وقربه من طولكرم لان ملعب نابلس كما يقولون (فال خير) فقد حقق الفريق انتصارين على أرضه امام سنجل واليامون وتعزز بثالث امام نور شمس، رغم أن هذا الملعب شهد مأساة للنادي عام 1994 كان أبو الحلاوة احد ضحاياه ومن المفارقات أن الفريق سجل في نابلس (14) هدفاً أي أكثر من مجموع ما سجله في الملاعب الأخرى.
المهاجم / احمد جابر:
يقول المهاجم احمد جابر بذلت الدائرة الرياضية والجهاز التدريبي جهوداً كبيرة جداً لاستقدام مهاجم للعب إلى جانبي بالفريق ولكنها لم تنجح في التعاقد مع احد المهاجمين حتى قبل أيام قليلة من بدء الدوري، ما زاد الحمل علي لعدم وجود مهاجم أخر ولانشغال المهاجم الشاب مهند الماني بامتحانات الثانوية العامة وما زلت أعاتب نفسي على خطأ جسيم ارتكبته قبل المباراة الأولى مع سنجل بيومين عندما لعبت دون علم الجهاز التدريبي مباراة مع احد الفرق الشعبية وأصبت خلالها ولم أتمكن من تقديم إي شيء يذكر في المباراتين الأولى والثانية إلا أن الجهاز التدريبي منحني الفرصة مرة أخرى في مباراة اليامون وشاركت في الشوط الثاني وسجلت أربعة أهداف متتالية أعادت لي الثقة بنفسي والحمد لله، ويضيف جابر أعجبني جميع اللاعبين وخاصة الحارس حسين أبو قلبين الذي كان يشكل لنا أمانا وثقة كبيرتين رغم عدم كفاية خبرته كما كان المدافع أمير أبو التين رجل كل المواقف وكل المباريات وأتوقع مستقبلاً باهراً للشاب محمد حمد الذي قدم الكثير بالدوري واستفاد كثيراً من اللعب في الوسط إلى جانب انجح صفقات النادي علاء السعدني، وان عودة شادي الجعبة من أهلي الخليل بعد انتهاء فترة إعارته أفادت الفريق كثيراً، ولم يخف جابر انه كان يغار من زميله المخضرم أسامة أبو ربيع الذي حل مكانه في المقدمة وسجل سبعة أهداف حاسمة بالدوري وهذا ما دفع بجابر ليقول كلمته امام نور شمس ويسجل هدفين يعتبرهما أغلى ما سجله من أهداف في حياته، وقدم جابر شكره للمدير الفني فراس العباسي الذي منحه الفرصة الكافية للعب في خط الهجوم رغم انه كان طيلة حياته الرياضية يلعب في الوسط وقال أن تسجيلي لخمسة عشر هدفاً في المباريات التحضيرية ولسبعة أهداف في الدوري دليل واضح على أن العباسي والجهاز الفني كانت لهم نظرة ثاقبة للأمور، وعن المرحلة القادمة أسف جابر لقرار الاتحاد بمنع الاستعانة بلاعبي الداخل الفلسطيني وقال أن الأصح هو استقطاب هؤلاء اللاعبين للدوري الفلسطيني وفق آلية واضحة وصارمة بدل حرمانهم من فرصة اللعب بين أبناء شعبهم وخاصة اللاعبين الذين التزموا التزاماً كاملاً مع أنديتهم في الدوري الفلسطيني ويفضلون البقاء وعدم العودة للدوري الإسرائيلي.