شريط الأخبار

مقال لم ينشر للزميل الراحل تيسير جابر

مقال لم ينشر للزميل الراحل تيسير جابر
بال سبورت :  

القدس- وكالة بال سبورت/ كان زميلنا الراحل تيسير جابر " ابو حمزة" غزير الأنتاج صاحب قلم سيال، يتجاوب مع من يطلب منه الكتابة، فكان كاتبا ملتزما في مجلة السيارات التي تصدر عن الاتحاد الفلسطيني لرياضة السيارات والدراجات النارية، ولكن تأخر صدور العدد لأسباب فنية حال دون ان يرى هذا المقال النور في المجلة، فارتأى الصديق خالد قدورة ان ينشر هذا المقال في الصحف والمواقع الالكترونية الفلسطينية في الذكرى الاربعين لرحيل زميلنا تيسير، وفي اليوم الذي تنظم فيه رابطة الصحفيين الرياضيين الفلسطينيين حفل تأبين للراحل في مسقط رأسه مدينة جبع " الجنينية"، وقال قدورة ان نشرها في هذه المناسبة تقديرا وعرفانا منا الى روحه الطاهرة .

"الحل" الكوري للمخالفات ؟!

بقلم الراحل : تيسير جابر

مرة اخرى تقدم لنا السيارة برهانا على أنها عامل من أهم العوامل الفاعلة في المجتمع ، أي مجتمع، تغيّر فيه حياة الناس في تصرفاتهم وطرق تفكيرهم واسلوب تعاملهم مع الآخرين ، حتى لو لم تكن هي " البطلة " ، بل ما يدور حولها ويتعلق بها .

فلقد قرأت أخيرا تحقيقا عن مخالفات السير في كوريا الجنوبية أدهشتني أيما دهشة، يقول التحقيق إن الكوريين يرتكبون بسياراتهم مخالفات لا تعد ولا تحصى ، الى درجة ان الحكومة لم تستطع وضع حّد لها ولا ردعها ولا حتى التقليل منها رغم محاولتها بشتى الوسائل والقوانين، ومنذ سنوات طويلة ، خصوصا بسبب النقص في رجال الشرطة الكفيلين بضبط هذه المخالفات التي تعد بعشرات الآلاف يوميا، فما العمل ؟

فكرة جهنمية خطرت على بال الحكومة لمواجهة هذا النقص، فقد عرضت جائزة مالية تعادل ثلاثة دولارات لكل من يقدّم الى الشرطة برهانا أو وثيقة على مخالفة شخص ما لقوانين السير وخصوصا عدم احترام الإشارات الضوئية .

وكالعادة هناك دائما من يعرفون كيف يستغلون الاشياء لكسب المال، فقد أخذ بعض الكوريين يقفون على المفارق والساحات الرئيسية وفي ايديهم آلات تصوير وكاميرات يصورون بها السيارات التي لا تعير الاهتمام للضوء الأحمر، ويقدمون الصورة الى رجال الشرطة لنيل الدولارات الثلاثة .

وبسرعة البرق انتشر الخبر مع تكاثر المخالفات والدولارات، وانتشرت آلات التصوير على المفارق الكبيرة والصغيرة الى درجة أن أحدهم صوّر في شهر واحد تسعة آلاف مخالفة درّت عليه 27 ألف دولار !

ومع تطور العملية وانتشار "هواة " تصوير المخالفات، فقدت آلات التصوير وكاميرات الفيديو من الاسواق وخصوصا العدسات المكبرة التي تصور عن بعد ، وارتفع سعرها واصبحت تباع في السوق السوداء ، كما انتشرت الدروس الخصوصية التي تعلم فن التصوير السريع والخاطف .

طبعا مثل هذا القانون لا بد أن يلغى ، لأن فيه الكثير من السلبيات، العنصر الايجابي الوحيد فيه هو أنه جعل مئات العاطلين عن العمل مصورين محترفين !

ولكن من سيصورون بعد الإلغاء، حتما ستجد لهم الحكومة ، صاحبة الافكار الخلاقة ، وظيفة جديدة .

آخر الكلام : كسرة خبز ليست شيئا مهما لكنها مع ذلك تساوي كل شيء بالنسبة لمتشرد يتضور جوعا .

مواضيع قد تهمك