الحكم صابرين مناصرة: أنافس الرجال على التحكيم وأعمل سائقة تاكسي
بيت لحم- مقابلة أجرتها رشا العزة/ حينما تشتد المعاناة توضع الإرادة في موضع الاختبار, فإما الخضوع للأمر الواقع وإما شحذ العزيمة لإيجاد مخرج لإنهاء تلك المعاناة , ولكن صابرين مناصرة لم تكن أسيرة الظروف رغم أنها اما وزوجة ومدرسة الا أنها أصرت على النزول لساحتين احتكرهما الرجال ... ميدان التحكيم بكرة القدم وسياقه تاكسي عمومي , فتنافس الرجال سواسية لكسب معيشتها بكرامة وشرف, من هنا نقول مؤكدين ان صابرين تستحق احترامنا لتميزها وتفردها , بل وتقديرا لكثيرين من أمثالها اللواتي ينتظرن الفرصة...
وحكايتها بدأت خيوطها تنسج من قرية واد فوكين/ بيت لحم ... واكتملت بتحقيق الحلم وإصابة الهدف ...
هي امرأة حق لها أن تكون مثالا لكل النساء ، ولا زالت تجتهد في حياتها لتحقق مزيدا من الانجازات غير المسبوقة ... لم تحرم نفسها من حقوقها في الحياة فهي ام جديرة بأمومتها لطفلين , و هي زوجه يفتخر بها زوجها , وكان لنا وقفة تأمل ولقاء صريح مع صابرين .. لنقرأ
عرفينا بنفسك ؟
صابرين مناصرة ، من قرية واد فوكين بمحافظة بيت لحم ، عمري 32 سنة ، أم لطفلين ابن وعمره 9 سنوات وابنت وعمرها 5 سنوات , حاصلة على دبلوم تربية رياضية واعمل مدرسة رياضة ، واحمل شهادة في التصوير الفوتوغرافي , وشهادة اولية في تحكيم مباريات كرة القدم النسوية وشهادة سياقة تاكسي عمومي .
ما قصة التاكسي العمومي وعملك على خط رام الله - بيت لحم ؟
لقد عشت ظروفا اقتصادية صعبة ، حاولت أن انهض بأسرتي كي نستطيع العيش بمهنة ثابتة ، عملت لفترة مؤقتة ضمن برنامج البطالة الذي تقدمه لنا وكالة الغوث ومع قرب انتهاء عقدي معهم كنت بأمس الحاجة لخطوة بديلة تمكنني من الاستمرار ، تنامت عندي فكرة قيادة التاكسي فحصلت على الرخصة العمومية وعلى الفور عملت على تاكسي يعود لقريب لي وأحاول ان اثبت أن للمرأة الفلسطينية قدرة على صنع الانجازات .
كيف تقبل زوجك والمجتمع هذه الفكرة ؟
احمد الله انه وهبني زوجا متفهما , فهو دائم التشجيع لي ولا يقف في وجه طموحي يساندني ويدعمني بقوة ، أما بالنسبة للمجتمع في البداية كانت الفكرة غريبة جدا عليهم , ولكن مع مرور الوقت أصبحت طبيعية وكثير من الفتيات يفكرن بان يحذون حذوي ، أنا فخورة جدا بان أكون أول امرأة تقود التاكسي العمومي في فلسطين .
ممن تتلقين الدعم والتشجيع في حياتك ؟
زوجي هو أول من يدعمني ويشجعني وأسرتي كذلك الأمر وأنا أيضا أشجع نفسي دائما
ماذا عن الرياضة في حياتك بالأخص انك حكمة مستجدة بكرة القدم ؟
أنا تم تأهيلي ودراستي في موضوع التربية الرياضية ، ودائما أسعى لتطوير نفسي رياضيا اعتبر ان الرياضة هي حياة شاملة ، اما التحكيم فهو هواية أحبها وأحاول احترافها شيئا فشيئا , شاركت في العديد من الدورات التدريبية التي نظمها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وسأستمر في ذلك حتى أصبح ملمة في كل ما يتعلق بالأمور التحكيمية .
لو سنحت لك الفرصة للتحكيم في مباراة للرجال هل تديرين المباراة ؟
بالتأكيد افعل وما المانع من ذلك ، وأتمنى أن أكون أول فتاة فلسطينية تقوم بخطوة كهذه ، فلا توجد مهنة حكرا على الرجال .
مشكلة أو عائق يقف أمامك ؟
لا اعتبرها مشكلة بقدر ما اعتبرها عامل سلبي ، وهي نظرة المجتمع المغلوطة لطبيعة عمل المرأة الحكم في الرياضة, وهنا أريد أن أوضح أن المرأة لديها قدرة تفوق قدرة الرجل على التصميم والإرادة للوصول إلى الأهداف النهائية ، والمرأة الرياضية بشكل خاص تعيش في أفق رحب رغم قلة الإمكانيات إلا أنها لا تعدم الاستمرار بما هو موجود ويبقى لديها الطموح والسبيل إليه مفتوح ووجود ها في المستطيل الأخضر أن دل على شيء إنما يدل على قوتها وقدرتها على القيادة .
هل تعدين جمهورك بمفاجآت قادمة ؟
بالتأكيد واطمح لذلك وأتمنى دائما أن أكون مميزة وأحقق ما عجزت المرأة العادية عن تحقيقه .