بسام ابو عرة / رام الله

بعد اعلان اللواء جبريل الرجوب عن الاحتراف في الدوري الفلسطيني لكرة القدم، والوصول بالرياضة الفلسطينية الى مصاف الدول المتقدمة رياضيا وكرويا, والخروج من عنق الزجاجة التي كنا وضعنا انفسنا بها منذ زمن, ووصوله الليل بالنهار من اجل تطور الكرة الفلسطينية , تخرج علينا اصواتا نشاز ليس لها محل من الاعراب في قاموسنا الرياضي الجديد , خاصة من يكتب "بكلمة حق" يريد بها باطل, فلماذا هذا الهجوم على الرجوب الذي اوصل الكرة المحلية الى العالمية ,وقام بترتيب وتنظيم وادارة الحركة الرياضية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص, فاصبحنا محجا ومزارا للجميع من المهتمين العالميين الرياضيين من بلاتر الى بلاتيني الى جيرمو وابن همام والسركال والشيخ الفهد وغيرهم الكثير .
وما دام اللواء الرجوب تحدث عن الاحتراف فهو يعني ذلك ومعد له جيدا ولن يعمل ارتجاليا ابدا, بل ستكون كل خطوة محسوبة حسابا دقيقا , فقد وفر الامور المالية وهي الاهم في مثل هكذا امر وهي شماعة الاندية دائما, كما اعد الكثير من ورش العمل والدورات التدريبية للكوادر الادارية والفنية المصاحبة لهذا الدوري, فلماذا التعجب فقد جربنا الرجوب في الدوري السابق وقبله وما تم تحقيقه من نجاح , وبما ان الاحتراف يختلف كثيرا عن الدوري العادي لكن جميع الامور المتعلقة به مجهزة ومرتبة فما يضيرنا من ذلك اذن .
ولماذا هذا الهجوم على شخص ابو رامي وعلى عمله من قبل فئة قليلة لا تريد العمل "لا تريد ان ترحم او تترك رحمة ربنا تنزل ", فعمل الرجوب هو احترافي وليس عمل هواة كما يظنون , وكل شيء محسوب حسابه بدقة , كما ان هذه الاقلام تنام نومة اهل الكهف ثم تصحو على الفتن وعلى كلمات نرى ظاهرها خيرا ويكون باطنها باطلا , وهي للخوض في المياه العكرة , فهي حتى لا تعلم ماذا تريد والى ما تهدف, فماذا سيهمنا مثلا ان هذا الشخص سيعيش ويموت وهو في هذا الفصيل او ذاك وما يهمنا نحن بذلك.
ان دعوة اللواء الرجوب الى تشكيل لجنة عليا للنظر في اعتراضات اهلي قلقيلية والعربي وجورة الشمعة كان في الصميم لأعطاء كل ذي حق حقه في الدوري, وهذا يدل دلالة لا لبس فيها ان الرجوب يرفض ان يظلم اي نادي تعب وجهد حتى وصل الى ما وصل اليه ,فهذه الاندية لها الحق في موقعها الجديد, واكبر دليل على شفافية ابو رامي هو اعترافه بوجود اخطاء من اتحاد القدم ولجانه في كثير من الامور في الدوري السابق مؤكدا ان مثل هذه الاخطاء لن تتكرر , وهذا يجعلنا ندعو كل من بدأ بشحذ قلمه ان يتروى قبل الوقوع في الخطأ , لانه سيأخذ كل فريق حقه حسب القانون والنظام.
وبالنسبة لنصيب قطاعنا الصامد في غزة هاشم من الاهتمام الرياضي والكروي بالذات فإن اللواء الرجوب لم ولن ينساه وهو على اجندته , بل سيوجه الدعم الاكبر للقطاع الكروي هناك تدريجيا حسب اعادة الروح الحقيقية للكرة الفلسطينية في محافظات غزة , لان غزة هي الحاضنة الاكبر والافضل من اللاعبين والمخزون الذي لا ينضب ابدا , كما انه لم ينسى نائبه في التشكيلات واللجان العربية بكرة القدم , واذا كان رفع اسمه الان من بعض اللجان , فلاسباب مهمة ولطلب عربي رياضي ان يكون الرجوب هو ممثلا لفلسطين في تلك اللجان والايام القادمة ستثبت ذلك.
دعونا جميعا نقف صفا واحدا داعما للرجوب في مسعاه للوصول بنا وبكرة القدم المحلية الى بر الامان من خلال دوري المحترفين, وما الاخطاء التي ظهرت بالدوري المنتهي الا نقطة صغيرة في بحر النجاح الذي تحقق, كما ان اشخاص الاتحاد وعلى رأسهم اللواء الرجوب بشر يصيبون ويخطئون فأين المشكلة خاصة اذا ما تم الاعتراف بوجود بعض الهفوات من طرف بعض لجان الاتحاد وما دام هناك لجنة عليا تنظر في مشكلة اندية اهلي قلقيلية والعربي وغيرها , كما ان للاتحاد الحق في ترتيب بيته الداخلي والمقصود هنا الاندية ودرجاتها خلال فترة الاربع سنوات قبل الوصول الى التشكيلة النهائية لعدد الاندية الكلي المصنفة بالدرجات المعتمدة محليا وعربيا وآسيويا ودوليا , لاننا يجب ان ننطلق الى الامام وعلينا عدم النظر الى الخلف مطلقا, وفي النهاية فإن الشجر المثمر هو من يرجم وليس غيره.