شريط الأخبار

محمد قدري: أسجل حالة اللا وفاء للبعض في غياب تيسير

محمد قدري: أسجل حالة اللا وفاء للبعض في غياب تيسير
بال سبورت :  

هذا هو قضاء الله وقدره.. لا اعتراض على مشيئة الله.. تيسير جابر في ذمة الله.
خبر صدمنا وأحزننا تلقيته صباح الجمعة الماضي،أنهى حياة حافلة بالعطاء والانجازات والتضحيات لواحد من ألمع وأبرز وأنشط الإعلاميين الرياضيين الفلسطينيين والعرب.
عرفته منذ قرابة عشرين عاما بعيد بناء ببيت الإعلام الرياضي الفلسطيني المرئي والمسموع والمقروء.. يعمل في ظروف صعبة فرضتها إجراءات الاحتلال البغيض الذي لا ولن يريد أن يرى بسمة على شفاه الفلسطينيين.
تيسير جابر داهمته وهو على رأس عمله مراسلاً للجزيرة الرياضية في فلسطين جلطة دماغية حادة، أبقته في غيبوبة امتدت قرابة ثلاثة أشهر قبل أن تنهي جلطة دماغية نازفة بسبب ضغط الدم حياته عن (52) عاماً.
منذ لحظة إعلان وفاته في المستشفى التخصصي بعمان الذي نقل إليه الشهر الماضي، بدأت الترتيبات والاتصالات للإسراع بنقل الجثمان الى مسقط رأسه هناك في قرية جبع بمحافظة جنين.. اغلاق الجسر مبكراً حال دون ذلك.. ليعلن عن تحديد الساعة 8 صباح السبت الماضي موعداً لمغادرته عبر جسر الملك حسين.
وصلت المستشفى التخصصي مبكراً «خشيت لو تأخرت قليلاً إلا أجد موقفاً أو مكاناً» اعتقدت أنني سأكون على موعد مع حشد من الإعلاميين الرياضيين وقيادات الاتحادين العربي للصحافة الرياضية «يتخذ من عمان مقراً دائماً له» والأردني للإعلام الرياضي.. ومن قيادات رياضية أخرى ومن ممثل لسفارة فلسطين في عمان.
وصلت المستشفى لأجد نفسي وحيداً قبل أن يلتحق زميلنا اليمني رائد عابد رئيس شبكة المراسلين في قناة الجزيرة الرياضية الذي أصر على الحضور من الدوحة عبر بيروت ليصل صباح السبت.. ووجدت زميلنا محمد الجبور مراسل الجزيرة الرياضية بعمان وزميلنا المصور الرياضي صلاح وهدان.
أربعة فقط وجدنا أنفسنا دون مساندة أو حضور غيرنا.. غياب مؤسف لرئيس الاتحادين العربي للصحافة الرياضية والإعلام الرياضي الأردني وكافة الزملاء الإعلاميين الرياضيين.. أنجزنا الترتيبات بسرعة.
تيسير جابر «يرحمه الله» لم يجد من يودع جثمانه وهو يغادر المستشفى التخصصي سوى أربعة إعلاميين، بينما تواجد أكثر من اربعين على مادبة الغداء التي بادرت قناة الجزيرة لإقامتها في مقر الاتحاد الاعلام الرياضي! .
أسجل هنا وباعتزاز التحاق وحرص الزميل ياسر أبو هلالة مدير مكتب الجزيرة بعمان.. انتظرنا على طريق المطار وبقي على رأس المودعين «الأربعة» ننتظر لساعات في جسر الملك حسين بانتظار اكتمال موافقات الجانب الآخر لدخول الجثمان.
حتى آخر نقطة ممكنة فوق نهر الأردن ودعت وياسر أبو هلالة ورائد عابد جثمان تيسير جابر، ليجد عند وصوله أريحا مئات من الشخصيات الإعلامية الرياضية والرسمية الفلسطينية، وليجد وداعاً يليق بمكانته وانجازاته.
أمر مؤسف هذا الذي جرى.. غياب جماعي لأسرة الإعلام الرياضي الأردني والعربي.. يجسد حالة «عدم الوفاء" التي نعاني منها في شتى قطاعات الحياة والمجالات.
كنت أنتظر مبادرة من الاتحادين العربي للصحافة الرياضية والأردني للإعلام الرياضي لحشد الزملاء لوداع عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد.
تيسير جابر عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي للصحافة الرياضية ودع عمان التي أحبها «مات غريباً.. وغادر وحيداً".
أسجل بكل الاعتزاز حرص أسرة الجزيرة الرياضية ومكتب الجزيرة بعمان على وقفة لا تنسى مع تيسير جابر منذ اليوم الأول لدخوله في غيبوبة وحتى تشييع جثمانه الطاهر.
وأسجل لكوادر جسر الملك حسين ما لمسته شخصياً من حرص مسؤول على تقديم كل التسهيلات الممكنة.
وأسجل بكل أسف «سقطة» الاتحاد العربي للصحافة الرياضية وهي بالمناسبة ليست الأولى.. فقد رحل من قبل عضو اللجنة التنفيذية عادل الأعسم من اليمن دون أن يجد من يتذكر انجازه ودوره.
رحم الله تيسير جابر وتغمده بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون

مواضيع قد تهمك