شريط الأخبار

لاب توب رياضي !

لاب توب رياضي !
بال سبورت :  

كتب فايز نصار / الخليل

قدمت المحافظة الكبرى "خليل الرحمن" عددا كبيرا ، من الرياضيين الذين ساهموا في النهضة الرياضية الفلسطينية ، خلال العقدين الماضيين ، ويطري مؤرشفو الرياضة الفلسطينية ، على ثلة من الرياضيين الخلايلة ، الذين عملوا بصمت ، فنالوا احترام الجميع !

ولا يختلف الجمع الرياضي على أن "الدكتور" مازن الخطيب ، يمثل عينة خيرة للرياضيين الفلسطينيين ، الذين تفانوا من أجل الرياضة والشباب في هذا الوطن .... فمن عرفوا الرجل في مديرية الخليل ، واتحاد العاب القوى .. او في كلية خضوري وجامعة الخليل ... او كمدرب للغزلان ، وعضو في الجهاز الفني لمنتخبنا ، وجدوا فيه نموذجا من الرجال الخيريين ، الذين لا يتوقف عطاؤهم ، بعيدا عن الأضواء !

قبل أيام قال لي الأستاذ مازن : عفوا أبو وئام ، أريد أن أطلعك على شيء ، وأخذني إلى رواق في ملعب الحسين بالخليل، وبسرعة فتح محفظة، وأخرج منها حاسوبا نقالا "لاب توب"... وراح يدير الماوتس بحرفية ، حتى وصل إلى مجموعة من اللقطات المنتقاة من مباراة الظاهرية والأمعري ، في بطولة الدوري العام !

وبلغة الواثق طلب المدرب مازن مني المقارنة بين موقفين في الشوطين ، حيث تثبت اللقطات أن الحكم أخرج البطاقة الصفراء لأحد اللاعبين، مرتين في الشوط الأول مرة، وفي الشوط الثاني مرة ، دون إشهار البطاقة الحمراء ... وسألني : ما رأيك في هذا ؟ وكان ردي : الأمور واضحة ، ولكن لا بد من استفسار الحكم عن هذا الأمر ، للتأكد أن الإنذار الثاني كان بحق اللاعب نفسه !

ورغم أن اللقطات واضحة إلا أنني لا أقبل الخروج بموقف قبل رد الحكم ، ومناقشة القضية من قبل المسئولين ، عن ملف التحكيم ، خاصة وان الأستاذ مازن أخبرني بان إدارة شباب الظاهرية تظلمت للاتحاد ، مرفقة المظلمة بشريط للقطات ، التي تؤكد حصول اللاعب على إنذارين دون أن يطرد .

والحق يقال: إن ملف التحكيم أصبح حديث الساعة في الأيام الأخيرة ، بالنظر إلى حساسية اللقاءات في الأقسام المختلفة ، حيث اشتد الصراع بين الطامحين في التتويج ، وبين من يسعون لإنقاذ أنفسهم من الهبوط .. وبالنظر لعدم وضوح الرؤيا لدى بعض عناصر الانجاز الرياضي ، حول كيفية اختيار الحكام ، او حول كثير من الأمور ، التي تتصل بسلك التحكيم .

واعترف هنا أن بعض الحكام ارتكبوا بعض الهفوات ، وهذا طبع البشر ، وأخطاء التحكيم – كما يجمع المهتمون بشؤون الصافرة – جزء من اللعبة ، واكبر دليل على ذلك ما شاهدنا في تصفيات كأس العالم الأخيرة ، حيث احتسب هدف لفرنسا بعد تمريرة على طريقة كرة اليد من تيري هنري ، فتأهلت فرنسا ، وعاد لاعبو ايرلندا إلى بيوتهم ، لمتابعة المونديال أمام الشاشات .. والأمر نفسه تكرر في مباراة الجزائر ورواندا ، حيث سجل الجزائريون هدفا ولج المرمى بمسافة أكثر من متر ، ولم يحتسب الهدف ، فأوقع الحكم القارة السمراء في حيص بيص ، لان الأمر اقتضى مباراة فاصلة بين مصر والجزائر ... ولا يتسع المجال هنا للحديث عن الأخطاء التي رافقت بطولة أمم إفريقيا ، حيث ساهمت الأخطاء الواضحة في نتائج كثير من المباريات !

وليس الأمر حكرا على مباريات المنتخبات ، لان البطولات الأوروبية تحفل بالأخطاء ، التي تساهم في توجيه البطولات ، ويبقى الحكم أول المتهمين في تبريرات المدربين واللاعبين ، عندما يخسرون المباريات ، ويبقى الحكام المادة الدسمة للصحافة الرياضية ، كما حصل قبل أسابيع ، عندما شنت الصحافة المدريدية حملة على الحكام الذين يديرون مباريات البرشا ، كجزء من الحرب المتعددة المواقع بين رأسي الليغا !

شخصيا أعجبت بأفكار الدكتور مازن ، لأن الرجل يتحدث ، وبين يديه الدليل ، وأحسب أن الرجل يستخدم اللاب توب في شرح المواقف النتكتيكية للاعبيه ، مما قد يساهم في تحسن الأداء .

نعم .. إن المدرب المعاصر يحتاج إلى لاب توب، لان هذا الجهاز أصبح المصدر الأول للمعرفة ، ويجب على كل عناصر الانجاز الرياضي ، امتلاك اللاب توب ، فالمدرب يحتاج لاب توب لتحسين أدائه ، والحكم يحتاج لاب توب لمتابعة مستجدات القانون ، والطبيب والإداري والإعلامي كلهم يحتاجون اللاب توب ، مع اختلاف في سبل الاستفادة منه .

قبل أيام اشتكى لي الزميل بسام أبو عرة، حول إعلاميين لا يعرفون الحاسوب، ويرسلون تقاريرهم عبر الفاكس .. وقبل ذلك سمعت عن مرافق إعلامي كان يستخدم هاتفه النقال لتصوير الأحداث، وفي الأمر علامة استفهام مفهومة، لان الإعلامي يحتاج إلى لاب توب عصري ، وكاميرا عصرية ، فتلك لعمري من أهم أدوات الإنتاج الرياضي !

ارفع القبعة للأستاذ مازن ، وهو يناقش مسائل الخلاف بالبرهان والدليل ، مستخدما الحاسوب ، ولا عزاء لمن يفضلون طرح قضاياهم الرياضية الحساسة على الأرصفة ، أو في المقاهي، حيث رائحة الاراجيل، والحديث ذو شجون.

مواضيع قد تهمك