شريط الأخبار

ماريان ألبندك ونتالي شاهين جوهرتان كرويتان حفرتا اسميهما بالرياضة الفلسطينية بحروف من ذهب

ماريان ألبندك ونتالي شاهين جوهرتان كرويتان حفرتا اسميهما بالرياضة الفلسطينية بحروف من ذهب
بال سبورت :  

كتب بسام أبو عره

بكت ماريان البندك كثيرا بعد اللقاء الختامي لبطولة الكرة الخماسية النسوية لخسارة فريقها اللقب، بينما تألمت نتالي شاهين كثيرا أثناء اللقاء للعبها وهي مصابة رغم فوز فريقها بالبطولة، فماريان ألبندك إحدى أفضل اللاعبات على مستوى الوطن كانت الاميز والأفضل في فريقها ديار بيت لحم أثناء المباراة، وقدمت مستوى رائعا في كل شيء دفاعا وهجوما وتسديدا للكرات الثابتة القوية والدقيقة، والاهم من هذا وذاك لعبها بروح قتالية عالية قل نظيرها في الملاعب، مسجلتا هدفا هو الأجمل بالدوري تم إلغائه لأنه كان ركلة حرة غير مباشرة، بكت ماريان لأنها لعبت بقوة نادرة ومستوى كبيرا، لكن لم تكن المساعدة المطلوبة من لاعبات فريقها بالحجم المطلوب ولم يقدمن ما هو مأمول منهن في مثل هذا اللقاء، بل إن مستواهن أفضل بكثير في المباريات السابقة من هذه المباراة الختامية، بكت ماريان لأنها لعبت بحرقة للفريق ولم تلعب لذاتها أو لنفسها في هذا اللقاء، أي لعبت من اجل رفعة فريقها وتتويجه باللقب للمرة الثانية، غير آبهة لنفسها فتقديم الجهد والتعب منها لأجل الفريق هو الأنموذج الرائع لكل لاعبة، لا أن يلعب الفريق لأجل لاعبة أو لاعب كما يحدث في كثير من الأحيان.

ماريان ألبندك نموذج للاعبة المواظبة في التدريبات والمباريات لكن دون ضوضاء أو إعلام، ورغم تميزها الكبير في المباريات ومستواها الرائع منذ بدايتها مع فريقها التلحمي، إلا أن الأعلام لم يعطها الفرصة الكافية لتكون إحدى أفضل اللاعبات، ولم تأخذ حقها الإعلامي الكافي خلال مسيرتها الكروية، ورغم ذلك لم تنبت ببنت شفة في هذا المجال، فهي لاعبة خلوقة لا يسمع حتى صوتها داخل الملعب ولا خارجه، والمهم عندها تقديم أداء يليق بفريقها.

يحق لماريان ألبندك البكاء إذن فهي لاعبة نموذجية خلوقة مميزة ذو مستوى عال في المباريات، تستحق منا المتابعة والإنصاف بالحكم على اللاعب أو اللاعبة للمستوى الذي يقدمونه في الملاعب بعيدا عن العلاقات الشخصية أو الناداوية والمناطقية، بل إعطاء كل لاعبة حقها الطبيعي في الأعلام لا أكثر ولا اقل.

ماريان ليست كأي لاعبة فهي ابنة احد الرياضيين المميزين بلعبة كرة السلة، بل والمدربين فيها انه المدرب المعروف صالح البندك صاحب الفضل في بروز فريق كرة السلة لأرثوذكسي بيت لحم، والصاعد به من درجات دنيا إلى الدرجات العليا تباعا في كل موسم سلوي، نعم هذه ماريان ألبندك التي بكت طويلا بعد خروجها من ارض الملعب لتتابع فريقها يخسر لقبه الغالي، فهي قدمت مباراة رائعة وكانت الاميز بين لاعبات فريقها لكن يدا واحدة لا تصفق أبدا.

وفي الجانب الاخر لعبت نتالي شاهين مباراة كبيرة بل هي مباراة العمر لديها لما قدمت من أداء ممتع ومقنع ولمحات فنية قل نظيرها عند اللاعبين وليس اللاعبات وكانت الاميز والأفضل بفريقها السرية، إلا أنها كانت تلعب وهي مصابة وتتألم كثيرا منذ البداية وحتى النهاية، رافضة الخروج والاستراحة بل أعطت الكثير وأكثر مما يعطى في هذا اللقاء الختامي وبرهنت على إنها أفضل لاعبة متطورة على مستوى الوطن.

وإذا كانت نتالي تلعب وهي متألمة فكانت والدتها تبكي فرحة بما تقدمه فلذة كبدها في المباراة وما تؤديه من إمتاع للجماهير الغفيرة التي أمت صالة المرحوم ماجد اسعد بالبيرة لحضور هذا العرس الكروي الناجح والذي يعود فيه النجاح والفضل للواء جبريل الرجوب رئيس اتحاد الكرة الذي لم يبخل يوما على الأندية النسوية بأي شيء، لذلك كان النجاح عنوانا للدوري النسوي.

نتالي شاهين كانت تلعب متألمة من الإصابة ,إلا أنها أبت إلا أن تمتع الحضور بفنياتها العالية، وأدائها النموذجي، فهي مشروع لاعبة عالمية إذا ما تم الاهتمام بها وصقل موهبتها ومتابعتها ودعمها ماديا ومعنويا.

نتالي شاهين استطاعت وزميلاتها في السرية الفوز باللقب واللقاء والوقوف على منصة التتويج حاملة كأس الدوري النسوي الثاني "دوري المرحوم ناصيف ألحصري" بإستحقاق، طبعا لا ننسى اللاعبات الأخريات من الفريقين وخاصة الحارسة المتألقة ماغي نبيل والمدافعة الرائعة غدير لدعة من السرية، ولا نريد التطرق في هذا الموضوع للاعبتين الموهوبتين والمميزتين والمعروفتين للجميع وهما كلودي سلامة وهني ثلجية , فالأولى لم تكن في يوم سعدها لظرف طارئ لديها وهو وفاة عمتها قبل يوم من اللقاء فلم يكن عقلها في الميدان، أما الثانية فهي مصابة منذ فترة زمنية ليست بالقصيرة، ونتأمل أن تتشافى من تلك الإصابة اللعينة وتعود ثلجية إلى الملاعب شعلة من النشاط والتمي، ونقول لكلودي لا أراك الله مكروها بعزيز.

هكذا انفض العرس الكروي النسوي باكتشاف موهبتين جديدتين , بل الفوز بموهبتين رائعتين من خلال هذه البطولة سيكون لهما دور مهم في تقدم مستوى لاعباتنا لاحقا، فهما جوهرتان كرويتان يجب حفر اسميهما بالذهب إنهما ماريان ألبندك ونتالي شاهين.

مواضيع قد تهمك