شريط الأخبار

لغة المفاجآت..!

لغة المفاجآت..!
بال سبورت :  

كتب محمود السقا / رام الله

انتهت الجولة الاولى من منافسات بطولة كأس امم افريقيا، وكانت المفاجآت عنوانها الابرز والأعرض، وكانت الأكثر دوياً، تلك التي رسختها مالي في وجه انغولا، صاحبة الضيافة، عندما فرضت عليها التعادل بأربعة اهداف لمثلها، ولم يحفل رفاق كانوتيه الى تخلفهم برباعية، ونبذوا مفردة اليأس والقنوط من رؤوسهم، فأثمر هذا النهج اربعة اهداف ربما جاءت في احدى عشرة دقيقة، ويتحمل وزر تلك الانعطافة الحادة المدرب مانويل جوزيه، لأنه سحب فلافيو وجيلبرتو، ظناً منه انه حسم المنازلة، ونسي ان الكرة كحالها مدورة.
هناك مفاجآت اخرى حملتها الجولة الاولى في احشائها، ونذكر منها الخسارة المؤلمة، التي تعرض لها المنتخب الجزائري على يد ملاوي، حينما انحنى وقدم التحية، مكرهاً، ثلاث مرات، والتعادل السلبي بين افيال ساحل العاج، وبوركينا فاسو، علماً ان المنتخب الايفواري، كان ولا يزال، من المنتخبات المرشحة للمنافسة على اللقب.
مسلسل المفاجآت تواصل بخسارة اسود الكاميرون امام الغابون، ولم تجد اختراقات صامويل ايتو السريعة من كافة المحاور في خلخلة الاستحكامات الدفاعية الغابونية.
وكادت سناجب بنين ان تضرب بقوة حينما تقدمت بثنائية لولا ان موزمبيق تداركت الموقف وحققت التعادل بهدفين لمثلهما.
لا اريد ان اضع الانتصار المؤزر والكاسح، الذي ترجمه احفاد الفراعنة امام نسور نيجيريا في خانة المفاجآت ذات الوقع الصاخب، كي لا اظلم القائد الميداني البارع احمد حسن وصحبه، فقد جاء فوزهم العريض مستحقاً ومكافأة لهم على رباطة جأشهم وعدم اهتزازهم، رداً على هدف اوباسي الرائع والمبكر.
ثم ان ثقل ووزن المنتخب المصري وتاريخه الزاخر في البطولة يجعلنا نتوقع قدرته على معانقة الانتصارات الكبرى.
بداية الفراعنة اكثر من طيبة، لأنها ترسخ في الأذهان تجاوزهم كبوة التأهل الى المونديال الجنوب افريقي، وهذا أمر في غاية الأهمية، باعتباره ينعكس، بالايجاب، على نفسيات اللاعبين، وهو خير حافز لهم كي ينطلقوا بهمة عالية وعزيمة قوية باتجاه النهائي.
ولكن حذار من الافراط والتوسع في التفاؤل، وحذار من التعالي على الكرة، او الاستخفاف بالمنافسين، ولا اقول الخصوم.
ولا ننسى ان جميع المنتخبات الستة عشر في كامل جاهزيتها وحضورها، لأنها خاضت منافسات تصفيات كأس العالم وافريقيا في آن، ما يعني انها الأفضل والأكمل والأجهز، وقد تم التعبير عن ذلك من خلال لغة المفاجآت، التي بدأنا بها هذه المساحة.
منافسات العرس الافريقي ما زالت في طور البدايات، ومثلما ان لغة المفاجآت قفزت الى السطح، فان تكرار سيناريوهاتها وارد وبقوة، لكن من المهم التنويه الى ان البداية الجيدة والموفقة لها مفعول السحر، لأنها تعزز الثقة بالنفس وتضفي شحنة معنوية هائلة، بعكس الاستهلال الضعيف، فهو يبعثر الاوراق، ويبث الخوف والهلع في نفوس اللاعبين، ما يفقدهم التركيز، ويوتر العابهم، وينزع منهم روح المبادأة والمبادرة.

مواضيع قد تهمك