شريط الأخبار

رسائل من العام الماضي

رسائل من العام الماضي
بال سبورت :  

كتب ياسين الرازم / القدس

بالامس القريب ودعنا عام 2009 ، عام كان مليئاً بالاحزان والاتراح ، رغم لحظات الفرح المتقطع بين الفينة والاخرى والمتمثل بكسر الحصار المفروض على رياضتنا واستضافة منتخبات عربية وفرق اجنبية ورد الجميل للعراق ورياضته، عام اختتمنا فيه اول دوري ناجح بكل المقاييس رغم الة الحرب التي كانت تدك بيوت اهلنا المحاصرين في القطاع الحبيب، وكأنه مكتوب علينا نحن أبناء هذا الشعب الحرمان من الفرحة التامة أو القبول بالفرحة الممزوجة بالحسرة والالم ، ففي الوقت الذي عادت فيه الروح للرياضة وحركت المياه الراكدة في اندية واتحادات المحافظات الشمالية، شهد ت الرياضة في غزة هاشم استمراراً لحالة الشلل الرياضي بفعل الة الحرب والحصار وبفعل ايدينا ايضاً ، وفي الوقت الذي تميز فيه اتحاد كرة القدم عن غيره من الاتحادات وشهدنا ميلاد لجنة اولمبية جديدة ،ما زالت بعض الاتحادات تغط في نومها العميق ومنها ما زال يئن تحت وطأة الصراعات والخلافات الداخلية والتنازع على المناصب والمراتب، ورغم كل هذا النجاح فقد شهدت مسيرة الكرة في العام الماضي بعض الهفوات والأخطاء التي قوبلت بقرارات جريئة وحاسمة من مجلس ادارة الاتحاد، والذي ما زلنا نطالبه برفع الظلم عن بعض الاندية، وبالوضوح التام للرؤية المستقبلية ولجميع الدرجات والانتهاء العاجل من وضع الخطة الاستراتيجية للاعوام القادمة بدل ترك بعض الامور والقضايا للاجتهادات التي قد يخطىء او يصيب صاحبها .

في الفاتح من كانون ثاني من كل عام نحتفل بميلاد ثورتنا التي فجرها الراحل الرمز ياسر عرفات ،وفي العام الماضي نجحت حركتنا في اعادة تنظيم بيتها الداخلي على امل ان تتواصل عمليات التقييم والتصحيح وتعتمد الآليات الديناميكية للرقابة والمساءلة وعدم الانتظار لانعقاد المؤتمرالقادم، لأن كل ذلك ينعكس ايجابياً على مؤسسات الوطن والتي يشكل القطاع الرياضي نصيب كبير منها ويحتل حيزاً حيوياً ومؤثراً في عملية البناء .

كانت القدس في العام المنصرم عاصمة للثقافة العربية، وللاسف مر العام ولم يترك خلفه ما يشير الى وجود احداث او افعال تؤكد ان الشعب الفلسطيني احتفل بعاصمته كما يجب الا ما ندر، وليس ادل على القول من الافتتاح في بيت لحم والاختتام في نابلس وعلى الرغم من اننا نؤمن بوحدة الوطن الجغرافية الا اننا كنا نطالب ان يكون الافتتاح والاختتام في القدس او على اقل تقدير في احدى ضواحيها، ورغم ذلك فقد حل مكان هذه الاحتفالات هجمة عنصرية بربرية في هدم المنازل وتشريد الالاف من المقدسيين ومصادرة مئات الاف من الدونمات واغلاق عدد من المؤسسات المجتمعية ومنع العشرات من الانشطة والفعاليات الشبابية والرياضية الرمزية للاحتفاء بالمناسبة .

وقبل ان ننهي رسائلنا نجد انه من الانصاف والموضوعية الاشارة والاشادة بحالة الحراك واعادة التنظيم التي تشهدها وزارة الشباب والرياضة ، والتي اعادت الكرة الى ملاعب الاولمبية والاتحادات والاندية وحملتها مسؤولية الامور الفنية والتنافسية غير متجاهلة لدورها الريادي والاصيل في تشييد المرافق الرياضية من صالات وملاعب لخدمة هذه الاتحادات وتسهيل مهمتها في الارتقاء بالمستوى العام للرياضة الفلسطينية بعد سنوات من الصراع العبثي مع الاولمبية حول المسؤوليات والصلاحيات، ولكن يبقى السؤال اين نصيب مدينة القدس من الدعم المادي وخاصة مشاريع البنية التحتية، ولا نعتقد ان المخلصين من ابناء الوزارة سيعدمون الوسيلة في وضع الاليات الناجعة لكي تنال مدينة القدس نصيبها من الدعم المادي وترميم ما يمكن ترميمه من الملاعب ومقرات الاندية على اقل تقدير ، وما نأمله ان تكون للوزارة بصمة واضحة في القدس خلال العام الجديد .

ترى ماذا يخبىء لنا العام الجديد ؟ سؤال لا يعلم جوابه الا الله سبحانه وندعوه ضارعين ان يكون عاماً جميلاً وسعيداً في كل شيء ، عام نشهد فيه الوحدة الحقيقية بين رئتي الوطن والشتات ووحدة الموقف والكلمة والخطاب السياسي، وحدة الصف والقرار والمصير المشترك، عام عودة الرياضة للقطاع الصامد، فكل ذلك يشكل ارضية صلبة للوقوف في وجه مخططات الطرف الاخر الذي يستهدف البشر والشجر والحجر ويستهتر بالكل العربي بل والكل الاسلامي، كيف لا وهو الذي تحدى العالم باغلاق المسجد الاقصى وابعاد الائمة وضرب بعرض الحائط الاتفاقيات الدولية وواصل الاستيطان بخطوات متسارعة بعدما التف جدار ه العنصري حول القدس كما الثعبان الاسود الذي يلتف حول فريسته لينفث فيها سمومه القاتلة .

نختم حديثنا بتوجيه رسالة ونداء ومناشدة لكل من يعنيهم امر الشباب المقدسي ومؤسساته الرياضية والشبابية (من وزارات واتحادات ومؤسسات رسمية واهلية ) ، بأن اجعلوا من العام 2010 عاماً لرد الاعتبار للرياضة المقدسية عام حقيقي لانصاف القدس ورياضتها وشبابها ، القدس التي كانت يوماً قبلة الرياضيين الفلسطينيين ونقطة الانطلاق والتلاقي، والتي تكابد اليوم الامرين بفعل اجراءات الاحتلال الهادفة الى تفريغ القدس من مؤسساتها الوطنية والحاقها بمؤسسات الاحتلال عبر طرق واساليب شتى فلا تتركوها تواجه مصيرها بمفردها ، ولتكن لكم الكلمة والموقف والفعل الحقيقي على الارض قبل فوات الاوان .

مواضيع قد تهمك