شريط الأخبار

ملاعب القدس اليتيمة

ملاعب القدس اليتيمة
بال سبورت :  

كتب منتصر ادكيدك/ القدس

يا صديقي الرياضي الفلسطيني، في كل صباح أتمشى من أمام ملعب المطران الذي حمل التاريخ العريق والطويل لعدة عهود ولاجيال طويلة، وخلال نهاري اعبر بقرب جدران ملعب عبد الله " الشيخ جراح "، ومن خلال العمل امر وبشكل دوري على ملعب برج اللقلق وملعب سلوان وملعب الطور "اللوثرية" وملعب جبل المكبر وغيرها من الملاعب المقدسية. والمشترك هناك هو وجود لون واحد في هذه الملاعب جميعها، لون التراب الداكن الذي مر عليه عشرات السنين واقدام خير اللاعبين الفلسطينيين من جميع مدن وقرى الضفة الغربية والقطاع الغزي الجريح.

والغريب ان هذه الملاعب والتي اضيف عليها الملعب الجريح الجديد ملعب بيت صفافا الذي قتل بفعل فاعل في الاعوام الاخيرة، الغريب بانك عندما تمر عبرها جميعها تجد من يلعب فيها ويتدرب بين بقايا الصخور والزجاجات التي كسرت في ارضها، او الحشائش التي التهمت نصفها وبات النصف الاخر استثمار اقتصادي لاطعام الخيول او كموقف للحافلات.

اذكر ذلك الملعب المزروع في قاع البلد وبين الصخور ومصافي المياة، ملعب جبل المكبر الذي يمكن ان يتحول ليكون استاد وطني، ولكن هل من مجيب! اذكر اول زيارة لذلك المكان الذي من بعيد لا تجد سوى العارضات التي تدلك كعابر طريق بان هذا المكان ملعب لكرة القدم، اما التضاريس فلا تساعدك بالتعرف عليه حقيقتا، لأنه اشبه بمكان لرعي الاغنام او لسباق الخيول، وهذا ما كان في اللوثرية على جبل الطور الذي يملك اجمل منظر في فلسطين ويكشف قبة الصخرة المشرفة والمسجد الاقصى.

هذه الكلمات تدور في رأسي منذ فترة وليست بالقصيرة، ومازادني غصة في الايام الاخيرة هو الوضع المقدسي الخطير الذي يحاصرنا به الاحتلال من هدم وتنكيل بالمقدسيين، ولهذا دار في البال سؤال وحيد، الا وهو.. لماذا لا ترمم ملاعب القدس؟ لماذا المؤسسات الداعمة لا تساعد الاندية المقدسية في بناء اللملاعب والمرافق الرياضية؟

اذكر ان وزارة الشباب والرياضة في يوم من الايام قد اقامت اجتماع لجميع الاندية المقدسية وتحدثت بان هنالك دعم كبير مخصص لبناء المرافق الرياضية في فلسطين والمدينة المقدسة من ضمنها، واذكر هذا جيدا في قاعة نادي القدس على لسان الوزيرة السابقة، فأين القدس من ذلك؟ ام القدس تاريخ قديم انطوى مع صفحاته البالية ليكون لغير القدس الحق في هذا.

وهنا وجب الوقوف على امر مهم، امر يدفع كل وطني محب للرياضة الفلسطينية للاستفسار الحيرة!.. ان كانت قرية لا يصل عدد سكانها لخمسة آلاف نسمة، والاخرى لايتجاوز سكانها العشرة آلاف نسمة يباشر العمل فيها لبناء ستاد كروي او ترميم ملعب كروي، فأين القدس التي تحوي مئات الآلاف من المقدسيين الذين لايوجد لخدمتهم سوى ملعب واحد وحيد، الا وهو ملعب العيسوية الذي بات الملاذ الاخير، ولكنه استسلم في نهاية الامر للضغط الجنوني من الاندية المقدسية، والذي اعترف بأنه يحتاج للصيانة عما قريب، وإلا سيموت أخر أمل.

بصراحة اغبط كل القرى التي بني بها ملاعب او رمم بها ملاعب، فهي جميعها لخدمة الفلسطينيين كافة، ولخدمة الرياضة الفلسطينية، وهنا نحن لا نعارض على بناء هذه المرافق وإنما نطالب بمثلها في قرى القدس ومدينة القدس.

آمل ان تكون الفكرة قد وصلت وان الهدف كان واضحا، ولكن نبحث عن الحراك والعمل، ونريد التواصل والمطالبة لاعطاء العاصمة التي يتمسك بها الجميع الحق الحقيقي الذي هي بحاجة إلية من مرافق رياضية ودعم للاندية المقدسية.

نعلم بان للاحتلال الدور الأكبر في هذا الامر، ولكن هنالك العديد من الامور التي يمكننا ان نصنعها للوصول للحل.. فيا صديقي ان كان استاد الدوحة شيد في وسط سخنين، فنحن جاهزون في القدس بالعمل على تشيد استار الرياض او ابوظبي في قلب العاصمة الفلسطينية.. ام ان القدس قصة منسية ونصيب قد مات.

مواضيع قد تهمك