رام الله - تيسير جابر/ هي توليفة في العمل الرياضي ، هي سمر الأعرج ابنة بيت ساحور والتي تعمل وتنشط في عدة مجالات رياضية قلّما نرى امرأة تتحلى بهذه القوة وهذه الإرادة في ظل ظروف صعبة عاشتها الأراضي الفلسطينية، فهي تحمل بكالوريوس تربية رياضية من الجامعة الأردنية وتشغل حاليا مديرة الدائرة الرياضية في جامعة بيت لحم وأستاذة في مادة التربية الرياضية وكرة المضرب في نفس الجامعة، إضافة إلى كونها مدربة لكرة الطائرة ومدربة لياقة بدنية، وأول من أسس كرة القدم النسوية في فلسطين إضافة إلى كونها تشغل عضوية الاتحاد الفلسطيني لكرة المضرب وغير ذلك من المسؤوليات الكبيرة المنوطة بها .
سمر الأعرج وفي حوار صريح خصصت حديثها عن لعبة كرة المضرب باعتبارها اللعبة الأكثر ظلما وتعتيما إعلاميا في فلسطين ، فهي تقول عنها ،كرة المضرب رياضة راقية ومتعددة الفوائد ، وهي لعبة افرادية قديمة العهد ، نتطلب التركيز وهدوء الأعصاب والدقة.

وكيف يتم تعلم هذه الرياضة ؟
هناك ثلاث مراحل لتعلم كرة المضرب ، المرحلة الأولى يلقن التلميذ فيها القواعد الصحيحة لحمل المضرب وكيفية الوقوف على ارض الملعب ، بقوة وثبات ، كما يتم تعريفه على نظام اللعبة ، ويعتاد إجراء جلسة تحمية قصيرة ، في البداية ، درءا لوقوع مشاكل متفرقة عنده ، كالتمزق العضلي ، أو نشوء آلام مزعجة في المفاصل أو العمود الفقري .
أما المرحلة الثانية ، فيبارز فيها التلميذ مدربه ، أو تلميذا آخر في مثل سنه ، ويتمتع بلياقته البدنية ذاتها ، في مباراة ودية ، حتى يبلغ مرحلة متقدمة من اللعب .
المرحلة الثالثة ، وهي للمحترفين ، وفيها يتم التدريب يوميا ، وبصورة مكثفة ، ما يسمح للاعب بالاشتراك في مباريات محلية ودولية .

ما هو السن الأنسب للمباشرة بتعلم هذه الرياضة ؟
ينصح بممارستها بعد سن السابعة ، ما يسمح للمتدرب الصغير باستيعاب تعليمات المدرب بسهولة ، والتجاوب معها دون تلكؤ ،ويمكن المواظبة على ممارستها حتى مراحل متقدمة من العمر ، بحسب قدرة المتدرب البدنية الذاتية، ونشير إلى ضرورة تعلم التنس في عمر مبكر ، أي قبل بلوغ المرء سن العاشرة ، إذا كان القصد إعداده للاشتراك لاحقا في مباريات دولية .

ما أهم ايجابيات ممارسة رياضة كرة المضرب ؟
تحث هذه الرياضة القدرة على التركيز ، تنمّي هدوء الأعصاب ، وتمنح العضلات الليونة والقوة ، كما تساهم في إبراز الروح الرياضية . أما بالنسبة للأطفال ، فهي تقوي عندهم البنية الجسدية والعزيمة في مواجهة التحدي ، وتدفعهم إلى التمتع بقدرة اكبر على استيعاب مواضيع الدراسة وحل ما يبدو منها مستعصيا .

هل صحيح أن كرة المضرب هي لعبة الأثرياء ؟
ومن قال ذلك ؟ بالعكس هي لعبة الجميع ، وبالأمس القريب زار مدرب أميركي في لعبة المضرب الأراضي الفلسطينية ، وقام بتدريب أبناء المخيمات ، ونحن في فلسطين نمارس هذه الرياضة دون النظر إلى الوضع المادي أو الاجتماعي للاعب .

هل لكم اتصالات مع الاتحادات العربية والآسيوية والدولية لكرة المضرب ؟
نعم ، نحن على تواصل مع هذه الاتحادات ولدينا العضوية فيها ، والتعاون فيما بيننا مستمر ومثمر . ولنا عدة مشاركات في جل البطولات التي تقيمها هذه الاتحادات رغم الوضع المادي السيئ الذي يعيشه الاتحاد .

ولكن هناك تقصير من طرفكم في إقامة البطولات المحلية ؟
هذا صحيح ونحن نعترف بذلك ، رغم أننا ننظم بعض البطولات المحلية في بيت لحم ولكن هناك تعتيم إعلامي على هذا النشاط .

هل لدينا لاعبين جيدين باستطاعتهم تمثيل فلسطين في المحافل الرياضية الدولية ؟
نعم ، ونحن الآن بصدد خلق جيل قادم وقادر على المنافسة في هذه المحافل .

لماذا لم تحاولوا نشر هذه اللعبة بشكل أوسع في فلسطين ؟
نحن نحاول إدخال هذه اللعبة إلى المدارس ، ولدينا الآن عدد لا باس به من الناشئين ، وللعلم أيضا هناك مادة خاصة بلعبة كرة المضرب في جامعة بيت لحم .

كيف تتابعون هذه اللعبة وأخبارها في العالم ؟
المتابعة من خلال الانترنت وشاشة التلفزة والتواصل مع الاتحادات .

من هو اللاعب أو اللاعبة الذي يشد انتباه سمر الأعرج في هذه اللعبة ؟
أنا اعتز كثيرا باللاعبة القديرة السابقة نيفرتي لوقا ويعجبني ايفان لندل وكريس إيفل .

هل لدينا ملاعب للتنس الأرضي في فلسطين ؟
للأسف ولا ناد فلسطيني يملك ملعب قانوني ، لأن الملعب مكلف جدا من الناحية المادية ، فهو بحاجة إلى خطوط معينة وعناية خاصة وغيرها ، ونحن نطالب أولي أمر الرياضة الفلسطينية بإنشاء مركز تنس ارضي في فلسطين ، ولدينا محاولات لإقامة مثل هذا المركز.

ما هي خططكم وبرامجكم المستقبلية ؟
حاليا نقوم بوضع خطة خماسية تتمثل في عمل مخطط للتنس على مدى خمس سنوات من جميع النواحي خاصة تطوير اللاعبين وتوفير الإمكانيات المادية والفنية وخلق جيل جديد من الإداريين والمدربين والحكام لهذه اللعبة ، فكما تعلم اتحاد التنس هو الاتحاد الوحيد الذي يدفع اشتراكاته أفراد وليس أندية .

كلمة أخيرة ؟
أقول إن رياضة كرة المضرب لعبة راقية ومتعددة الفوائد ، وهي بحاجة إلى لفته من المسئولين للمساعدة في النهوض بها .