غزة- محمد العمصي/ تغيرت ملامح خريطة صدارة دوري الدرجة الممتازة "أ" مع بقاء أسبوع واحد على اختتام مرحلة الذهاب، حيث حمل الأسبوع التاسع بشرى النصر والصدارة لفريق جبل المكبر، الذي حافظ على الصدارة في الجولة العاشرة للدوري.
النسور، كما يطلق عليهم، حلقوا طويلاً في أجواء الدوري، عاندتهم الكرة في الأسابيع الثلاثة الأولى، إلا أن محركات القوة عادت لتعمل بفاعلية كبيرة، وزاد من قوتها التعاقد مع ربان ناجح خط بفكره وقدراته صفحة جديدة قائمة على الفكر الجديد المدروس والأسلوب الفني الحديث، فكان النجاح وكانت الصدارة.
لم يكن الوصول للقمة غريباً، ولم يأت من ضرب الخيال، لان من تابع مسيرة النسور منذ الدوري الماضي، وإرهاصات الفريق منذ انطلاق الدوري الحالي بات على قناعة بأن المكبر لديه من الإمكانيات والقدرات الفنية والبشرية ما يؤهله للتربع على الصدارة بقدر طموح الامعري في ذلك.
وهنا نستضيف نجوم الفريق بدءاً بقائد سفينة النسور ومروراً بعدد من اللاعبين، وخرجت بالعديد من الآراء والتطلعات فلنقرأ..

سمير يروي قصة الصدارة
يشهد الجميع بأن المدرب سمير عيسى قد أضفى نوعاً جديداً من قدرات فريق جبل المكبر فنياً، فعاش الفريق في استقرار فني منذ أن تولى المسيرة، وقال بلغة الواثق: كنت اعرف جيداً أن تعاقدي مع المكبر يحتاج مني إلى عمل كبير، خاصة ان اللاعب الفلسطيني لا زال يعيش عصر الهواة، ولكن أصبحت الصورة متكاملة لدي، واعتمدت على المهنية لإحداث اختراق مهم في ذلك، وواجهت مشاكل عدة في تغيير أسلوب التفكير الفردي لدى اللاعب والفريق، ولم أكن راضياً في البداية عن حالة الاستهتار في التدريبات، ونجحت في تحقيق الالتزام كخطوة أولى على طريق النجاح.
وأضاف: لم يساورني منذ البداية شك بأن المكبر يمتلك خاصية الكرة الجماعية الجميلة، لذلك عملنا على تغيير أسلوب وطريقة اللعب، وكان الالتزام الكبير بالتدريبات التي تعتبر مفتاح النجاح، فتقدمنا خطوة أولى على طريق ترسيخ اللعب الفني الحديث.
وأعرب عن قلقه من المشكلة الكبيرة في المكبر وهي افتقاره إلى الكادر ووجود كادر مقلص، حيث قال انه يجب على إدارة المكبر إن أرادت أن تستمر في المنافسة على الصدارة أن توسع من الكادر ليغطي كافة احتياجات الفريق.
وأكد عيسى أن المنافسة ستكون محتدمة، وسيكون الحسم في المراحل الأخيرة من الدوري، وأكد أن الفريق لن يتوان في تطوير قدرات اللاعبين وتعزيز الصفوف عبر استقطاب أربعة او خمسة لاعبين في خطوط الدفاع والوسط ومهاجم آخر، وذلك من اجل خلق حالة تنافس شديد بين اللاعبين الأساسيين والاحتياطيين للوصول إلى التشكيلة الأساسية للمباريات.
وعن أسباب النجاح بالوصول إلى الصدارة قال: أن الأسباب كثيرة لكن أهمها التدريبات والالتزام فيها، فهي سر النجاح، معتبراً أن جبل المكبر في الطريق الصحيح، وان أكثر من 60% من قدراته لم تستخرج بعد، فالفريق يمتلك خامات كروية جيدة وتنوع متوازن في الخطوط الثلاثة.

أبو عاصي وسر التألق
للوهلة الأولى عندما تشاهده بين خشبات المرمى تستنتج أن مقومات الحارس المميز متوفرة لديه، قدراته الفنية الهائلة أوصلته إلى قلوب الجماهير، فعاش لحظات الانتصار من أسبوع لآخر، وهو الحارس الوحيد الذي لم يشهد الهزيمة مع فريقه حتى الآن.
غاب عن الفريق في مبارياته الثلاثة الأولى بسبب تواجده في قطاع غزة، وعندما التحق بالفريق منذ الأسبوع الرابع، شهد الفريق سبعة انتصارات متتالية بوجوده في التشكيل الأساسي، ليس هذا فحسب، فمع انتهاء الجولة العاشرة احتفظ أبو عاصي بأقل نسبة ولوج أهداف في مرماه، حيث تلقت شباك المكبر تسعة أهداف، كان نصيب الحارس أبو عاصي خمسة منها.
وقال الحارس أبو عاصي انه سعيد بالمستوى الذي وصل له وان مستواه يرتفع من مباراة لأخرى وذلك من خلال التدريبات المتواصلة والقوية مع الفريق، مبديا رضاه عن مستواه، ويتطلع لمزيد من التألق مع الفريق، متمنيا أن تشهد مرحلة الإياب ارتفاعاً كبيراً في مستواه الفني.
وعن تطلعاته لبقاء فريقه في صدارة الدوري قال: إن الله لا يضع اجر من أحسن عملاً، ونحن في المكبر نفعل ما علينا من خلال التدريبات وفي اللقاءات، ولدينا مدرب كبير ادخل الكثير من الأساليب الحديثة لدينا وطور من الأداء، بحيث أصبحنا نستمد قوتنا منه ومن خلال التدريبات.
وبالحديث عن أصعب اللقاءات التي خاضها أجاب دون تردد بان فريق العبيدية كان من أصعب اللقاءات، فقال: خطوط العبيدية متماسكة ولم نلعب معه من قبل ولديه طموح كبير، لذلك عانينا كثيراً واعتقد أنها من أصعب اللقاءات التي واجهها المكبر.
وأشاد بمساندة زملائه له في الملعب، وقال أن الفريق يلعب بروح الجماعة وجميع الخطوط تكمل بعضها بدءاً من المدافع حاتم كريم وصولاً إلى احمد علان في المقدمة.

شادي .. لاعب الارتكاز
قال شادي علان أن تطلعاته مع الفريق كبيرة بالوصول إلى تاج الدوري والتحليق فيه في سماء الوطن، خاصة ان الفريق يمتلك مقومات البطل، واستعد جيداً للدوري ويمتلك المع المدربين في الوطن وهو المدرب سمير عيسى الذي غير من شكل وأداء الفريق.
شادي الذي سجل في الدوري الماضي خمسة أهداف لم يسجل في الدوري الحالي إلا هدفاً واحداً لكنه سعيد بذلك، وأكد انه كان في دوري الراحل محمود درويش يلعب في مركز المهاجم الثالث، لكن رؤية المدرب سمير عيسى كانت بان يلعب كلاعب ارتكاز وسط، فالتزم بذلك بما يحقق المصلحة العامة للفريق.
وتمنى أن تحمل مرحلة الإياب الخير للمكبر والمحافظة على الصدارة للوصول إلى تاج الدوري، وإسعاد الجماهير التي تزحف خلف في كل أسبوع لمؤازرته وشحذ همم لاعبيه.

رأفت: الدفاع بخير
وبالانتقال إلى خط هام من خطوط فريق المكبر ألا وهو خط الدفاع الذي يشغله أربعة لاعبين هم: رأفت عباد وحاتم كريم ورائد القاروط وسامر حجازي، فان الأرقام تشهد لخط دفاع المكبر بأنه من اقوى الخطوط في مرحلة الذهاب.
يقول رأفت عياد ان دفاع المكبر بخير وانه يمتلك المقومات للذود عن مرماه، مشيداً بقدرات الحارس أبو عاصي الذي نجح في زيادة الطمأنينة لدى لاعبي خط الظهر بامتلاكه مقاومة الدفاع عن شباكه.
وأشار عياد إلى أن تعليمات المدرب عيسى الذي نجح في وضع اللاعب المناسب في المكان المناسب كانت متواصلة لخط الدفاع ببدء هجمات الفريق من خط الدفاع وصولاً إلى شباك الفريق المنافس، وعدم تشتيت الكرة بل إيصالها لإقدام اللاعبين والتواصل مع خطوط الفريق، وهو ما قلل عدد الاهداف التي ولجت شباكه، وجزم عياد بقدرة المكبر على المحافظة على صدارة الدوري، متميناً أن يزداد الأداء جمالاً في مرحلة الإياب.