شريط الأخبار

حديث الذاكرة: الحديث ذو شجون

حديث الذاكرة: الحديث ذو شجون
بال سبورت :  

كتب محمد العباسي / القدس

لقد استعرت عنوان هذه القطعة من الزاوية الأسبوعية الذي كان يكتبها الزميل الاعلامي فايز نصار والتي لاقت حينها نجاحاً كبيراً لشفافيتها وأنا أقدم اعتذاري للزميل أبو وئام لأنني أجبرت فعلاً لإستعارة هذا العنوان لأن هذه المقالة هي امتداد للمقالة السابقة عن استاد أريحا بعد أن ناقشت الموضوع مع الزميل الصحفي أحمد البخاري الذي أوحى لي أن أكتب هذه النسخة من وحي الذاكرة للأمانة والتاريخ .
طوى الزمن غلائله وسحق القدر الهامات ونحن بني البشر في غفلة من ذلك ما زلنا نتصارع ونتعارك لأتفه الأسباب ولا نحب النجاح لاحد ولا ندري بأن الزمان يمر كسرعة البرق ولم نأخذ بمقولة الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه " اعمل لحياتك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً " ولا يعلمون بأنهم سوف يقفون أمام محكمة العدالة في الآخرة التي لا يضاهيها محكمة وقاضيها العزيز جل وعلى .
العام 1993 كان موعداً لاحتفال نادي شباب الخليل بيوبيله الذهبي ومرور خمسين عاماً على تأسيسه وقدمت في حينه للمؤتمر الذي نظمه النادي المذكور ورقة عمل عنوانها الاعلام الرياضي الفلسطيني منذ العام 1967 وحتى دخول السلطة الوطنية ودُعيَّ الرياضيين الى مباراة في كرة القدم أقيمت بهذه المناسبة بين فريق الشباب وفريق نادي حطين والذي كان يعتبر في ذلك الوقت من أقوى الفرق الرياضية .
في هذا العام وبالتحديد يوم اجراء المباراة التقى أربعة اعلاميين على مائدة الغذاء التي أقامها الزميل عبد المنعم زاهدة في بيته الكريم وقرر الاعلاميين الاربعة وهم عبد المنعم زاهدة , شعبان محمد شعبان , راسم عبد الواحد ومحمد العباسي باطلاق شرارة تنفيذ واظهار اتحاد الاعلام الرياضي الى الوجود أسوة بالدول الاخرى وكان العنوان الأولي لهذا الاتحاد هو مقر جريدة النهار التي تقع في الجهة الخلفية من حديقة المتحف الفلسطيني نظراً لأنني كنت المحرر الرياضي في تلك الجريدة ويسهل على الاعلاميين الاتصال على هذا العنوان وقد تم اضافة الاعلاميين طوني عبود وسمير أبو جندي ومأمون قاسم ومنير الغول وابراهيم نجم الى الأسماء المذكورة أعلاه واعتبارهم بمثابة أول هيئة تحضيرية تمثل الاعلاميين حتى تنظيم الأمور وتشكيل الهيئة العامة لهذا الاتحاد الا أن بعض الاعلاميين المذكورين بدءوا بمقاطعة اجتماعات هذا الاتحاد الفتي بوضع العراقيل أمامه لإفشاله وأنهم كانوا مدعومين من مؤسسة رسمية لإفشاله وبلغت اللإ انسانية من احدهم وبالإشتراك مع أحد أداريي أندية القدس بارسال كتاب خطي الى ادارة جريدة النهار لفصلي منها وكم كانت المفاجأة حينما قام صاحب الجريدة بتسليمي الرسالة ومغلفها عرفت من خلالها من الذي قام بذلك واستغربت أكثر عندما عرفت من مهرها بتوقيعه ولم يتوقع الإثنان أن تقوم ادارة الجريدة بتسليمي الرسالة بل بلغت السذاجة في شخص آخر منهم أن يتصل بالإعلامي أحمد البخاري في هذه الأيام يلومه على نشر مقالتي عن التكريم في سلوان رغم كل هذه العقبات واصلنا مسيرتنا وعملنا ولم نهتم الى ذلك حتى ظهرت جلية الامر وبانت الحقيقة كوضح النهار عندما زار الوفد الفرنسي ليلعب مع المنتخب الفلسطيني في اريحا قامت رابطة الأندية بحجب بطاقات الاعلام لدخول المباراة أنا والاعلامي راسم عبد الواحد بحجة أننا دائمي النقد لهذه الرابطة وهذا غطاء للحقيقة لإفشال الاتحاد .
قررت عدم الذهاب الى المباراة في ذلك اليوم لقناعتي بأن المباراة لن تسير على ما يرام لكثرة عدد الجماهير التي ستتابع المباراة وعدم صلاحية ملعب أريحا لإستضافة مثل هذا العدد من الجماهير بالإضافة الي أرضيته الترابية وعدم وجود الحواجز لمنعهم من التدافع والدخول الى أرضيته وحدثت المفاجئاة أن كانت تعمل معي في مجلس التعليم العالي فتاة فرنسية من أصل تونسي وافقت الذهاب معها الى اريحا ومتابعة المباراة وكان ذهابي معها مشروطاً بأن تحدد لقاءاً مع مشيل بلاتيني من أجل نشره على صفحات الجريدة ووافقت على ذلك مسرورة وانطلقنا يوم الجمعة الى اريحا لمتابعة اللقاء المذكور وقد قام الاصدقاء الاعلاميين في اريحا ( فتحي براهمة واحمد البرهم ويوسف حامد الذي كان لتوه قد إفتتح مكتباً إعلامياً بمشاركة الاعلاميين المذكورين) في ذلك اليوم باقامة حفل غذاء رائع وجميل على شرفنا بعدها ذهبنا الى الملعب فوجدناه كما توقعت حتى أن الجمهور قد دخل الى أرضية الملعب خلال المباراة وأنهال المدرج الخشبي الذي أعدوه ولكنني سررت بوجود رئيس لجنة الحكام لكرة القدم في اريحا الصديق عبده مرعي الذي استقبلني على بوابة الملعب وأدخلني مع ضيوفي دون أن تكون بطاقة الاعلام التي منحت للإعلاميين بحوزتي وحرمت منها من الرابطة وقمت بمقابلة بلاتيني ومصافحته وخلال دخولي الى الملعب قابلني أحد أعضاء الرابطة فاستغرب وجودي وقلت له بفرح ها انا دخلت وليس بحوزتي بطاقتكم لوجود وفرة من الأشخاص يحترمونني ويؤمنون بعدالة قضيتي معكم ونظراً لما حدث في اريحا تأخرت بالوصول الى مقر الجريدة لأقوم بعملي بتغطية الخبر مما أدى الى تأخري بالذهاب لمقابلة بلاتيني في الموعد المحدد لذلك وتم الاعتذار له وقمت بتغطية الحدث تغطية لا مثيل لها مشفوعاً بالصور الملونة مما أدى أن تبادر رابطة الأندية بارسال كتاب شكر لإدارة الجريدة على تغطية هذا الحدث وضحكت لأن شر البلية ما يضحك عرفت حينها جيداً وبدون أدنى مجال للشك بأن رابطة الأندية كانت لا تميز بين الغث والسمين وبقيت عملية انشاء اتحاد اعلام سارية ونظم الإعلامييون بيتهم الإعلامي خلال الأعوام الماضية حتى وصل الاعلام الى ما وصل اليه اليوم ولا بد لي أن أقول كلمة حق بأن أعلامنا الرياضي في هذه الأيام قد فرض على نفسه التقوقع في عنق الزجاجة وعليهم الخروج منها بأنجع السبل.

مواضيع قد تهمك