شريط الأخبار

الكرة الفلسطينية والإنجاز الحقيقي

الكرة الفلسطينية والإنجاز الحقيقي
بال سبورت :  

كتب أمير شتات / رام الله

تعيش حاليا الحركة الرياضية بشكل عام والكرة الفلسطينية بشكل خاص في محافظات الوطن وخاصة في المحافظات الشمالية حراكا رياضيا غير مسبوق وحالة من التطور الكبير من حيث حسن الأداء والمنافسة والتنظيم والترتيب وحسن الإدارة، ولا شك بان هذه الحالة من التقدم والتطور والقفزة النوعية في تطوير وتوفير البنية التحتية الرياضية قد وفر وأوجد المناخ الملائم لهذا التطور السريع في مستوى الرياضة الفلسطينية بشكل عام وفي مستوى الكرة الفلسطينية بشكل خاص، كل ذلك لم يأت بمحض الصدفة ولا بشكل عفوي وإنما جاء نتيجة للتظافر كافة الجهود التي صممت على جعل النجاح طريقا للكرة الفلسطينية ووضعها على خارطة العالم بالرغم من كافة الصعوبات الجمة والإمكانيات المتواضعة، وربما سيتحدث التاريخ وبكل تأكيد عن هذه الجهود الطيبة والمباركة وعلى رأسها الدور الكبير الذي لعبة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم برئاسة اللواء جبريل الرجوب ورجاله المخلصين، بحيث اثبت اللواء الرجوب بأنه عدو للفشل و لا مجال للتراجع والترهل بل التطور والتقدم والانطلاق نحو الأمام والإنجاز بهمة ورشاقة عالية، ولهذا ومن الطبيعي بدأت الحياة الرياضية تدب شيئا فشيئا في ملاعبنا الفلسطينية بعد أن أصابها الجفاء، وأصبحت أغلب قطاعات مجتمعنا الفلسطيني بمختلف توجهاتها واهتماماتها تتحدث عن هذا التطور وهذا الإنجاز الذي لم يقتصر على الشارع والقطاع الرياضي فحسب بل شمل ذلك كافة شرائح وقطاعات المجتمع وأصبحنا نشاهد اهتمامها لكافة المستجدات بل لأدق التفاصيل على كل ما يحدث في الساحة الرياضية من مباراة هنا ولقاء كروي هناك وتجمع رياضي وبطولة.....الخ، كما أصبحنا نشاهد الآلاف من الجماهير التي تخص بهم مدرجات ملاعبنا وأصبحنا نرى حضور كافة التشخيصات ليس ذوي الاختصاص الرياضي بل حضور الشخصيات السياسية والاجتماعية وحضور رجال الأعمال ولاقتصاد الفلسطيني وحضور الشخصيات الاعتبارية التي لها الدور الكبير في مجتمعنا، وهذا ما يدل وبصريح العبارة وبشكل حقيقي على وجود حالة من الإنجاز الكبير على مستوى الكرة الفلسطينية التي خرجت من النفق المظلم الذي كانت علية في الماضي واستطاعت من جديد بأن ترسم أجمل اللوحات وبريشة كافة الغيورين على مصلحة الرياضة الفلسطينية.

ونتيجة طبيعية لذلك ولاستئناف البطولات الرسمية وعلى رأسها الدوري التصنيفي انعكس هذا وبشكل ملفت للانتباه على مستوى أداء منتخبنا الوطني الذي أصبح نموذجا حقيقيا للتطور والإنجاز بفعل أداؤه القوي والجيد خلال المباريات والمشاركات الدولية التي خاضها خصوصا لقاء منتخبنا مع المنتخب الإماراتي في أكتوبر الماضي ومدى مستوى التنظيم والإدارة لكافة نشاطات ومشاركات المنتخب وهذا ما وفر الأجواء التي سادتها الروح الرياضية وبدت المحبة واضحة تلفت الجميع في إطار تصميهم على التعاون والتنسيق من اجل تمثيل ونجاح الكرة الفلسطينية في كافة المحافل الدولية.

ولهذا اثبت المنتخب الوطني أثناء تواجده في العراق الشقيق في تموز الماضي وبحضور اللواء جبريل الرجوب رئيس اتحاد الكرة رغم لغة الصعوبات الكبيرة والوضع الأمني المقلق في العراق بان الرياضة في شكلها ومضمونها إنما هي دعوة للتسامح والمحبة والسلام رغم تعدد الاتجاهات والاهداف ورغم التنافس المشروع في فوز مستحق وجائزة مرصودة...

ولذلك نجحت الكرة الفلسطينية في كسر الحصار الرياضي على العراق الشقيق في إقامة أول مباراة دولية داخل العراق منذ فرض الحصار ولتكون الكرة الفلسطينية هي الأولى في هذا المجال.

وهاهو المنتخب الكروي النسوي يطل علينا بطلته البهية في أول لقاء دولي له أمام منتخب نسوي قوي وهو المنتخب الأردني الشقيق في المباراة التي جمعتهما على ملعب الشهيد فيصل الحسيني في السادس والعشرين من الشهر الماضي، والذي اثبت المنتخب النسوي علو كعبة وان يكون له كلمة الفصل في هذا اللقاء التي انتهى بالتعادل الايجابي وبحضور جماهيري غير مسبوق ومستوى تنظيمي متطور وجهود كبيرة ومشكورة من الجميع.

كل ذلك يثبت بان مرحلة الإرهاصات وحقبة ما قبل البدايات والتراجع ذهبت وبدون رجعة وبدأت مرحلة الإنجاز والتنافس وستصبح الكرة الفلسطينية بأذن الله تعالى رقما حقيقيا في معادلة التنافس والإنجاز في المحافل الدولية طالما بقي كل نجم وكل مشجع ومسؤول رياضي يعمل بكل صدق وانتماء اتجاه تطوير الكرة والرياضة الفلسطينية وما يمارسه من تسامح وخلق كريم وهذا ما ينعكس وبكل تأكيد على كافة المساهمين في عناصر اللعبة من أندية ومؤسسات رياضية ولاعبين وجماهير وحكام ما يعطي في المحصلة النهائية للكرة الفلسطينية الإنجاز الحقيقي.

مواضيع قد تهمك