شريط الأخبار

الاردن وفلسطين اخوان والرجوب لشعبنا عنوان

الاردن وفلسطين اخوان والرجوب لشعبنا عنوان
بال سبورت :  

بقلم الحكم الدولي خالد عمار

لم يكن اللقاء الكروي النسوي الفلسطيني الاردني الذي احتضنه ستاد الشهيد فيصل الحسيني في الطرف الشمالي لمدينة القدس حدثاً رياضياً أو تاريخياً ، بل ذهب الى ابعد من ذلك بكثير .

فهذه المباراة الدولية الهامة حققت لفلسطين انجازاً غير مسبوق وقدمت للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة دعماً وزخماً يفوق بتأثيره ما تقوم به أدوات السياسة الفلسطينية الداخلية والخارجية .

ان كل من تابع اللقاء عبر شاشات التلفزه والشبكات العنكبوتية الممتدة لكل بقعة في العالم غمره الفرح وغلبته الدموع وهو يشاهد آلاف النساء والصبايا الفلسطينيات وهن يزين مدرجات الملعب بالزي المطرز وكوفية الراحل ابو عمار والاعلام الوطنية ، يشجعن كرة القدم في مشهد قد يستحق بظروفه المحيطه ان يدخل كتاب جينس للارقام القياسية .

فهذا العدد الكبير من النواعم الذي قارب نحو خمسة عشر الف سيدة وفتاة لم يسجل في مباريات عالمية لفرق كبيرة مثل المانيا والبرازيل والولايات المتحدة والسويد وفرنسا وايطاليا وغيرها من الدول المتقدمة كروياً والتي تتباهى بالتقدم والرقي والديمقراطية وحقوق الانسان وتلك المدافعة عن حقوق المرأة .

لقد حقق الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بمجلسه ولجانه ورئيسه المثابر رئيس اللجنة الاولمبية اللواء جبريل رجوب اهدافاً غالية في المرمى الدولي طالت مختلف المستويات الرياضية والسياسية والاجتماعية والاعلامية والتنموية .

فعلى النطاق الرياضي فرضت فلسطين احترامها على اجندة الاتحاد الدولي " الفيفا " بعد ان تواصلت انجازات اتحاد الكرة الفلسطيني باقتدار وجدارة ادارية وتنظيمية وفنية وتسويقية على اعلى الدرجات ، ليثبت ان هذا الاتحاد الفتي الذي حصل على جائزة افضل اتحاد كروي في تصنيف " الفيفا " لم يكن طفرة أو ضربة حظ وانما حقيقة رسختها استراتيجية الاتحاد الفلسطيني الشاملة والواضحة وهي تترجم بدقة حسب ما أعد لها بالتمام والكمال ، لا بل فاقت بانجازتها على الارض كل التوقعات التي ابهرت العالم بأسره .

ويكفينا فخراً الشهادة التي ادلت بها ممثلة الاتحاد الدولي " الفيفا " السيدة فيرا باو في تعليقها على الحشد الجماهيري النسوي الفلسطيني الكبير الذي حضر لقاء فلسطين والاردن عندما قالت ان "هذه التجربة التي لم تحصل في التاريخ " ، فتخيلوا ان فلسطين التي تعاني من الاحتلال والحصار والاستيطان والحواجز وكل هموم الدنيا ومعاناة الظلم والقهر تنفرد بتجربة ستكون درساً ولا أروع سيكتب بأحرف من ذهب في كراسات الاتحاد الدولي " الفيفا " وسيتم تعميمه على الدول الاعضاء كبيرها قبل صغيرها ليتعلموا من فلسطين واتحادها كيف نستطيع بالارادة والتصميم والعزيمة ان نقهر الاحتلال ونحول المعاناة الى قوة دفع وبناء لمستقبلنا وكيف يكون التمسك بالهوية الوطنية والانتماء للوطن والقدرة على ايصال قضيتنا العادلة الى شعوب العالم قاطبةً من خلال الرياضة بكل اشكالها .

كثيرون من الفلسطينيين والعرب في الوطن والشتات الذين تابعوا اللقاء الفلسطيني الاردني عبر شبكات التلفزه لم يتمكنوا من حبس دموعهم وهم يشاهدون هذا الكرنفال الوطني الذي جسد الحلم الفلسطيني وأكد على حقيقة أن هذا الشعب العظيم لن يموت ولن تثني ارادته كل آلات الاحتلال وغطرسته وسيبقى قوياً على هذه الارض محباً للحياة ومتفاعلاً مع انسانية الشعوب ، وقد اتحفنا في هذا المشهد اصرار المرأة الفلسطينية التي تصدت لجرافات الاستيطان وغازلت اشجار الزيتون ووقفت في خندق النضال الى جانب الرجل لتنال شرف الشهادة والاعتقال وهي التي ربت الاجيال وعلمتها وهي التي دخلت في كل تفاصيل الحياة الفلسطينية ، انها نفس المرأة الفدائية المناضلة والأم الحنون تقف بشموخ على مدرجات الملعب مشجعة لكرة القدم وللرياضة بكل اشكالها وتقول للعالم ول "لفيفا " وهي تلوح بالعلم الفلسطيني أنه آن الآوان لانهاء آخر احتلال على هذه الارض ، وان المرأة الفلسطينية ستظل ولادة لهذا الشعب المناضل وستقدم ابنائها وبناتها لبناء الوطن وفي كل المواقع .

ان مشاركة المرأة بهذا الزخم اللافت أكد على المكانة المرموقة والرفيعة التي وصلت اليها المرأة في المجتمع الفلسطيني وتبوأها مراكز مهمة ومؤثرة وهي مؤشرات توضح بدون شك الانتعاش الديمقراطي الذي تتمتع به فلسطين والمستوى المتقدم الذي وصلت اليه في هذا المجال والذي جعلها علامة فارقة في العالم العربي على أقل تقدير ، وبالتالي قدمت المباراة وعناصرها انجازاً سسيخدم القضية الفلسطينية على المستوى الدولي وسيستقطب مزيداً من الاصدقاء والداعمين لشعبنا من مختلف ارجاء المعمورة .

ونستطيع القول ان هذا الحدث التاريخي لاتحاد الكرة سيكون له انعكاسات ايجابية على كافة المستويات بما فيها التنموية من خلال اقتناع مؤسسات الاتحاد الدولي باهمية اقامة المشاريع الرياضية في فلسطين كالملاعب المتطورة ومدارس كرة القدم والتدريب والتحكيم والمرافق المساندة لها وتشجيع الدول الاعضاء على اقامة اللقاءات الودية في فلسطين وتوجيه الوفود والدورات الى بلدنا ورصد موازنات مالية على هذا الصعيد مما سيوفر فرص عمل وسسيسهم في انعاش عملية التنمية والاقتصاد ، كما كان له صدى اعلامي واسع .

وامام هذا الحدث الفلسطيني الدولي النوعي الذي أكد فيه الاردن الشقيق حبه ودعمه لشعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعه ومشاركته الدائمة في افراحنا وأحلامنا وتطلعاتنا لا بد من تقديرنا لهذا البلد العزيز ملكاً وحكومةً وشعباً الذين يعززون بدعمهم اليومي العلاقات التاريخية الاخوية ويفتح لشعبنا آفاقاً مشرقة للتواصل مع العالم .

وختاماً لا بد لنا ان نثمن عالياً ما يقوم به عراب الرياضة الفلسطينية اللواء جبريل رجوب الذي قلب كل الطاولات في الاتحادات الكروية العربية والآسيوية والدولية رأساً على عقب بعد ان بات حديث الشارع بتحركاته وانجازاته الملموسة والنوعية ، وتمكنه بفترة زمنية قياسية وضع فلسطين في دائرة الاهتمام والمتابعة وعلى طاولة البحث والاصغاء داخل " الفيفا " بعد ان كانت فلسطين على الهامش ، حتى ان المسؤولين في مختلف الاتحادات باتوا يراهنون على الرجوب لتحقيق انجازات ليس فقط على المستوى الفلسطيني وانما على النطاقين الآسيوي والدولي ، فهنيئاً لفلسطين وللجنتها الاولمبية ولاتحادنا الكروي باللواء رجوب الذي يواصل جهوده المباركة بالليل بالنهار ويتحفنا بانجاز تلو الانجاز ، فواصل ابو رامي واصل ويكفينا فخراً ان انجازاتكم الرياضية لفلسطين استطاعت ان توحد شعبنا بكل الوانه واطيافه السياسية .

مواضيع قد تهمك