شريط الأخبار

الفلسطينيون يحبون ايضا سباق السيارات

الفلسطينيون يحبون ايضا سباق السيارات
بال سبورت :  

بيت لحم- اسامة العيسة/ يستغل الفلسطينيون، اية فرصة متاحة، ليبرهنوا لانفسهم اولا، وللاخرين، بانهم بشر مثل كل البشر، ليس فقط يستشهدون ويسجنون، ويتابعون اخبار السياسيين، ولا يشغلهم فقط مجريات مؤتمر حركة فتح السادس ونتائج الانتخابات للجنة المركزية والمجلس الثوري، وخلافات فتح وحماس، ولكن ايضا يحرصون على متابعة سباق سيارات بشغف، اذا ما تسنى لهم ذلك، وهو ما حدث في مدينة بيت لحم يوم الجمعة (14-8-2009)، عندما تجمع جمهور غفير في مهبط الرئيس، لمتابعة الجولة الرابعة من بطولة فلسطين لعام 2009 الذي ترعاه (الوطنية موبايل).

وحضر الجمهور من مختلف المناطق الفلسطينية، وكان بالنسبة لكثيرين منهم، مناسبة للترويح عن النفس، فمنهم من تابع السباق، وهو يدخن ارجيلة جلبها معه، بينما كان الحشد مناسبة لا تفوت من قبل بائعي الايس كريم، والكعك، والفلافل، وزجاجات الماء.

ولم يحظ الا عدد قليل من الجمهور بالوقوف تحت مظلة وضعها المنظمون، ولكن الباقي تابع السباق الذي استمر عدة ساعات تحت الشمس الحارقة، وانتشر هؤلاء حول مضمار السباق، يتابعون المتسابقين، متحملين ارتفاع درجة الحرارة.

ومضمار السباق، ما هو الا "مهبط الرئيس"، الذي يفترض انه مهبطا للطائرات، ولكنه لا يحمل من اسمه الان، الا الاسم، والذي بني على احدى قمم بيت لحم، المطلة على مدينة القدس، واستخدم لاستقبال ضيوف بيت لحم، في احتفالات الالفية الثانية، ومنظر الضيوف رفيعي المستوى الكثر، يبدو الان، وبعد ان جرت مياه كثيرة في نهر الفلسطينيين، وكانها صورة في حلم لم يتحقق.

واستخدم المهبط، الرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي اختار الموقع، ولكن خلال الانتفاضة الاخيرة، تبدل كل شيء، تم محاصرة الرئيس حتى رحيله، ولم تعد المروحيات تحوم، والان يرى الناظر من المهبط، الجدران تتولى كالافاعي وهي تفصل مدينتي بيت لحم والقدس، وكذلك تفصل مساحات شاسعة من اراضي بيت لحم عن المدينة.

في هذا المكان، جاء كل متسابق بسيارته، بعد ان ادخل عليها تعديلات وزينها لتصلح كسيارة سباق، وقال الصحافي الرياضي عمر الجعفري الذي تابع السباق حتى نهايته "حرص كل متسابق، على ادخال التعديلات التي يقدر عليها واللازمة لكي يضمن فوزه بالسباق، في ظل افتقادنا لسيارات خاصة للسباقات".

وبدى منظر السيارات وهي متوقفة تنتظر دورها، في السباق، ككوتيل متنوع من سيارات مختلفة الموديلات والانواع، والملفت ان كل متسابق حاول ان يظهر ذوقه واناقته من خلال تزيين سيارته، وتجهيز نفسه، فمنهم من ارتدى لباسا اراده قريبا من اردية متسابقي السيارات، في حين ان اخرين لم يبذلوا جهدا في ذلك.

وشارك في السباق 35 متسابقا، و5 متسابقات، وان كان عدد المتسابقات قليل، بالنسبة، لعدد المتسابقين، الا انهن حظين باهتمام الجمهور وتشجيعه، وكذلك اهتمام وتشجيع المنظمين.

ووضع الاتحاد الفلسطيني لرياضة السيارات والدراجات النارية سيارة تحت تصرف اية متسابقة لا تملك سيارة، كانت تبرعت بها امراة هي (رند ابو حجير)، وتم تخصيصها للمتسابقات، ولم يكن ذلك الميزة الوحيدة للمتسابقات، فقد سمح لكل متسابقة ان يرافقها خلال جولات السباق، شخص، على ان يكون متسابقا وهو ما حدث في الجولة الاولى مع المتسابقات، ولكنهن تخلين عن المرافقين الذكور في الجولات اللاحقة.

واستقبل الجمهور باهتمام اول متسابقة وهي بيتي سعادة، التي تحدثت عن سعادتها بالمشاركة في السباق، واعتبرته فرصة لكي تثبت المتسابقات الفلسطينيات قدرتهن، ولم تكن تعلم انها ستتوج في نهاية السباق كفائزة في فئة المتسابقات، بينما توج شقيقها جورح فائزا في فئة المتسابقين.

ولم تكن درب السباق مفروشة بالورود للمتسابقات والمتسابقين، فكثير منهن ومنهم اخفقوا في الجولات الاولى، بينما تعطلت سياراتهم في اثناء السباق، وسط تشجيع الجمهور، الذي بدا انه لم يراكم تقاليد تشجيع في هذا النوع من السباقات، مثلما هو الحال في مباريات كرة القدم، ولكن اهتمام الجمهور وتعرفه على هذا النوع من السباقات يبشر بالخير في هذا المجال.

ولم تكن المتسابقات النساء هن المفاجأة الوحيدة في السباق، ولكن ايضا مشاركة الطفلين: عبود قدورة وعمر النتشة، في السباق على سيارة صغيرة، وبدت مشاركتهما رمزية الى حد بعيد، ولكنها فتحت شهية كثير من الاباء للاهتمام بهذا النوع من السباقات، وتسجيل ابناءهم في المرة المقبلة، للمشاركة والتنافس.

وحول كيفية اختيار الفائزين قال الجعفري "للفوز بلقب بطل فلسطين، المطلوب من كل متسابق المشاركة في خمسة سباقات موزعة على مدن جنين ونابلس ورام الله وبيت لحم واريحا ويتم نهاية العام احتساب افضل اربع نتائج ويتم احتساب مجموع النقاط وصاحب اعلى نقاط يتوج بطلا لفلسطين لعام 2009".

وفي سباق بيت لحم، تم تتويج جورج سعادة بكأس الجولة الرابعة من بطولة فلسطين لعام 2009 لفئة الرجال وتوجت شقيقته بيتي سعادة بطلة فلسطين في الجولة الرابعة لفئة الاناث، والجميع ينتظر الجولة الخامسة في اريحا، لنعرف من هم ابطال فلسطين في سباق السيارات

سباق السيارات الفلسطيني، يشبه الفلسطينيين في واقعهم تحت الاحتلال، باشياء بسيطة متواضعة، يحاولون ان يقولوا بان الحياة تسير ومستمرة، من مكان السباق، الى نوعية السيارات المشاركة، الى الجمهور، وعندما تتوقف سيارة وسط مضمار السباق، يطلب من الشباب "زقها"، وهو ما فعله المتحمسون بكل حماس حتى اخراجها من المضمار

مواضيع قد تهمك