شريط الأخبار

أعضاء اتحاد الكرة .. بين الشرعية والإقالة

أعضاء اتحاد الكرة .. بين الشرعية والإقالة
بال سبورت :  

كتب أحمد المشهراوي/ غزة

يبدو أن كل شيء في حياتنا سرعان ما سيتحول - بقصد أو عن غير قصد-   إلى تصنيفين معاكسين، الأول هو الشرعية، المخولة بنيل ما تريد وأن تفعل ما يبدو لها، والأخر هو المقال غير الشرعي المحرم عليه فعل الشيء نفسه.. ولا أدري من هو المخول بمنح تراخيص الشرعية للتصنيف الأول، أو حتى من يملك تجريد الثاني منها، ولكن ما أدريه، أن الاثنين كانا قبل هذا الجدل السفسطائي شرعيين.

   ولعل التجاذبات السياسية بين حكومة رام الله وغزة كافية لإيصال الصورة، وإن كنت لست بصدد الدخول في متاهات السياسية، ولكن ما دفعني لطرق هذا الباب، هو الحال الذي وصل إليه اتحاد الكرة، وانعكست عليه صورة المشهد الحكومي المتنازع على شرعيته.

وكروية للوضع الكروي فإننا أمام حالتين من الأعضاء، الأول هم أعضاء منتخبون شرعياً من الهيئة العامة لكن انتهت مدتهم القانونية داخل كيان الاتحاد، والأخر هم أعضاء ترشحوا للانتخابات الجديدة، إلا أن العملية الديمقراطية لم تجر لظروف يعلمها الجميع، وسببها حالنا السياسي، الذي شملته مقدمتي،   فوزارة الداخلية في حكومة غزة الـ.....، رفضت إجرائها بسبب ما تحججت به التدخل السياسي بالرياضة!! وحضور شخصيات من حكومة رام الله الـ ...... للانتخابات.       

   الضبابية المحيطة بشرعية أعضاء اتحاد الكرة سواء الأوائل أو الآخرين، بلا شك استوقفت الكثير من الإعلاميين بشأن طريقة التعامل مع كل منهما، والألقاب الممنوحة للجميع، وأيهما الشرعي!! مما دفعهم لالتزام الصمت، في حين أخذ إعلاميون آخرون على عاتقهم نسب الألقاب دون التحقق أو حتى الخروج من هذه الدوامة، التي تنأى الكرة السليبة بحملها، ويكفيها ما فيها.

    إن وضعنا الرياضي وقبله السياسي أصبح يبعث القلق في النفس، ولا أستبعد أن أعود يوماً إلى البيت، فأجد أولادي قد أقالوني، ونصبوا مكاني أمهم بعد أن منحوها الثقة

   وتبدو حالة إبراهيم أبو سليم المرشح لعضوية نائب الرئيس عن محافظات غزة حالة خاصة ومغايرة، سواء عن الأعضاء المنتخبين في الضفة الغربية، أو المرشحين في غزة، كونه الوحيد للمنصب المذكور بالتزكية، غير أن الانتخابات لم تجر، مما يضعنا في هذه الحيرة، ووفقاً للقانون لا يمكن فوز العضو رسمياً قبل إجراء الانتخابات.

   وأمام اندفاع بعض الإعلاميين لوصمه بالمنصب الجديد، فإن حسب رأيي هو تسرع، وكان يتوجب أن يوصف الأخ أبو مراد بمنصب- المرشح لمنصب نائب الرئيس- ولو أنه لم يفز بالتزكية، لوضحت الأمور بصورة أكبر.. و لا يفهم من حديثي هذا أنني ضد الأخ إبراهيم أبو سليم أو معه، أو يقيسه البعض لصالح زيد أو عبيد، وإنما بغرض التوضيح.

   إن الوضع الذي وصلت إليه حال الكرة خاصة في محافظات غزة يدعو للقلق، وبلا شك أن الإعلاميين هم من أكثر الشرائح المتضررة من هذه الفرقة الضارة بمسيرة الرياضة والكرة، التي تسير أصلاً بخطوات متثاقلة، وأقلهم من الراضيين عن هذا الموصل، الذي وضعنا به السياسيون.. وإن الأمر يتطلب إبداء موقف داعم للوفاق والتوافق ونبذ حالة الانقسام، لكن بعيداً عن الميل لأي جهة سواء أكانت حزبية أو حكومية أو جغرافية.

   إن وضعنا الرياضي وقبله السياسي أصبح يبعث القلق في النفس، ولا استبعد أن أعود يوماً إلى البيت، فأجد أولادي قد أقالوني، ونصبوا مكاني أمهم بعد أن منحوها الثقة، أو ربما يصل الأمر لأسوء من ذلك، بما لا يتخيله العقل أو يرضاه ديننا وعادتنا، بأن يعتبروني مقال، فيزيلوا اسمي من شهادة الميلاد.  

  إن المطلوب أمام هذه التداعيات، أن يتوافق جميع أعضاء الأسرة الكروية نحو مجلس إدارة قادر على القيام بالتبعات الملقاة على كاهل الكرة، تحت شعار، المناصب للتكليف وليس للتشريف.

مواضيع قد تهمك