دعوة لشراكة حقيقية بين الاتحاد والأندية
كتب محمود السقا- رام الله
الاستفادة من تجارب الآخرين أمر مهم، في مختلف الحقول والمجالات، إدارياً وفنياً وخططياً.
بالأمس القريب، قفزت حادثة على سطح الكرة الأردنية، كادت تُعكر صفوها عندما امتنعت فرق دوري المحترفين عن اللعب، مطالبة بحقوقها المتراكمة على اتحاد الكرة، وقيمتها مائتا ألف دينار اردني لكل ناد.
اتحاد الكرة عالج المشكلة بحنكة وذكاء، ولم يتركها تتفاقم كي لا تصل إلى مرحلة المضي، قدماً، في إحجامها واستنكافها عن الانخراط في الدوري.
أول خطوة بادر إليها الاتحاد تمثلت بعقد اجتماع فوري لمكتبه التنفيذي في إشارة إلى انه لا يضع طيناً ولا عجيناً في أذنيه كي لا يسمع ما يدور، ولم يكتف بذلك بل اردف الخطوة الأولى بثانية عندما عقدت أمين عام الاتحاد، سمر نصار، مؤتمراً صحافياً تطرقت فيه إلى أدق التفاصيل ذات العلاقة بالكرة الأردنية، وعلى رأسها الشق المالي بالكشف عن المبالغ التي تدخل صندوق الاتحاد، وتبلغ عشرة ملايين دينار، وعن أوجه صرفها ومصادرها، وهل تفي بالغرض، علماً أن الاتحاد ينفق عشرة ملايين ونصف المليون دينار؟
الخطوة الثالثة حملت في ثناياها عدول الأندية عن قرارها القاضي بتعليق المشاركة في الدوري، والعودة إلى المنافسات، بعد تطمينات صادرة عن الاتحاد، لكن لم يُكشف النقاب عن فحواها.
اتحاد الكرة الأردني عندما لم يمارس سلوك إدارة الظهر للأندية، فلأنه يعي ويدرك دورها وأهميتها باعتبارها شريكة في كل شيء، وصولاً إلى نهضة كروية من شأنها أن تُفصح عن الوجه الحقيقي المُتقدم الذي بلغه الأردن الشقيق.
أرى أن الترتيب لعقد اجتماع قريب بين اتحاد الكرة وأندية المحترفين خطوة في الاتجاه الصحيح، تمهيداً للخروج باستراتيجية تصب في قنوات إثراء الكرة الفلسطينية، الآخذة في التراجع، على قاعدة: "لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم"